قصف مسلحو المعارضة السورية أمس مناطق يسيطر عليها النظام في مدينة إدلب ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، بعد يوم من قصف طيران النظام مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سورية ما أوقع 27 قتيلاً. وتزامن ذلك مع تحقيق «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى تقدماً شرق مدينة حلب في شمال سورية. وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن قصفاً مدفعياً تعرضت له مناطق تسيطر عليها الحكومة في مدينة إدلب أوقع 14 قتيلاً. وأوضحت أن القذائف سقطت على أجزاء متفرقة من المدينة بما في ذلك حي سكني وسوق تجارية. وذكرت أن 50 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح في القصف الذي ألقت بالمسؤولية عنه على «إرهابيين». أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأوضح في تقرير من محافظة إدلب أن ما بين خمسة وسبعة أشخاص قتلوا و23 آخرين أصيبوا بجروح، إثر سقوط قذائف أطلقها تنظيم جند الأقصى على مناطق في مدينة إدلب. وكان تنظيم جند الأقصى توعد باستهداف المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام في مدينة ادلب وغيرها «رداً على استهدف قوات النظام مناطق في محافظة ادلب»، وطالب «عوام المسلمين بالابتعاد عن مراكز قوات النظام النصيري». ولفت «المرصد» إلى أن قصف جند الأقصى على مدينة إدلب جاء بعد قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة سلقين أول من أمس أوقع 27 قتيلاً هم مقاتلان من الكتائب الإسلامية و20 رجلاً و4 أطفال وسيدة. وفي محافظة حلب، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران المروحي «ألقى برميلاً متفجراً على منطقة بحي الكلاسة ... كما استهدف مقاتلو لواء مقاتل ثكنة المهلب شمال حلب بقذائف محلية الصنع وانباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام». وأعلن وقوع «اشتباكات عنيفة في محيط جبل عزان بريف حلب الجنوبي بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر في محاولة لقوات النظام التقدم في المنطقة، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في قرية بلاس وطريق عبطين - وضيحي». وأشار «المرصد» أيضاً إلى أن الطيران الحربي للنظام فتح «نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدتي كفرحمرة وحريتان، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من طرف والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في محيط تلة الطعانة الاستراتيجية، شرق مدينة حلب، والقريبة من المدينة الصناعية، ومعلومات مؤكدة عن تقدم الكتائب والنصرة في المنطقة». ولفت إلى أن تلة الطعانة كانت كتيبة دفاع جوي وتقع على طريقي حلب - الباب القديم والجديد، وقامت «جبهة النصرة» وكتائب اسلامية بالسيطرة عليها في تشرين الأول (اكتوبر) من العام 2012، إلان أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها استعادوا السيطرة عليها في أواخر آذار (مارس) من العام الجاري، بعد اشتباكات عنيفة مع «النصرة» والكتائب الاسلامية. وأشار «المرصد» إلى أن «الكتائب الاسلامية وجبهة النصرة كانت قد استعادت السيطرة على قرية الرحمانية بالقرب من المدينة الصناعية عند مدخل حلب الشمالي الشرقي، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام المدعمة بقوات الدفاع الوطني في القرية، لتقطع بذلك طريق الإمداد عن قوات النظام التي سيطرت قبل يومين على قرية المقبلة». من جهتها، نقلت وكالة «سانا» في تقرير من حلب «أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة قضت على العديد من الإرهابيين خلال استهدافها تجمعاتهم وأوكارهم في كل من هنانو والشقيف ومعارة الأرتيق وأرض الملاح وكفر حمرا وخان العسل وتل جبين وبردة وكفركار ومارع وتل رفعت إضافة إلى قسطل مشط والزبدية وكفر صغير والحيدرية والإنذارات وبابيص وساسين والأتارب والمعبودية والرحيمة والشيخ سعيد والمنصورة والشرفة الصفرة في حلب وريفها». وتابع التقرير أن القوات النظامية دمرت آليات بمن فيها من «إرهابيين»، بحسب وصف الوكالة، في حريتان والليرمون ودير جمال وحندرات وعندان والمنطقة الصناعية قرب مدينة حلب. وفي محافظة القنيطرة، سُجّل قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في قريتي المعلقة وغدير البستان بريف القنيطرة الجنوبي، بحسب ما ذكر «المرصد». أما في محافظة درعا، فقد أفيد عن تعرض مدينة إنخل لقصف جوي. كما أعلن «المرصد» عن «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة الشيخ مسكين، وأطراف بلدة جلين ومناطق في تل الجابية وتل الجموع اللتين تسيطر عليهما جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الاسلامية ... كما ألقى الطيران المروحي برميلاً جديداً على منطقة في بلدة تسيل». وفي محافظة حماة، أشار «المرصد» إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة أخرى على الجهتين الجنوبية والشرقية لبلدة مورك، وسط سماع دوي انفجار عنيف في البلدة ناجم عن قصف قوات النظام بالصواريخ عليها. من جهة أخرى، نقل «المرصد» عن مصادر موثوق بها في محافظة حماة «أن مسلحين مجهولين قاموا بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، بتفجير منزل محافظ درعا الأسبق فيصل كلثوم في قرية المبعوجة الواقعة إلى الغرب من قرية الرهجان بالريف الشرقي لمدينة سلمية، ما أدى لانهيار أجزاء منه ... كما قتل ليلة (أول من) أمس 8 عناصر من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، جراء هجوم نفذه مقاتلو الكتائب الإسلامية على حاجزهم في قرية الرهجان بريف حماة الشرقي». وفي محافظة دمشق، دارت ليلة الأحد - الاثنين اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الاسلامية في حي جوبر ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في الحي، بحسب ما أورد «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى «استشهاد مواطنين اثنين هما طفلة استشهدت متأثرة بجروح أصيبت بها جراء قذائف سقطت في منطقة المجتهد قبل نحو ثلاثة أيام، ورجل من حي العسالي استشهد تحت التعذيب في سجون قوات النظام». وفي محافظة ريف دمشق، أعلن «المرصد» أن الطيران المروحي قصف قبيل منتصف ليلة أول من أمس بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة الزبداني بالقلمون، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في مزارع بلدة النشابية ومزارع العب وميدعا قرب مدينة دوما بالغوطة الشرقية. وأضاف أن اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الاسلامية وقعت على أطراف مخيم خان الشيح وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة كفربطنا بالغوطة الشرقية. وأعلنت الحكومة السورية بعد ظهر أمس أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة عثرت على 3 سيارات مفخخة منها اثنتان تحملان لوحة لبنانية وعلى مخزن للأجهزة والأدوات الطبية ومستشفى ميداني في وادي عين الحصين في جرود القلمون على الحدود السورية - اللبنانية». وفي محافظة حمص، «ارتفع إلى 7 عدد الشهداء الذين قضوا (أول من) أمس في محافظة حمص بينهم مقاتل من الكتائب الإسلامية استشهد في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الجهة الغربية لمدينة تلبيسة، و4 أطفال إناث في مدينة الرستن استشهدن جراء قصف لقوات النظام على مناطق في مدينة الرستن، وطفل في ال 15 من عمره، ورجل من بلدة مهين استشهدا تحت التعذيب في سجون قوات النظام» بحسب ما أورد «المرصد».