جميل جداً أن تصل بعض الأندية السعودية أخيراً إلى قناعة تامة بخطورة مستقبلها المالي، الذي ترى أنه سيصل «للإفلاس»؟، متى ما واصل مؤشر الصرف المالي صعوده السريع، ووجدت هذه الأندية أن الوقت قد حان دون تأخير كي يعقد مسيروها اجتماعات تشاورية لبحث أي مخارج قد تنقذهم من هذه الورطة على المستوى المالي؟ هذا الأمر يجد قبولاً من الشارع الرياضي السعودي لما فيه من مصلحة عامة، وحفاظاً على أموال الأندية، إلا أن اختصار النقاش حول تحديد سقف مقدم عقد اللاعب السعودي تحديداً، وكأنه «الكارثة» الحقيقية التي تخيف خزانة الأندية السعودية في المستقبل، لا أرى أنه سيخدم نتائج هذه الاجتماعات ولا توصياتها، فاللوائح والانظمة ضد مثل هذه التوجهات، وحتى الضمانات ما بين الأندية لن تكون بتلك السهولة التي يتوقعها البعض، لا أهرب من طرح رائيي بكل تجرد وأنا وكيل للاعبين، فعلى رغم تضارب المصالح هنا، وانحياز الوكيل مع موكله، إلا أن الحقيقية تقال بأن الأندية هي من أوصلت الأمور إلى هذا الحال، وهي كأندية فتحت مجال المزايدة على مصراعيه من سنوات، ومن الطبيعي أن تتحمل تبعات هذا الشأن في الفترة الأخيرة؟ ولكن عليها كأندية أن تبحث عن حلول جذرية، وليست حلول «مسكنة» للخروج من مأزق ارتفاع أسعار مقدمات عقود اللاعبين، والورطة المتوقعة لبعض الأندية، متى ما غادر رئيس النادي كرسي الرئاسة تحت أية ظرف؟ وهذا سيحصل قريباً صدقوني، وعلينا انتظار فقط من أول الضحايا من الأندية؟ تطرق البعض أن «تعثر» المنتخب السعودي فرصة تاريخية أمام رؤساء الأندية من أجل «تخفيض» مقدمات العقود، وأنا أقول من الصعب «تفرد» الأندية بأي قرار يمس مصلحة اللاعب، بالذات أن اللوائح والأنظمة تقف بجانبه في مثل هذه الحالة، وهو عنصر هام وثابت في نجاح العملية الاحترافية، وعند الاتحاد الدولي لكرة القدم وأنظمته المحدثة العلم اليقين، لذلك على الأندية قبل أن تشرع في أية خطوة وضع مصلحة اللاعب من ضمن نقاط النقاش، وعليها دراسة إبرام عقود «تحفيزية» للاعب، لانها أفضل الحلول سريعة المدى من وجهة نظري، والعقود التحفيزية التي أنشدها يجب أن تكون مضمونة التطبيق، وليس وعود في الهواء كما يحدث للأسف من غالبية الأندية السعودية. وأرى أهمية عمل دراسة دقيقة من الأندية حول مردود المحترف الأجنبي فنياً، مقارنة بالمبالغ الباهظة التي تصرف عليه، ومن ثم مقارنته باللاعب السعودي؟ وصول رؤساء الأندية لقناعة إيجاد حلول أفضل من عدم وصولهم طبعاً، وننتظر تفاعل الجميع مع هذه «المعضلة» التي توشك على التسبب في «إفلاس» بعض الأندية؟ والسؤال العريض الذي يحتاج إلى إجابة كذلك كيف لناد يمتلك أربعة أجانب مع حارس مرمى أن يعجز عن إيجاد ستة لاعبين سعوديين، إضافة إلى بدلاء، ويعجز عن إبراز لاعبين أو ثلاثة في الموسم الواحد؟ فلا نستغرب مع هذا الحال أن يمارس بعض اللاعبين ضغوطهم على إدارة النادي وإحراجها أمام جماهير النادي حتى تضطر للرضوخ لمطالبهم مجبورة؟ [email protected]