من حق جماهير نادي الشباب أن تعتب على لاعبي الفريق الأول وعلى الجهاز الفني بقيادة المدرب فوساتي نظير «التذبذب» الفني الذي يعانيه الفريق خلال المباريات التي يخوضها في دوري زين، أو في مشاركاته الآسيوية، التي خرج منها الفريق بطريقة محبطة، وبدأ عجز الجهاز الفني في معالجة العديد من «السلبيات» التي التصقت بأداء الفريق تحديداً مع الفرق الأقل إمكانات وخبرة وتمرساً، فالفريق عانى في الماضي من ويلات التفريط في نقاط من المفترض أن تكون في رصيده، وتعزز من حظوظه في المنافسة على صدارة الترتيب، لذلك «أخفق» الفريق في الحصول على الدوري بنظام النقاط، خلال السنوات القليلة الماضية، ويبدو أن لاعبي الفريق لم «يستوعبوا» دروس الماضي، وواصلوا السقوط في «فخ» عدم التركيز وعدم الجدية مع المباريات، التي تكون فيها ترشيحات الفوز من نصيبهم، هذه «العلة» التي أصابت الجسد الشبابي وكلفته كثيراً من المعاناة تحتم على مسيري الفريق من إداريين ومدربين «تكثيف» التحذيرات قبل وأثناء المباريات، والتدخل بحزم مع كل لاعب لا يؤدي بالشكل المثالي مع الفريق، أعتبر نتائج الفرق الأخرى إلى ما قبل مباراة اليوم أمام فريق التعاون تسير لمصلحة «الليث»، وهناك متسع من الوقت للبحث عن «علاج» حاسم يعيد الأمور لنصابها، وتبقى «هيبة» الشباب ثابتة مع كل مباراة كان طرفها نادياً خبيراً أو نادياً صاعداً للتو لدوري زين السعودي، صحيح أن هناك قناعات فنية لدى المدرب فوساتي أرى أنها تسببت في إيجاد خلل تكتيكي داخل صفوف الفريق سواء في تحديد تشكيل المباراة، أو من خلال تبديلاته، التي يترك خلفها العديد من علامات الاستفهام، هذه الإشكالات الفنية البحتة من فوساتي لا يمكن أن تخلي مسؤولية العديد من العناصر المؤثرة في خريطة الفريق الشبابي، وهي «تبخل» كثيراً في تقديم الدعم الفني لبقية عناصر الفريق، والجميع شاهد الأداء المتذبذب للاعبين كان ينتظر منهم الكثير قبل التعاقد معهم، كما يحدث مع المحترفين الأجانب باستثناء كماتشو، الذي يظل الأبرز من هذه المجموعة، وإن لم يصل بعد للمأمول منه. عرف عن الفريق الشبابي من سنوات طويلة جماعية الأداء الممزوجة بالروح القتالية، وبفضل هاتين الميزتين أبدع الفريق في الإطاحة بفرق تمتلك ذات القوة الفنية، وتمتلك خبرة المنافسة، ولها دعم جماهيري وإعلامي لا يقارن بتاتاً بما لدى الشباب، إلا أن حب الشعار والقتال من أجله والتضحية فوق المستطيل الأخضر كسبت الجولة في غالبية المنافسات، حتى أصبح الشباب ولاعبوه أصدقاء دائمين لمنصات التتويج، إذاً مباراة اليوم ومباراة القادسية المقبلة لا مجال فيهما لمزيد من التفريط في النقاط، وقد يجد صناع القرار في البيت الشبابي مع فترة التوقف المقبلة فرصة لتصحيح بعض السلبيات، وإعادة فتح بعض الملفات من أجل ضمان ولو بنسبة كبرى عودة الفريق لوضعه الطبيعي، وضمان استمرار مطاردته لفرق الصدارة لآخر مرحلة، خصوصاً وفارق النقاط يبدو «محفزاً» لزيادة الطموح في الحصول على لقب بطل دوري زين السعودي، فالمتابع لمباريات الدوري لا يجد تباعداً كبيراً في مستويات جميع الفرق، وهذه فرصة يصعب تكرارها للأندية الطامحة والراغبة في الحصول على بطولة الدوري ونادي الشباب أحد الفرق المرشحة. [email protected]