كشفت وزارة الداخلية العراقية أن وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي كان مستهدفاً في مخطط لاقتحام المسرح الوطني واحتجازه رهينة على ايدي مسلحين تدربوا في سورية. وأعلنت وزارة الداخلية في العاشر من الشهر الجاري، أنها اعتقلت 5 أشخاص قالت انهم من أفراد «حزب البعث» كانوا يخططون لاقتحام المسرح الوطني في حي الكرادة وسط بغداد خلال عيد الأضحى أثناء عرض مسرحي واحتجاز رهائن. وقال الوكيل الأقدم للوزارة عدنان الأسدي ل «الحياة» إن «عملية المسرح كانت تستهدف وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي اضافة إلى حوالى ألف من الحاضرين خلال عرض لإحدى المسرحيات الذي كان قرر الدليمي حضورها باعتباره وزيراً للثقافة». واتهم الأسدي «حزب البعث» بالضلوع في المخطط وقال «هذه المجموعة أقرت خلال التحقيقات أنها تدربت في سورية وهي ترتبط بالتنظيمات التي يقودها محمد يونس الأحمد. كما ضبطنا بحوزتهم خرائط ووثائق تتعلق بالهجوم المفترض والتمويل اضافة إلى بيانات موقعة باسم حزب البعث توهم الناس بأنهم مقاومة وتروج لأفكاره». وكانت الحكومة العراقية شنت حملة اعتقالات واسعة نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي شملت اكثر من ألف بعثي وضابط سابق في الجيش العراقي المنحل والأجهزة الأمنية للنظام السابق. وأضاف الأسدي «الخلية كانت تعمل على الهدف من خارج العاصمة في بادئ الأمر ثم انتقلت إلى بغداد واتخذت من مسرح الأندلس القريب من الوطني وكراً للاجتماعات والتداول بالخطوات وبالاستفادة من معلومات حصلوا عليها من ممثلين يعملون في هذا المسرح (أي مسرح السندباد) عن اهم نقاط الضعف والقوة وطريقة التعامل مع الحراس وكيفية إدخال الأسلحة من منافذ يستخدمها الفنانون». ويبعد المسرح الوطني نحو 300 متر عن كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت إلى هجوم من النوع نفسه العام الماضي وأعلنت «دولة العراق الإسلامية» التابعة ل «تنظيم القاعدة» مسؤوليتها عنه وأدى إلى مقتل اكثر من 40 عراقياً غالبيتهم من المسيحيين وإصابة العشرات. وعن أهداف العملية قال الأسدي «وفق الاعترافات كانوا ينوون مبادلة الرهائن بمعتقلين لدى الحكومة في حال نجحوا. لم تكن لديهم أسماء بعينها لإطلاقها». وأشار إلى أن «تنامي قدرات قوات الأمن العراقية في مجال الاستخبارات وعلى مستويات عدة أدى إلى إحباط هجمات نوعية في بغداد والمحافظات القريبة منها «خلال الفترة نفسها أجهضنا هجومين انتحاريين الأول كان يستهدف اقتحام مقر الحكومة المحلية في ديالى وتفجير ثلاث سيارات مفخخة حول الهدف وسط المدينة، وتمت السيطرة على العجلات المعدة للهجوم والقبض على الخلية». وتابع «نفذنا عمليات استباقية نوعية من خلال تزايد حالات إبطال العبوات الناسفة المزروعة على جوانب الطرقات قبل تفجيرها. والاستيلاء على أكداس للأسلحة والصواريخ والأعتدة كانت تستخدم في تقويض الأمن الوطني، والقبض على مطلوبين خطرين». وحول مجموعة المتهمين، الذين عرضت وزارته اعترافاتهم أول من امس، قال الأسدي «هذه المجموعات أيضاً اعترفت بارتباطها بتنظيم الأحمد (زعيم جناح في حزب البعث المقيم في سورية) ويتجاوز عددهم 200 شخص تم التعرف على 160 منهم اعتقلت غالبيتهم وتجري الآن مطاردة مئة منهم في عموم مدن البلاد. وارتكب هؤلاء 3300 جريمة قتل ورموا جثث ضحاياهم في نهر دجلة». وعرضت وزارة الداخلية، أول من امس، في مؤتمر صحافي لقادة الأمن فيها 22 متهماً بجرائم قتل بحق آلاف العراقيين نفذت بين عامي 2004 و2007 وفي مناطق مختلفة من العاصمة، في حضور ذوي الضحايا الذين طالبوا بإعدام المعتقلين. وروى طفل في الثامنة من العمر كيف دخل مسلحون منزله وقتلوا والده واثنين من أعمامه أمام ناظريه وفجروا قنبلة يدوية في رأس احدهم بعدما ادخلوها في جمجمته من ثقب أحدثه مخرج الرصاص.