أمل البطريرك الماروني بشارة الراعي ان تحافظ الدولة اللبنانية «على مكانها ودورها في حوار الحضارات والاديان وعيشه، وتتضامن مع الصالح العربي العام، وتلتزم قضايا السلام والعدالة العالميين بحكم انتسابها كعضو مؤسس في منظمة الاممالمتحدة»، متمنياً «أن تعلن الدولة حيادها فلا تدخل في سياسة المحاور التي قد تتجاذب منطقتنا والعالم». وقال الراعي في كلمة القاها خلال رعايته العشاء السنوي للمجلس العام الماروني مساء اول من أمس، في فندق «فينيسيا»: «نتطلع في هذا الظرف العصيب حيث لبنان يمر بأزمة سياسية حادة تتسبب بأزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، الى رجالات دولة يخطون خطوة شجاعة وجريئة لوضع عقد اجتماعي جديد، على أساس الميثاق الوطني، قوامه صيغة إجرائية تعزز ديموقراطية ميثاقية في مجتمعنا التعددي، فيكون نموذجاً لعالمنا العربي وحضارته». وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزوجته وفاء حضرا المأدبة، واحتفل خلالها بعيد ميلاده الرابع والستين. كذلك حضر رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزوجته، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزوجته، الكاردينال نصرالله صفير، وحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والحزبية والدينية والنقابية والعسكرية. وخاطب الراعي الحضور الرئاسي قائلاً: «إن العمل السياسي بمفهومه الجوهري هو العمل بروح المسؤولية على توجيه قدرات الدولة وطاقات المواطنين نحو الخير العام، وفيما نهنئكم بعيد الاستقلال، نأمل أن يحفظ الله لنا لبنان بقيمته الحضارية، بكيانه وميثاقه وصيغته التي جعلت منه «رسالة ونموذجاً للشرق كما للغرب»، على ما قال البابا يوحنا بولس الثاني، صديق لبنان الكبير، رسالة حرية، ونموذج التعددية والعيش المشترك». وكان الراعي افتتح امس، اعمال الدورة العادية ال45 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في بكركي بعنوان «الشبيبة: دورها وموقعها في حياة الكنيسة ورسالتها»، ودعا في كلمة الى «بث روح المصالحة والتعاون والتضامن، وصون سيادة الوطن وتحفظ أرضه وتسلم وحدة شعبه وينتظم حكم مؤسساته الدستورية». واعرب السفير البابوي غبريال كاتشيا عن قناعته بأن الكنيسة في لبنان «قادرة فعلاً على ان تقدم للكنيسة العالمية ولكنائس الشرق الاوسط نموذجاً ناجحاً ضرورياً وحاسماً في العالم المعاصر».