لم يكن الحوار المفتوح الذي نظمه النادي الأدبي بالرياض، مساء الأحد الماضي، واستهل به أعضاء مجلس إدارته الجديدة وسط حضور غالبيتهم، على غير المعتاد كما في المجلس السابق، جديداً في فكرته، فطالما عملت المجالس السابقة حوارات مماثلة طرح فيها المثقفون مطالب ومقترحات لم تلقَ اهتماماً يوازيها وسط مشهد ثقافي ناشط مثل المشهد الثقافي في الرياض، وإنما كان الجديد هذه المرة أن المطالب والمقترحات طرحها مثقفون يمثلون أعضاء أول جمعية عمومية للنادي بعد لوائح التنظيم الأخيرة للأندية الأدبية، ما يعني أن المجلس الجديد الذي سيأخذ على عاتقه تنفيذ هذه المقترحات، سيواجه تقويماً دورياً جاداً بدءاً من أول اجتماع لأعضائه الشهر المقبل، وهو الأمر الذي يتطلب عملاً ثقافياً دؤوباً وليس مجرد إطلاق وعود فارغة. وبدا ذلك جلياً من مداخلة قوية طالبت بأن يوقف النادي نشاطاته شهراً أو شهرين لإعداد خطة شاملة لنشاطاته، كون ذلك أفضل من اللهاث بأنشطة متلاحقة من دون خطة. لكن اللافت في المقترحات والمطالب الجديدة أنها ركزت على ضرورة زيادة أعضاء الجمعية العمومية أنفسهم، فعددهم لا يتوازى مع ما يمكن أن يكون في مدينة بحجم الرياض العاصمة من مثقفين وأدباء، واقتراح البعض مد جسور جديدة لدعوة شخصيات عامة، وكل من له علاقة بالكتابة والمكتبات والأدب والفكر في المدينة الكبيرة، وعقد شراكات تعاون مع كبريات شركات القطاع الخاص وأية مؤسسة تؤمن بمسؤوليتها الاجتماعية، إضافة إلى مطالبة آخرين باستمرار نهج الليالي العربية التي قدمها النادي سابقاً، وكذلك التعاون مع السفارات لمزيد من التقارب مع ثقافات أخرى. وفيما ركزت بعض المداخلات في ما يخص القسم النسائي على ضرورة الانفتاح على الطلبة والطالبات في التعليم العام، وعمل رحلات للمدارس للنادي للتعريف به، وتبني المواهب منهم، وكذلك الخروج بفعاليات وأنشطة النادي من مقره إلى أماكن جديدة بهدف تنويع الحضور بحثاً عن جمهور غير متوقع، بخلاف الحضور المتوقع ممن تعوّد ارتياد النادي، ركز البعض على أهمية تشكيل لجنة لأدب الطفل وإنشاء لجان لتبني المواهب. وعاب بعض المتحدثين في الحوار، الذي أداره عضو النادي الجديد الدكتور صالح الغامدي، ضعف الإعلان عن أنشطة النادي، متسائلين عن قلة الحضور وغياب أعضاء الجمعية العمومية الآخرين. وانتقد أدباء وأديبات شباب ضعف تعاون النادي مع مفردات الإعلام الجديد وعدم توثيق فعالياته على الشبكة العنكبوتية ومواقع النشر على «يوتيوب»، مطالبين بتشكيل لجنة إعلامية، في الوقت الذي حظيت فيه دورات النادي التي قدمها في الفترة الماضية بانتقاد شديد ولاذع، وبخاصة التي خصصت للشعر والقصة، وطالبت مدربات ومتطوعات بضرورة إنشاء لجنة للتدريب من خارج النادي، يكون أعضاؤها من المدربين في دورات التطوير الذاتي، تقوم بالإعداد الجيد للدورات ولحقائبها، وأن تعقد في قاعات تدريب خاصة بذلك، لا أن تكون للحضور والاستماع فقط، وقطعن وعوداً بالعمل والمشاركة. شارك في الرد على تعليقات واقتراحات الحضور كل من رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي ونائبه الدكتور عبدالله الحيدري، فالأول من جهته قال: «إن النادي ليس لحظة تاريخية ولا رئيس ولا مجلس إدارة، إنما هو مشروع وطني عام، وامتداد وتراكمات طويلة من جهود مجالس سابقة وأدباء ومثقفون»، مضيفاً أن المجلس الجديد «إنما أقرّ هذه الفعالية المفتوحة، إيماناً منه بأهميتها لتكتمل الجهود المقبلة مع ما قدمه المجلس السابق»، مشيراً إلى «أننا ونحن أمام خيارات عدة واقتراحات كثيرة في مسارات النادي وأنشطته، نجتهد في مدينة بحجم الرياض، معتمدين على إعانات وليس موازنات مخصصة»، لافتاً إلى أن أهم ما يشغل النادي حالياً هو «تطلعنا إلى إنشاء مقر دائم». من جانبه، أثنى الحيدري على كثير من المقترحات، واعداً بالعمل على طرحها ومناقشتها ومن ثم تنفيذها.