كوتونو - أ ف ب - تجمع أكثر من ثلاثين ألف شخص أمس، في ستاد كبير في كوتونو حيث بدأ البابا بنديكتوس السادس عشر قداساً في اليوم الأخير من زيارته بنين. وذكر صحافيون أن البابا وصل على متن عربته إلى «ستاد الصداقة» في العاصمة الاقتصادية لبنين وقام بجولة فيها وسط تصفيق الحشود. ورفع المحتشدون أعلام بنين والفاتيكان. وكان البابا الذي يقوم برحلته الثانية إلى أفريقيا، انتقد أمس الفساد في العالم، معتبراً أنه قد يتحول «عمليات انتقام عنيفة أحياناً»، ودعا القادة الأفارقة إلى عدم حرمان شعوبهم من «الرجاء». ووصل البابا بعد ظهر الجمعة إلى هذا البلد الصغير الواقع في غرب أفريقيا. ويفترض أن يختتم زيارته بعد ظهر اليوم. وألقى البابا بتصريحه حول الفساد في القصر الرئاسي في كوتونو العاصمة الاقتصادية لبنين هذا البلد الصغير في غرب أفريقيا الذي تتعايش فيه ديانة الفودو مع الكاثوليكية. وقال البابا: «في هذا الوقت، ثمة فضائح ومظالم لا تحصى، وكثير من الفساد والجشع، وكثير من الكراهية والأكاذيب، وكثير من أعمال العنف التي تقود إلى العوز والموت». وأضاف البابا في خطابه أمام أكثر من ألف شخص احتشدوا في قاعة واسعة مزينة بأعلام الفاتيكان وبنين، ومنهم مسؤولون سياسيون وديبلوماسيون ومندوبون عن ديانات أخرى بينها الفودو، أن هذه الشرور تنهال على أفريقيا «وعلى الأجزاء الأخرى من العالم أيضاً». وأكد البابا: «يريد كل شعب أن يعرف الخيارات السياسية والاقتصادية التي تتخذ باسمه. وهو يتصدى للتلاعب بها، ويكون انتقامه عنيفاً في بعض الأحيان». وكان البابا الذي استقبله آلاف المؤمنين الجمعة استقبالاً حاراً في كوتونو التي ازدانت بأعلام بنين والفاتيكان، طلب في صلاة إلى العذراء مريم في الكاتدرائية أن تلبي «أسمى تطلعات الشبيبة الأفريقية والقلوب المتعطشة للعدالة والسلام والمصالحة». وتطرق الحبر الأعظم في خطابه السبت إلى الربيع العربي وإلى الاستقلال الحديث لجنوب السودان. وقال: «في الأشهر الأخيرة، أعربت شعوب كثيرة عن رغبتها في الحرية، وحاجتها إلى الأمن وعن إرادتها بالعيش في وئام في إطار من التنوع الإتني والديني. حتى إن دولة جديدة ولدت في قارتكم». كذلك دعا البابا البالغ من العمر 84 سنة إلى الحوار بين الأديان من دون «التباس». وأكد أن «أي ديانة أو ثقافة لا تستطيع أن تبرر الدعوة إلى العنف والتعصب».