الجزائر - أ ف ب - تبدأ غداً في محكمة الجنايات في الجزائر العاصمة محاكمة مواطن من جمهورية مالي وآخر جزائري متهمين في قضية اختطاف 32 سائحاً اوروبياً في الصحراء الجزائرية عام 2003 وسلمتهما حكومة تشاد في 2004. وسيحاكم يوسف بن محمد المدعو «ابو يوسف» وهو راعي غنم من طوارق مالي المتمركزين بمنطقة كيدال الشمالية قرب الحدود الجزائرية، والجزائري عمار غربية الملقب ب «مقاتل ابو جبل» من منطقة بسكرةجنوب شرقي الجزائر. ويواجه الرجلان تهم «الانتماء الى جماعة ارهابية مسلحة والمتاجرة بالاسلحة واستيرادها واختطاف رعايا اجانب»، وهي جرائم تصل عقوبتها الى السجن مدى الحياة وفق أمين سيدهم محامي المتهم غربية. وقال الصحافي بوعلام غمراسة المتابع لشؤون الجماعات الاسلامية المسلحة ان المتهمين «كانا حلقة مهمة في تجارة السلاح واختطاف الرعايا الأجانب بحكم انهما كانا من ابرز اتباع القيادي في الجماعة السلفية للدعوة والقتال عمار صايفي المدعو عبد الرزاق البارا (المظلي)، ومختار بلمختار المدعو ابو العباس، قائد ما يسمى إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». وأوضح غمراسة ان هذه المحاكمة «فرصة جيدة للمحامين للمطالبة بمثول عماري صايفي بما انه المتهم الاول في قضية اختطاف السياح الغربيين». وسلمت حكومة تشاد المتهمين الى الجزائر بعد القبض عليهما اثر مصالحة وقعتها نجامينا مع الجماعة الانفصالية «الحركة من اجل الديموقراطية والعدالة» التي كانت تحتجزهم، وفق غمراسة. وفي 2003 وبين منتصف شباط (فبراير) ومنتصف آذار (مارس) خطف مقاتلون اسلاميون 32 سائحاً اوروبياً كانوا يقومون برحلة في مجموعات عدة في الصحراء الجزائرية الشاسعة. وأُفرج عن آخرهم في شمال مالي في آب (اغسطس) من السنة نفسها. وكانت السلطات الجزائرية قالت آنذاك ان منفذ الاختطاف هو عماري صايفي الرجل الثاني في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». والبارا معتقل في العاصمة الجزائرية منذ 2004 بعدما سلّمه متمردون تشاديون الى الجزائر مع العشرات من المطلوبين إثر وساطة ليبية. وقضت محكمة الجنايات في الجزائر العاصمة الاربعاء الماضي بالسجن خمس سنوات مع النفاذ ضد موريتاني بتهمة الارهاب ومحاولة خطف اجانب لتسليمهم الى تنظيم «القاعدة» مقابل 45 الف يورو عن كل سائح، وفق مصدر قضائي. وسيحاكم بعض الاجانب الذين تسلمتهم الجزائر من ليبيا في قضايا تتعلق بالارهاب خلال الدورة الجنائية لمجلس قضاء الجزائر التي تمتد من تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 الى شباط (فبراير) 2012. ويقول غمراسة ان المحاكمات يمكن ان تكشف «تفاصيل الصفقة التي عقدها العقيد معمر القذافي المقتول مع الحكومة الجزائرية بين 2004 و2008 لتسليم اكثر من 35 ارهابياً بعضهم جزائريون وآخرون من مالي والنيجر وموريتانيا».