لم أتخيل حينما كنت عائدة للرياض ونحن في الطائرة، عدم مبالاة إحدى الأمهات وأطفالها الخمسة، إذ كانت الطفلة ذو العامين تمارس العنف على شقيقتها الأكبر التي ضربتها بكل قوتها بسبب أخذها الهاتف. وارتفع صراخ الطفلة ذات العامين وأزعجت المسافرين، وبدلاً من أن تقوم الأم بتهدئتها التفتت وقالت: «كلن يناظر تلفزيون حنا؟». الأم لم تهتم بحجم المشكلة التي وقعت، والخادمة تنظر للجميع وكأنها تطلب منهم مساعدتها وفجأة صرخت عليها إحدى الأطفال لماذا لا تطعمين شقيقتي؟ فردت عليها بأنها لا ترغب في تناول الطعام، فقالت: «لا تأكلين هذا الأكل من فلوسنا»، وشعرت الخادمة بالحزن، وكانت تتمنى الهرب من هذه العائلة. وما زلت أشاهد طعامهم في الأرض ويقفزون ويركضون ويبكون ويضربون بعضهم البعض من دون تنبيهات للسلامة من الأم وغياب الأب. فعلى رغم وجود وسائل التوعية، إلا أنه ما زالت هناك بعض الأمهات اللائي يعلمن أطفالهن العنف بدلاً من التعامل بكل حب واحترام.