صادقت زوجة والد «روزان» على أقوالها شرعا في المحكمة العامة بمكة المكرمة أمس بتهمة مقتل الطفلة، التي تعرضت للضرب والتعذيب على يدها طيلة ثلاث سنوات مضت. واعترفت الزوجة المتهمة أن ضربها للطفلة كان من مبدأ تربيتها وليس لقتلها. وكانت أسرة الطفلة قد دفنت الجثمان في مقبرة المعلاة قبل عدة أسابيع بعد تسلمها من لجنة الطب الشرعي، التي أنهت التشريح وأصدرت تقريرها الطبي. وكشفت المصادر في لجنة الطب الشرعي في قضية مقتل الطفلة روزان،10 سنوات، على يد زوجة والدها وجود شبهة جنائية، بعد أن بين التشريح وجود ضربة في أعلى الرأس بآلة حادة، وليس كما ادعت المتهمة بأنها ضربة بقارورة عطر على يد شقيق المغدورة الأصغر. وأبان كشف لجنة الطب الشرعي وجود آثار كدمات في الظهر وتمزق إضافة إلى وجود ضربات في الجسد باستخدام معلاق الملابس.وبين تقرير الطب الشرعي أن السبب الرئيسي في الوفاة هو نزيف بالمخ نتيجة ضربة على الرأس. جهات التحقيق استدعت ابن الزوجة (أربع سنوات) ورضوان شقيق الطفلة الذي اعترف بأن عمته (زوجة الأب) كانت تعنفه خلال الفترة الماضية ووضع (الحناء) على يديه لإبعاد شبهة التعذيب عنهما، مشيرا إلى أن عمته شددت عليه قبيل مجيئه للتحقيق بأن يتهم شقيقته المتوفاة بضربه وأنهما كانا يتبادلان الضرب فيما بينهما وأنه لا علاقة لعمته بكل تفاصيل تلك الجريمة، ومن خلال مواجهة الزوجة بكل تفاصيل الاعترافات انهارت وسجلت اعترافات ضمنية بتورطها في تعذيب الطفل والطفلة. وأكدت المصادر أن والد الطفلين يعمل في أحد محلات بيع الملابس الجاهزة في أحد أسواق العزيزية واقترن بوالدة الطفلين قبل 11 عاما وأنجبت الطفلة روزان ورضوان. وتفيد المعلومات بأن الطفلة تُوفيت والدتها وهي لم تكمل عامها الأول، وتعرضت خلال السنوات الماضية لتعذيب وضرب وكي بالنار على يديها وفخذيها. وقد لاحظت المعلمات بالمدرسة التي تدرس بها في حي العتيبية آثار التعذيب عليها، وكذلك عدم نظافتها؛ حيث تقضي مدة تصل إلى شهرين من دون استحمام، ولما قامت المعلمات بسؤالها عن ذلك قالت لهن إنها تعمل خادمة بالبيت لدى زوجة أبيها. حينها طلبت المدرسة الأب وزوجته لدراسة حالة الطفلة؛ فمنعها أبوها من الذهاب إلى المدرسة منذ أكثر من ثمانية أشهر. وبعد تعرُّض الطفلة إلى غيبوبة وإغماء نتيجة ضربة بالرأس نافذة قام الأب وزوجته بنقلها إلى مستشفى خاص بحي العزيزية. وأثناء الكشف عليها شاهد الأطباء أن هناك آثار ضرب وتعذيب وجُرح متقيح بفروة الرأس؛ فأبلغوا الجهات الأمنية المختصة؛ فباشرت الدوريات الأمنية وفِرَق البحث والتحري الجنائي والأدلة الجنائية والبصمات والطب الشرعي حالة وفاة الطفلة. شهادة شقيقها: وكشف الطفل رضوان في التحقيقات أن زوجة أبيه كانت تعذبه هو وشقيقته حتى تُوفِّيت. وقال إن زوجة أبيه بعد أن علمت بوفاة "روزان"، وأن الجهات الأمنية ستأتي للقبض عليها، حذرته، وأكدت عليه عدم الحديث، وأغرته بالمال بإعطائه ألف ريال. وقال إنها طلبت منه: "قُلْ بالتحقيقات إنك وشقيقتك دائماً تتضاربان، وهذه الكدمات والجروح نتيجة مضاربتكما مع بعضكما". وبيَّن الكشف الطبي على الطفل "رضوان" وجود كدمات وجروح بكل أنحاء جسمه وحروق وكَي بالملعقة في فخذَيْه. وكشف رضوان في التحقيقات الأسلوب الإجرامي والوحشي الذي تنتهجه زوجة أبيه وسط صمت وعدم مبالاة من أبيهما حتى تُوفيت شقيقته. وتحفظت هيئة التحقيق والادعاء العام على الأب وزوجته أمس الاثنين بالسجن إلى حين الانتهاء من التحقيقات معهما، وإحالة ملف قضيتهما للمحكمة الشرعية. كما أخذت هيئة التحقيق والادعاء العام التعهد الخطي على عم الطفل بالمحافظة عليه، وفي حالة تعرضه لأي مكروه سيكون هو المسؤول. التشريح: كشفت نتائج التشريح الطبي لجثة الطفلة المعنفة «روزان»: عن وجود شبهة جنائية تسببت في وفاتها مما يؤكد اتهام زوجة والدها. وعلمت «المدينة» أنه تبين ومن خلال تشريح الجثة وجود آثار زجاج داخل فروة الرأس بسبب قيام الزوجة بضربها بزجاج الشطة على رأسها كما تأكد إصابتها باليافوخ مع وجود آثار تعنيف وضرب بأماكن متفرقة من جسدها ومن المتوقع أن يكون ضربها على رأسها بزجاج الشطة أثناء تناول الغداء لوجود بقايا طعام طفيف بداخل أحشائها وأن هناك توقعات بضرب الطفلة أثناء تناول الغداء أمامه. وأوضح محامي أسرة والدة الطفلة عبدالرحمن الراجحي ل»المدينة» أنه وزميله المحامي عبدالعزيز العصيمي سيترافعان عن أسرة والدة الطفلة بدءًا من إسقاط حق الحضانة عن والد الطفلة لشقيقي روزان لعدم أهليته في حضانتهما ولتستره أيضا على آثار العنف والضرب للطفلة روزان كما سيترافعان عن وفاة الطفلة روزان ضد زوجة والدها بالمحكمة فور استكمال ملف القضية والمطالبة بإيقاع الحكم الشرعي بحقها. الصورة لروزان وشقيقها