انتقلت منافسة عمالقة تصنيع الطائرات في العالم في اليومين الأخيرين ل «معرض دبي الدولي للطيران» من الجانب التجاري إلى العسكري، بعد أن انشغلت «آرباص» و«بوينغ» وغيرهما من مصنعي الطائرات التجارية في جمع «حصيلة» موسم المعرض، التي تجاوزت 60 بليون دولار، بينها 48 بليوناً للشركتين الأميركية والأوروبية وحدهما، مضافاً إليها عقود الخيار. واشتدت منافسة مصنعي الطيران العسكري خلال المعرض الذي اختتم أعماله أمس، لبيع مقاتلات حربية للمنطقة التي أعلنت غير مرة أنها تود تغيير أساطيلها القديمة بأخرى حديثة أو زيادتها، لا سيما في ظل التحديات السياسية التي تواجه المنطقة. وتركزت منافسة مصنعي الطائرات العسكرية على دولة الإمارات، التي شككت أول من أمس في إمكان شراء 60 طائرة «رافال» من شركة «داسو» الفرنسية التي كانت تتفاوض حولها مع الحكومة الفرنسية منذ عام 2008، في حين طلبت الإمارات من التحالف الأوروبي الذي يصنع مقاتلات «يوروفايتر» تقديم عرض مضاد لعرض «داسو» الفرنسية، ما شكل صدمة لفرص الصانع الفرنسي، وأعطى أملاً للتحالف الذي يضم «بي أيه آي سيستمز» البريطانية و «الينيا إرونوتيكا» الإيطالية و«وايدس دويتشتلانر» الألمانية و«ايدس كاسا» الأسبانية. وأكدت الإمارات أن شروط شركة «داسو» الفرنسية لبيعها مقاتلات رافال «غير تنافسية وغير قابلة للتطبيق العملي». وقال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بيان وزع في المعرض، «للأسف وبعد تقديم فرنسا كل ما في وسعها على الصعيدين الديبلوماسي والسياسي لإتمام الصفقة، يبدو أن شركة داسو لا تدرك أن الإرادة السياسية وكل الجهود الديبلوماسية لا يمكنها أن تتغلب على الشروط التجارية غير التنافسية وغير القابلة للتطبيق العملي». وعلى رغم هذه التصريحات أكدت مصادر في المعرض ل «الحياة» أن تصريحات دولة الإمارات قد تكون جزءاً من المفاوضات الجارية مع شركة تصنيع الطائرات الفرنسية. وكان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أشار في تصريحات خلال المعرض، إلى أن الطلب الإماراتي يبدو «تدبيراً لإحياء آلية» الشراء. لكن موقف الإمارات التي تود تغيير أسطولها من مقاتلات ميراج 2000 التي اشتراها سلاح الجو الإماراتي في مطلع الثمانينات، شكل فرصة على ما يبدو لشركات تصنيع الطائرات الحربية الأخرى، خصوصاً المجموعة الصينية لصناعة الطائرات، التي واصلت طائرتها «شياو لونغ» استعراضها في سماء الإمارات خلال أيام المعرض، ما زاد من قلق الشركة الفرنسية، لا سيما أن المملكة العربية السعودية اشترت 72 طائرة «تايفون» من مجموعة «يوروفايتر» وأعلنت أنها تسعى إلى زيادتها إلى 144 طائرة، حيث تمتاز الطائرة بتقنيات التخفي ولا يمكن رصدها بالرادار. أما طائرة «شياو لونغ»، فهي طائرة خفيفة الوزن ومتعددة الأغراض من مقاتلات الجيل الثالث، وأوضح مسؤول في الشركة قي تصريح إلى «الحياة» أنها تتميز بقدرتها على اعتراض جوي من مسافات بعيدة، والهجوم عن قرب وضرب الأهداف بدقة متناهية.