فتحت القرارات الأخيرة لجامعة الدول العربية بخصوص سورية شهية «شباب ثورة التغيير» وقوى المعارضة في اليمن، فطالبوها في تظاهرات صاخبة جابت شوارع صنعاء امس بتجميد عضوية نظام الرئيس علي عبد الله صالح والاعتراف بالثورة المناوئة له وفرض عقوبات عربية ودولية تجبر الرئيس على التنحي عن السلطة. وناشد المتظاهرون في شعاراتهم، الجامعةَ ومجلسَ الأمن عدم منح الرئيس صالح ونظامه أيَّ ضمانات تمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية بقتل المتظاهرين السلميين على يد قوات الأمن والجيش في مختلف المحافظات منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيله. ويأتي استمرار قوى المعارضة اليمنية في تصعيد تحركها ضد النظام في وقت يحاول موفد الاممالمتحدة الخاص جمال بن عمر إقناع الأطراف السياسيين باستئناف المفاوضات المباشرة لتجاوز نقاط الخلاف المتبقية على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وتوقيعهما معاً بعد ذلك قبل 21 الشهر الحالي، تاريخ انتهاء فترة الثلاثين يوماً التي حددها قرار مجلس الأمن الرقم 2014 لرفع تقرير المبعوث الدولي حول ما تم تنفيذه من القرار. وفي هذا السياق، أكد بن عمر ان أطراف العمل السياسي توصلت إلى توافق كبير بشأن الآلية التنفيذية للمبادرة، بما في ذلك خطة المرحلة الانتقالية للسلطة، ولم يبق سوى بعض المسائل العالقة التي يمكن حلها. وقال في تصريح الى وكالة «فرانس برس» أمس، «لقد فعلنا الكثير. هناك اتفاق حول تنظيم إدارة الفترة الانتقالية»، لكنه أشار الى «استمرار التباينات حول بداية المرحلة الانتقالية، وخصوصاً صلاحيات نائب الرئيس ووضع الرئيس صالح». وأضاف: «إذا توافرت إرادة سياسية، فمن الممكن التوصل الى تسوية» بين الطرفين. من ناحية أخرى، تجددت المواجهات بين القوات الحكومية اليمنية ومسلحي تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين (جنوب) بعد فشل وسطاء من وجهاء المحافظة في إقناع المئات من المسلحين بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى قوات الجيش، ومغادرة مدينة زنجبار عاصمة المحافظة بأسلحتهم الشخصية من دون قتال. وقالت مصادر في أبين ل «الحياة»، إن قوات الجيش تخوض مواجهات متفرقة مع مسلحي «أنصار الشريعة» الموالين ل «القاعدة» في زنجبار، التي لا يزال بعض أحيائها ومبانيها الحكومية يخضع لسيطرة المسلحين المتشددين بعد تمكن وحدات الجيش والقوات الخاصة بمكافحة الإرهاب قبل نحو ثلاثة أشهر من استعادة السيطرة على جزء كبير من المدينة وفك الحصار الذي كان المسلحون يفرضونه على اللواء 25 ميكانيكي، غير أنها لم تنجز تطهير المدينة منهم. وأضافت المصادر ان الطيران الحربي اليمني قصف أمس عدداً من مواقع «القاعدة» في ضواحي زنجبار، في حين هاجمت قوات من الجيش تحصينات للمسلحين في أطراف المدينة ومنشآت حكومية يتحصنون فيها وقتلت 6 مسلحين على الأقل وجرحت 7 آخرين. وأشارت إلى أن القوات الحكومية عثرت على جثث لمسلحين غير يمنيين كانوا يقاتلون في صفوف «القاعدة» في أبين، وقالت إنها تعود لمقاتلين صوماليين وآسيويين، موضحة ان ثلاثة جنود على الأقل قتلوا في المواجهات الأخيرة وجرح عدد آخر. وكانت هذه المصادر أكدت ل «الحياة»، أن مئات المسلحين المتشددين خرجوا من محافظة أبين خلال الأسابيع الأخيرة وتوجهوا إلى مناطق جبلية في المحافظات المجاورة وأقاموا فيها معسكرات محصنة استعداداً لخوض جولات قادمة من القتال مع الجيش، وأشارت الى ان طائرات تجسس أميركية من دون طيار تجوب أجواء هذه المناطق بشكل يومي.