أفاد شهود عيان، الأحد، أن قوات الأمن اليمنية مدعومة بمسلحين من رجال القبائل شنت هجوماً على مليشيات متشددة لاسترداد مدينة "زنجبار"، اندلعت على إثره مواجهات ضارية، في عاصمة محافظة "أبين" جنوب اليمن، التي سيطرت عليها العناصر المتطرفة منذ قرابة شهرين. وانضم المئات من رجال القبائل المسلحين إلى الهجوم بعد أن تعهدوا بالوقوف بوجه المليشيات المتشددة ودحرها من المحافظة. وصرح مسؤول أمني رفيع في زنجبار أن المواجهات المتواصلة، التي بدأت ليل السبت، هي الأعنف منذ بدء المواجهات بين الطرفين، لافتاً إلى أن القوات الحكومية ورجال القبائل يحاصرون المليشيات المسلحة من كافة الجهات. وأضاف المصدر، رفض كشف هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، إن العديد من المسلحين المتطرفين قتلوا أو جرحوا، دون تحديد عددهم. وقال مقاتل من رجال القبائل: "لن نتوقف حتى يغادر الإرهابيون المحافظة.. سنقاتل وليس لدينا ما نخسره... هذه أرضنا ولن نسمح بأن تكون ملجأ للخارجين عن القانون." وتواجه قوات الأمن اليمنية تحديا متصاعدا إذ تواجه في آن واحد رجال القبائل المناهضين للحكومة والمليشيات المتشددة المسلحة، من بينها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وتوفر الولاياتالمتحدة مساعدات عسكرية لليمن في حربها ضد المتشددين الإسلاميين وسط مخاوف من محاولة تنظيم القاعدة إستغلال حالة الفوضى السياسية والفراغ القيادي الذي يضرب بأطنابه في هذا البلد الفقير المضطرب في شبه الجزيرة العربية. وتعصف اضطرابات واسعة النطاق باليمن منذ عدة أشهر، فمئات الآلاف من اليمنيين يشاركون في احتجاجات مستمرة للمطالبة بتنحي الرئيس، علي عبدالله صالح، بعد 33 عاماً في الحكم. وكان الرئيس اليمني قد تغيب عن البلاد منذ مطلع يونيو/حزيران الفائت إثر مغادرته لتلقي العلاج في السعودية بعد هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي. والسبت، دعا المتحدث باسم الحكومة اليمينية، عبده جنادي، كافة اليمنيين لوضع خلافاتهم جانباً والتركيز على عدو واحد، في إشارة إلى المليشيات المتشددة. وأضاف بالقول: "قبيل الدخول في حوار سياسي مع المعارضة، يجب أن تعمل جميع الأطراف لضمان ساحة آمنة للحوار، عندها فقط سوف يكون الحوار السياسي مثمراً" . وقال إن الحكومة تبذل قصارى جهدها لمحاربة الإرهاب في البلاد ودعا الأسرة الدولية لدعم اليمن في حربها ضد المليشيات المسلحة. ________________ انتهى _____________