بدأت لجنة عسكرية يمنية بقيادة رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب مطهر القمش، أمس، الإشراف على عملية إعادة انتشار للقوات الأمنية والعسكرية المتمركزة في مناطق متفرقة بحي الحصبة شمالي صنعاء ومنطقة الجراف، في إجراء يندرج تحت إطار تنفيذ مقررات الالتزام بوقف إطلاق النار، وتطبيع مظاهر الحياة العامة في العاصمة، عبر إزالة المظاهر المسلحة، وبالترافق مع إجراءات مماثلة في توقيت متزامن من قبل شيخ مشايخ قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية صادق الأحمر وأشقائه. وذكر مصدر مقرب من المعارضة أن اللجنة العسكرية التي تم تشكيلها بتوجيه من نائب الرئيس اليمني اللواء عبدربه منصور هادي دشنت، أمس، سحب قوات تابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي وقوات شرطة النجدة من المقار والمنشآت الحكومية الكائنة بحي الحصبة شمال العاصمة وحي الجراف المتاخم، التي تم استعادتها بعد سيطرة أتباع الأحمر عليها، حيث سيتم الاكتفاء بتكليف وحدات حماية عسكرية رمزية لتأمين الحراسات التقليدية لهذه المقار. وفي محافظة أبين، قتل 15 شخصا على الأقل، بينهم عسكريون، في مواجهات مسلحة بين مليشيات متشددة وعناصر الأمن اليمني، فجر أمس، بعد أكثر من أسبوع من سيطرة تلك العناصر المسلحة على بلدة زنجبار عاصمة المحافظة. وكان السكان المحليون أشاروا إلى سيطرة المئات من «المسلحين الملثمين» على الشوارع الرئيسية في البلدة، قائلين إنهم مليشيات إسلامية دون تحديد ما إذا كانوا تابعين لتنظيم القاعدة. وتتزامن التطورات في أبين مع معارك ضارية شهدتها مدينة تعز بين القبائل المناهضة للرئيس صالح، وقوات الجيش. وقال شيخ مشايخ تعز حمود سعيد المخلافي إن مسلحين تابعين للمعارضة سيطروا على هذه المدينة بعد مواجهات مع القوات الموالية للرئيس صالح. وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية أن «تعز سقطت بأيدي الثوار بشكل فعلي»، إلا أن الحكومة اليمنية نفت الأمر جملة وتفصيلا. وتابع ردا على سؤال «لا تزال الثورة سلمية حتى الآن، وإن شاء الله حتى النهاية التي اقتربنا منها. ولقد تعهدنا بحماية المتظاهرين عندما تعرضوا لإبادة جماعية ودورنا هو حماية المعتصمين». وقد شهدت المدينة أخيرا مواجهات بين الحرس الجمهوري، قوات النخبة في النظام، وميليشيات تؤكد أنها تحمي المتظاهرين. ويذكر أن ما لا يقل عن 50 متظاهرا قتلوا في 30 مايو الماضي، بحسب الأممالمتحدة عندما حاولت قوى الأمن فك اعتصام في ساحة الحرية بالمدينة التي كانت من أوائل المنتفضين ضد نظام الرئيس صالح. وعلى صعيد متصل، أكدت مصادر عسكرية أن قوات بريطانية تقف مستعدة قبالة السواحل اليمنية للمساعدة في عملية إجلاء محتملة للمدنيين البريطانيين. لكن وزارة الدفاع البريطانية رفضت التعليق على هذه الأنباء. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج حث بضع مئات من الرعايا البريطانيين في اليمن يعتقد أنهم لا يزالون هناك على مغادرتها دون إبطاء ما دامت رحلات الطيران التجارية متواصلة