تمكنت صحوات القبائل في محافظة أبين، جنوبي اليمن، من طرد عناصر تنظيم القاعدة من منطقة شقرة أمس، وانضمت إلى الجيش لطرد فلول التنظيم في زنجبار، عاصمة المحافظة. وتدور معارك شرسة على مشارف زنجبار منذ يومين، وأمهلت القوات المزدوجة من الجيش والقبائل، مسلحي القاعدة 48 ساعة للخروج الكامل من المدينة وإلا سيتم إخراجهم منها بالقوة. وأشارت مصادر رسمية إلى أن مجموعة من قبائل آل فضل وآل باكازم سيطرت على شقرة، الأمر الذي يسهل للجيش السيطرة على زنجبار وتخليصها من أيدي مسلحي القاعدة. وأوضحت المصادر أن العشرات من تنظيم القاعدة قتلوا بمعارك اليومين الماضيين في زنجبار، بينهم القيادي في التنظيم حسن باسنبل المكنى ب"أبو عيسى"، كما أصيب عدد كبير منهم بهجمات لوحدات اللواء 25 ميكا على أوكار التنظيم ودمرتها، إضافة إلى تدمير مخزن للأسلحة في منطقة حصن شداد، موضحة أن المسلحين نقلوا جثث قتلاهم وجرحاهم إلى مدينة جعار. وجاءت هذه التطورات بعد أيام فقط من تمكن قبائل أبين من تطهير مديرية مودية من القاعدة، كما تم استعادة عدد من المواقع والمباني الحكومية في زنجبار. ووزع مسلحو القاعدة في أبين بيانا باسم "أنصار الشريعة" يحذر القبائل من الانجرار "نحو مخطط إجرامي للزج بهم في مواجهة". على صعيد آخر ارتفعت حصيلة المواجهات بين قوات الأمن ومؤيدي الرئيس صالح من جهة والمحتجين المناهضين لنظامه من جهة أخرى في ساحة التغيير بصنعاء إلى أربعة قتلى وعشرات الجرحى. ونظم عشرات الآلاف من شباب الثورة أمس تظاهرات كبيرة في العديد من المدن للتنديد بالمجازر التي ترتكبها القوات الموالية لصالح بحق المتظاهرين السلميين. وجال المتظاهرون شوارع مدن العديد من المحافظات مرددين هتافات مناهضة لعودة الرئيس صالح، وتطالب برحيل ما تبقى من أقاربه وأركان نظامه، والشروع فورا بإجراءات نقل سلطات الرئيس إلى نائبه. كما أعلنوا تأييدهم للمجلس الانتقالي المعلن مؤخرا، وحملوا "بقايا نظام صالح مسؤولية المجازر التي ترتكب بحق المتظاهرين السلميين واعتقال وإخفاء العشرات من شبان الثورة". كما اتهمت أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك قوات الجيش بارتكاب الجرائم بحق المتظاهرين واختطافهم، مشيرة إلى أن "استمرار الجرائم يؤكد أنه صار واجبا أخلاقيا وإنسانيا على الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم اتخاذ موقف حازم تجاهها، وتقديم من يديرونها للعدالة". وحول المساعي الإقليمية لحل الأزمة سياسيا، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في مؤتمر صحفي بالقاهرة أمس، أن الجامعة تركت الملف اليمني إلى مجلس التعاون الخليجي لأنه "تعامل بصورة فاعلة مع الملف اليمني"، مشددا على أن "الوقت لا يسمح بدخول طرف ثالث".