رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «نواب الأمة ومن وراءهم ما زالوا يقدمون خيبة الأمل لنا وللبنانيين ولأصدقاء لبنان ومحبيه، ويكررونها في كل مرة يدعون إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، وكأن عدم الانتخاب أمر عادي للغاية عندهم ولا يوقظ أية ردود فعل منهم، ومن المجتمع المدني»، واصفاً شهري الاستحقاق ب «الفاشلين». وقال الراعي في عظة الأحد: «يجدر بنا، خصوصاً بالذين يتعاطون الشأن السياسي والشأن العام، اعتبار مذكرة بكركي برنامج عمل وخريطة طريق ينبغي بدء السير عليه. وكنا نأمل بأن يتم البدء الرسمي في 25 أيار (مايو) الماضي بلسان الرئيس الجديد المنتخب». وأضاف: «لكن هذه الحال المخزية لا تثنينا مع شعبنا عن السير في خط المذكرة الوطنية استعداداً للاحتفال باليوبيل المئوي لدولة لبنان الكبير»، مشدداً على ضرورة «تربية أجيالنا على أولوية المصلحة الوطنية المشتركة العليا، بتحقيق العدالة واحترام منطق الدولة والدستور وبتحرير الممارسة السياسية من الجنوح إلى المحاصصة ودوائر النفوذ واحترام المؤسسات الدستورية وتحريرها من رهنها بخيارات الأفرقاء السياسيين الذين يدعي كل منهم بأن خياراته هي المنجية والعمل الدؤوب على رفض أي عرقلة لتكوين السلطة بالاحترام الكامل لاستحقاقاتها الدستورية». وأكد أهمية «الحفاظ على حياد لبنان، وبلوغ إقرار هذا الحياد داخلياً ودولياً، بتحييده من الانجراف في المحاور الإقليمية والدولية، لكي يكون مساحة لقاء وحوار للجميع، وبالشكل الدائم للديانات والثقافات، ويلتزم قضايا الضفة الشرقية من البحر المتوسط، وقضايا العدالة والسلام لشعوب المنطقة وبلدانها، وفي طليعتها القضية الفلسطينية». وشدد على «تعزيز الميثاق الوطني وصيغته الكيانية. فالميثاق هو شريعة اللبنانيين السياسية، وروح الدستور، وخلاصة تاريخ تجربتهم في العيش المسيحي - الإسلامي المميز بالحرية والمساواة في المشاركة وحفظ التعددية». وقال إن «الصيغة الميثاقية هي الضامنة لحفظ جناحي لبنان المسيحي والمسلم في كامل قوتهما وفاعليتهما»، مشيراً إلى أن «هذه الخطوات الأربع تشكل الأساس الذي تنطلق منه الخطوات الأخرى التي ترسمها المذكرة الوطنية».