طهران، فيينا، كراكاس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – يشكّل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يبدأ في فيينا غداً، اختباراً لمدى قدرة الغرب على إقناع روسيا والصين باتخاذ موقف حازم في شأن الملف النووي الإيراني. ويناقش مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 من ممثلي الدول الاعضاء، في اجتماع يستمر يومين، تقريراً أصدرته الوكالة الأسبوع الماضي، متهماً طهران للمرة الأولى بتنفيذ اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. ويستند التقرير إلى معلومات «موثوقة عموماً»، مصدرها الوكالة ونحو 10 دول أعضاء فيها. واعتبرت إيران التقرير سياسياً، مؤكدة أنه يستند الى «وثائق مزورة»، فيما لم ترَ روسيا فيه «أي جديد»، مشيرة الى استغلاله لعرقلة مساعي التوصل إلى تسوية ديبلوماسية للملف النووي الإيراني. كما جددت الصين دعوتها إلى حلّ سلمي قائم على التفاوض. في المقابل، أعلنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها نيتها تشديد العقوبات على إيران، فيما لوحت اسرائيل بشنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي أوروبي إن «الروس مستاؤون جداً من الملحق»، في إشارة إلى جزء من تقرير الوكالة، تحدث عن معلومات «ذات صدقية» في شأن «الاختبارات السرية» لصنع قنبلة ذرية. لكن المندوب الألماني لدى الوكالة روديغر لودكينغ اعتبر أن «مجلس المحافظين لا يمكنه البقاء صامتاً إزاء تقرير مشابه». ونقلت «رويترز» عن مسؤول غربي بارز قوله: «هدفنا بذل أقصى جهودنا لتضييق أي خلافات» بين الغرب وروسيا والصين. ويعوّل الغرب على قول الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقائه نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في هاواي السبت الماضي، إن الجانبين جددا تأكيدهما «نيتهما العمل والتوصل إلى رد مشترك، لندفع إيران إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية في ما يتعلق ببرنامجها النووي». وقال ديبلوماسي أوروبي إن احتمال التوصل إلى موقف مشترك في شأن قرار تتخذه الوكالة، «يتوقف على ما يتفق عليه الأميركيون مع الروس. نحن في الانتظار». ورأى ديبلوماسي غربي أن ثمة «فرصة في الأفق»، بعد محادثات أوباما ومدفيديف والرئيس الصيني هو جينتاو في هاواي. ورجّح ديبلوماسيون ألا يرقى أي قرار يتخذه مجلس المحافظين، إلى إحالة الملف الإيراني مجدداً على مجلس الأمن، إذ سيواجه معارضة روسيا والصين. وقد يقتصر القرار على أخذ مجلس المحافظين علماً بتقرير الوكالة، كما يمكن أن يحدد مهلة لإيران للتعاون الكامل، حتى انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس المحافظين في آذار (مارس) المقبل. في غضون ذلك، أعلن رئيس «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي أن المجلس سيناقش الأسبوع المقبل مسألة إعادة النظر في تعاون طهران مع الوكالة الذرية، معتبراً أن مديرها العام يوكيا أمانو «خرج من إطار المهمات الموكلة إليها، ويؤدي دور بيدق أميركي». في نيويورك، أعلن محمد جواد لاريجاني، رئيس الهيئة الإيرانية لحقوق الإنسان، استعداد بلاده لمشاركة تكنولوجيتها النووية مع «دول مجاورة». وقال: «تحاول تركيا منذ سنوات امتلاك محطة نووية، لكن لا دولة في الغرب مستعدة لبنائها. نحن مستعدون للتعاون مع (دول أخرى في المنطقة) في هذا الشأن، في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية». أما الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز فاعتبر أن ثمة «تهديداً بحدوث حرب نووية قد تكون نهاية العالم»، إذا تعرّضت المنشآت النووية الإيرانية لهجوم. وقال: «أول المسؤولين عن هذا الخطر هم حكومات الولاياتالمتحدة وحلفائها، وبينهم إسرائيل التي تملك قنابل ذرية».