استهلت الجلسة الأولى لملتقى التراث العمراني أمس في جدة أعمالها بالحديث عن التراث العمراني لمنطقة المدينةالمنورة، إذ طالب أحد المهتمين بالتراث بعدم الإساءة لموروثها بسوء الترميم أو الإزالة. وأوضح مدير إدارة التنمية الإقليمية في أمانة منطقة المدينةالمنورة وأمين مجلس المرصد الحضري الدكتور حاتم طه أن المنطقة تزخر بعددٍ من المقومات الحية سواء الطبيعية أو من صنع الإنسان على مر العصور وتاريخ الاستيطان البشري، إضافةً إلى اتساع المساحة، ما أتاح لها توافر عددٍ من الأودية والجبال والمرتفعات والمساحات الخضراء والصحاري، لافتاً إلى أن تاريخها العريق جعلها مقراً لكثيرٍ من الحضارات، وخلفت الكثير من الآثار والشواهد التاريخية. وأضاف: «للمدينة المنورة الكثير من العلاقات مع الأمم والدول الأخرى، ما جعلها تؤثر فيها وتتأثر بها، فتشكلت خلفيتها الحضارية المميزة، كما أن للحضارة الإسلامية التي بدأت تحديداً من المدينةالمنورة هي الأولى بإبراز حلقاتها ومنجزاتها، وما مرت به من أحداث بحيث تصبح المدينةالمنورة، ومحافظاتها متحفاً مفتوحاً يستشعر زائره عظمة تاريخ هذه الأمة وأمجادها، وبالتالي فإن السياحة في منطقة المدينةالمنورة مترابطة بما تحويه المنطقة من مواقع جيولوجية وبيئية بعضها نادر الوجود مع ما تحويه المنطقة من مواقع دينية ومعالم وآثار تاريخية». وأكد الدكتور طه على أن المدينةالمنورة باعتبارها نبع الحضارة الإسلامية الأول في العالم، ومحط أنظار العالم الإسلامي، ما يستلزم عدم الإساءة للموروث بالإزالة أو سوء الترميم أو سوء الاستغلال، وأن الواقع المعاصر في المملكة يمثل نقلةً حضارية استطاعت أن تحقق التزاوج الصعب بين الأصالة والمعاصرة، والعمل على إيجاد سبل لتحفيز الباحثين والمهتمين بالمواقع التاريخية وبمواقع الجذب السياحي المميزة للعمل مع الهيئة لإنشاء قاعدة معلومات متكاملة عن هذه المواقع. واشتملت الورقة الثانيةعلى بحث عن التصميم الداخلي بين الأصالة والمعاصرة في المنشآت السياحية بمدينة جدة والتي أعدتها الأستاذة المساعدة في كلية التصاميم والفنون في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة ريم الصبان، اشتمل على درسٍ تحليلي لتراث منطقة جدة ودرس مقارنة بين أسلوب تناول التراث في المنشآت السياحية محلياً وعالمياً، فيما كان المحور الثالث عن وضع نموذج للتصميم الداخلي لإحدى المنشآت السياحية المعاصرة والذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة. واوضحت الدكتورة الصبان في محورها الأول عن دراستها التحليلية لتراث منطقة جدة، أن أغلب المواقع التراثية في المنطقة استخدمت الخطوط الطولية في الواجهات السكنية، وقالت: «تجد الخطوط الخشبية تلبي مساحة معينة من الأحجار المتراصة، كما استخدمت في الزخرفة الخطوط المتقاطعة مثل الحصيرة والخطوط المتعرجة، وتساعد الخطوط المستقيمة في الرواشين على الرؤية الجيدة من الداخل والخارج».