«طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    فعل لا رد فعل    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فنادق على الطرق ب 4 مستويات تناسب دخل المسافر
«عكاظ» تواجه أمير السياحة والآثار .. سلطان بن سلمان: السعي لتمديد الرحلات بين الرياض وجدة من 8 ساعات إلى 4 أيام
نشر في عكاظ يوم 30 - 08 - 2011

دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار إلى تحرك حكومي لتهيئة الأرضية المناسبة للسياحة المحلية والتي ستكون دافعا للقطاع الخاص في المشاركة في التنمية السياحية، كما أكد في حوار أجاب فيه على تساؤلات «عكاظ» أن هيئته عقدت اجتماعات ولقاءات عدة أثمرت عن نقل المفيد من التجارب لتطبيقه في الداخل، كما أعلن عن قرب إصدار تراخيص لبناء استراحات الطرق التي بدورها ستخفف العبء على النقل الجوي لما ستوفره من راحة للمسافرين برا.. فإلى الحوار:
• بداية.. ما إسهامات الهيئة العامة للسياحة والآثار في إنجاح برامج ومنشط احتفالات أمانات المناطق والمدن في أنحاء البلاد بعيد الفطر المبارك لهذا العام؟
- أولا أحب أن أهنئكم وأهنئ الجميع بحلول عيد الفطر المبارك وإن شاء الله يكون عيد خير وبركة على الجميع ولا شك أن هذا العيد حمل لنا عيدية خادم الح رمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بالإعلان عن مشاريع توسعة وتطوير الحرمين الشريفين، ونحن اليوم نسعد بهذه الحشود الكبيرة الهائلة التي شهدها الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي، لتؤدي نسكها بكل اطمئنان وأمن وراحة، وهي من الأمور التي تراها الناس ولكنها لا تفكر فيها كثيرا، والله طرح البركة في هذا البلد، واجتمع أهله على العقيدة، وأهم ما في ذلك أننا نلمس الخير الكثير وفي مقدمته الاطمئنان والأمن في بلاد الحرمين وهو ما تحقق.
ويلاحظ الجميع توافد ملايين المسلمين من جنسيات مختلفة إلى هذا البلد برغم كل الظروف التي تعيشها المنطقة والعالم، وهذا فضل من رب العالمين على هذه البلاد المتمسكة بعقيدتها، داعين الله أن يفرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان الذين يعانون من صلف العيش مبتهلين إلى الله أن يكون عيد هذا العام عيد خلاص واستقرار وبناء وأمن.
ونحن في الهيئة نسعد أن نرى الحلم الذي نعمل عليه وقد تحقق أمامنا، ولو كان لدينا وسائل ودعم أكثر نستطيع أن نقدمه لرأيت توسعا أكبر في هذا الجانب، وهو أن المناطق والمواطنين يتبنون السياحة وكذلك إمارات وأمانات المناطق، فهي التي تنظم كثيرا وبالتعاون مع الهيئة تلك الفعاليات الكبيرة حتى أيقن الناس أن استقرار المواطن، في بلده من أهم الأمور التي يجب أن تحدث كأهم أهداف السياحة الوطنية، ولذلك أقول دائما إنه إذا ما توفرت مرافق أكثر ومدن ووجهات سياحية ووسائل نقل ونظمت استراحات الطرق يستطيع المواطن أن ينتقل بين مدن المملكة، واستطعنا أيضا أن نضخ مزيدا من التمويل الذي يحتاجه اليوم قطاع الإيواء السياحي بالذات، حتى تزيد تلك المرافق، ونضخ المزيد في تطوير المرافق السياحية التي تحتاج لأن تقودها الدولة في عملية تطويرها وصولا إلى فتح مواقع التراث بشكل واسع.
• تقصدون أن تتولى الدولة تجهيز البنية التحتية الأساسية المتكاملة لمقومات السياحة في البلاد؟
- لا بد أن يكون للدولة دور أصيل لا رديف، لذا يجب أن تبدأ الدولة في تجهيز الأرضية حتى يدخل القطاع الخاص لتمنحه التشجيع وتنزع الخوف منه، وهناك فرص أخرى أمامه مهيأة في مجالات الصناعة وغيرها من المجالات الأخرى في المملكة التي تدعمها الدولة وتوفر لها القروض والأراضي، لذا نحتاج لأن تدخل الدولة في مجال التطوير.
• إذا أنت تقذف الكرة في ملعب الحكومة؟
- أنا جزء من الدولة بلا شك لكني أقول الواقع الذي نتفق عليه جميعا حتى على مستوى الدولة لأن دور الدولة في أنحاء العالم أصبح دورا أصيلا في تطوير الاقتصاديات الكبرى، اليوم المملكة عندما بدأت في المجال الأثري ستجد رأس الزور (قبل أن يسميه الملك برأس الخير) تجد الدولة ضخت مبالغ كبيرة جدا حتى تهيئ البنية التحتية لانطلاقتها، والسياحة الوطنية أثبتت أن لها قبولا واسعا وكبيرا جدا لدى المواطنين الذين أصبحوا يثقون بأنهم يستطيعون أن يتحولون في بلدهم إلى سياح ويشعرون بالراحة فيه متى ما تهيأت البنية والظروف والمرافق التي تعود عليها المواطن الذي يسافر إلى خارج بلاده.
• إذا ما دور الهيئة في تذليل العقبات والمصاعب أمام المستثمرين ورؤوس الأموال المحلية والأجنبية في الاستثمار السياحي؟
- دورنا بث الاطمئنان في القطاع الخاص، ولا سبيل إلى ذلك إلا أن يشعر بالتزام الدولة نحو ضمان استثماراته، ولا أقول ضمان الربحية ولكن ضمان استقرار استثماره، وأن يجد هذا القطاع التمكين من خلال دعم الدولة وتحفيزها، مثلما يحدث في جميع القطاعات الكبرى في المملكة من خلال تحفيز المستثمر أن يدخل في هذا القطاع بقوة، ودور الدولة مهم. كنت في أبو ظبي قبل أشهر قليلة ماضية وتحدثت مع المسؤولين في هيئة السياحة وشركات التطوير وتبين لي أن إمارة أبو ظبي ضخت 50 مليار درهم في تطوير المشاريع السياحية والبنية التحتية وتدفقت أموال القطاع الخاص وهذه تجربة مرت بها المملكة عشرات المرات ونجحت في مدينتي الجبيل وينبع والمدن الصناعية والمشاريع الكبرى، وأصبح القطاع الخاص لاعبا رئيسا.
ولا شك أن الهيئة نفذت مئات المشاريع التي من أهمها تأسيس دور المناطق في أن تنطلق بالسياحة المحلية، لأن ذلك يحتاج إلى دعم واستكشاف المواقع وإعادة ترميمها، والمشاريع والبرامج التي تعمل فيها الهيئة تعمل فيها مع شركائها من بلديات وجهات أخرى، ولكن تلك لا زالت متأخرة وقاصرة، الأهم من ذلك أن الهيئة عملت على إصدار العشرات من التنظيمات الجديدة في مجالات التصنيف والتراخيص والحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية وفي مجالات كثيرة من ضمنها قرار من الهيئة ووزارات المالية والزراعة والبلديات على تمديد المدة التجارية للمواقع السياحية الكبرى لأكثر من 50 عاما، وهذا في تصوري قرار تاريخي، وهناك خطوات في الطريق تتعلق بالأسعار وضبطها، وأن يستقر المواطن في بلده، وكما توجهنا الدولة وهو أن يصرف المواطن جزءا من ماله في بلده ذلك أن السياحة الوطنية تحتاج لأن تنطلق في اتجاه بناء المدن السياحية وتمكين القطاع الخاص من القروض لكي يبدأ العمل لإنشاء المشاريع السياحية في أنحاء المملكة، ولا شك أن مواضيع كثيرة تأخر إنجازها مثل تطوير استراحات الطرق والتي ستخفف الضغط على الرحلات الجوية، الناتج عن عدم وجودة مواقع محترمة على الطرق يقف فيها المواطن، نريد ألا تكون الرحلة من الرياض إلى جدة على الطريق السريع فقط للوصول بقدر ما نريد أن تكون رحلة سياحية، وبدلا من أن يأخذ المواطن 8 إلى 10 ساعات أن يأخذ 3-4 أيام.
• يقودني ما ذكرتموه إلى سؤالكم عن تداخل مهام الهيئة واختصاصاتها مع كثير من صلاحيات ومسؤوليات وزارات الدولة إن لم تكن كلها.. إلى أي مدى بلغ التنسيق بين الهيئة وتلك الوزارات في تحقيق أهدافكم الاستراتيجية؟
- أهم إنجازات الهيئة موضوع الشراكة الذي بدأنا فيه ليقيننا أنه لا يمكن لنا كمؤسسة حكومية أن تطلب صلاحيات الجميع، وأعتقد أن ذلك أمر مستحيل، وكل وزارات الدولة لها تداخلات مع الإدارات الأخرى، فمثلا الطرق تتداخل فيها وزارة النقل مع وزارة البلديات.
• لكن الهيئة العامة للسياحة استثناء فهي تتداخل مع الكل وليس البعض.. أليس كذلك؟
- نعم تتداخل مع الكل لكن بشهادة الجميع ممن يعملون مع الهيئة والوزراء الموجودين هناك اتفاقيات شراكة وخدمناها وعملنا بتضامن، وستفاجأ أن موظفي الإدارات موطنون قبل كل شيء ولكن هناك أمور أساسية وهي إن لم توجد في الاقتصاد الوطني في تطوير هذا القطاع الكبير الذي لا يعد قطاع سياحة بل قطاع فرص عمل، وإذا ما تم احتضانه ودعمه وإطلاقه بالكامل وكما يجب، ورمى الثقل وراءه سيكون من أول القطاعات المولدة لفرص العمل، وهذا ليس كلامي بل هو كلام وزير العمل ووزير الاقتصاد وصندوق الموارد البشرية والمؤسسات الأخرى التي تعمل معنا في هذا المجال.
• انطلقت الهيئة العليا للسياحة قبل أن تتحول إلى هيئة عامة تضاف إليها الآثار قبل نحو عشرة أعوام، ولم يلمس المواطن العادي أية أثر لها، وكأنه يسمع جعجعة ولا يرى طحنا؟
- هذا غير صحيح إلى حد ما.. ولكن عندما تسألني عن رضاي عن ما تحقق فأجيبك كمواطن بلا.. دائما أنظر لنفسي ليس رئيسا للهيئة بل كسائح ليس لديه علاقات بالمناطق التي يقصدها ويحظى بمن يعتني به، موضوع استراحات الطرق ونتأمل بعد العيد أن يجد طريقه، لأنه ومنذ سنوات عملت الهيئة على عشرات القضايا إن لم تكن المئات، وتم تنظيم كثير منها، ولكن أعتقد أن 80 في المائة صدرت فيها قرارات وأنظمة، إضافة إلى أننا استلمنا قطاعات ضخمة جدا، ورغم ضعف الإمكانات تمكنا من إعادة تصنيف جميع منشآت الإيواء في المملكة، والآن نعمل على إعادة تصنيف جميع الشقق المفروشة ومراقبتها وهناك مشروعات ضخمة جدا في ظل وجود شركات عالمية في مجال الفنادق.
المواطن يريد استراحات على الطرق ونحن بصدد إصدار تصاريح لبناء فنادق على الطرق السريعة، وسنحرص على أن يجد الأسعار متوافقة مع دخله وأن تكون أمامه عدة خيارات فندقية.
• وهل ستكون فئات تلك الفنادق موحدة أم متفاوتة؟
- ستكون مختلفة بين 3-4 مستويات وسيصدر من الهيئة ترخيص لإنشاء ما يسمى بالشقق الفندقية وستكون الأولى في العالم حيث ستكون شققا بخدمات فندقية.
• من أبرز المشكلات التي تواجه السياحة الداخلية في البلاد ارتفاع إيجارات القطاع الإيوائي على تنوعه لا سيما في المواسم.. هل توصلتم مع ملاك هذا القطاع إلى سقف معين للأسعار؟
- إذا لم تتوفر لديك عروض وفائض في الغرف الفندقية والشقق الفندقية وفقا للترخيص الجديد ومرافق الإيواء سيكون عليه ضغط، وكما تعلم فإن المواطن وبحسب طبيعته يحجز متأخرا ويضطر إلى الحجز ويجد غرفا في آخر لحظة، وهذه تكلفه مبالغ ضخمة، والمواطن السعودي كما يبدو من النادرين في العالم الذين يعملون على المسافات الطويلة، وهذه المعانات في عدم توفر الأماكن الإيوائية الكافية بسبب عدم وجود التمويل والمتمثل في دعم الدولة لهذا القطاع، ولدينا قصور في عدم وجود الإيواء السياحي المتخصص، لذلك الهيئة لا تسعر سوى الغرف العادية في الفنادق، ولا نسعر الأجنحة الفارهة.
• وما المشكلة في تحديد الأسعار؟
- لا نستطيع تحد الأسعار اليوم وكذلك الحال بالنسبة ل90 في المائة من دول العالم لوجود مبان سكنية.
• ولكن هذا يؤدي إلى تلاعب ملاك القطاع الإيوائي بالأسعار والضحية المواطن في نهاية المطاف؟
- هناك نقطة مهمة وهي أن بعض الناس يشتكون من الأسعار في مكة المكرمة والمدينة المنورة لكننا وجدنا أن هناك وسطاء يتعامل مهم الناس ونحن ننصحهم بعدم التعامل معهم.
• ما البديل إذا؟
- بالتعامل مع الفنادق مباشرة، وإذا وجدوا أن هناك خلافا للأسعار المعلنة فإن موقع الهيئة موجود على الإنترنت وأرقام الهيئة معروفة ومنشورة وهناك بالمناسبة رد من أحد مسؤولي الهيئة في مكة المكرمة، وما على المواطن إلا إبلاغ الهيئة وهي ستباشر بدورها المخالفات وتغلق المنشأة المخالفة.
• لكن نظام الوسطاء قائم ومعمول به في معظم البلدان ويقدمون أسعارا مخفضة جدا بعكس السكن مباشرة في الفندق؟
- الذين نتحدث عنهم ليسوا وسطاء مرخص لهم، الأمر الآخر أن الإنسان الذي يريد السفر إلى مكة في العشر الأواخر لا يضع أي تخطيط مسبق لرحلته، وأنا شخصيا أذهب سنويا لأمريكا للمشاركة في معرض طيران دولي وأحجز وأرتب أموري قبلها بسنة لأنه عندما آتي في آخر لحظة ربما تصل الأسعار لخمسة أضعاف.
• وهذا ما يدعوني لسؤالك عن الدور التوعوي والإرشادي الذي يمكن أن تضطلع به هيئتكم في هذا الجانب؟
- لا شك في ذلك والهيئة قطعت خطوات كبيرة لأن تحول المواطن إلى السياحة الوطنية لم تكن بالأمر الهين.. نحن اليوم في مرحلة تحول، وإذا لم نستغل الفرصة بوجود هذا السوق الضخم في المملكة وهذه فرصة تاريخية لا يجب أن تهدر لأن بلادنا من أغنى بلاد الدنيا بمواقعها وبنيتها التحتية ومقوماتها وهي أجمل بلد في الدنيا ونحن لا بد أن ننظر لقضية السياحة أنها قضية محور اقتصادي رئيس، وليس رديفا، وكل إحصائياتنا تجاوزت ال900 ألف ممن يعملون في مجال السياحة تجد بينهم سعوديين.
• هل ترى في استنساخ تجربة مدينة كدبي السياحية مع الحفاظ على الثوابت والقيم والأخلاق الاجتماعية أمرا معيبا؟
- نحن لا نعمل على استنساخ التجارب بقدر ما نستفيد منها، واستفدنا من عشرات التجارب على مستوى العالم من ضمنها بلا شك دبي، ورئيس دائرة السياحة في دبي صديق عزيز وكنت والشيخ أحمد المكتوم ندرس في جامعة واحدة في الولايات المتحدة.
• من مبدأ الشفافية التي تدير بها الهيئة العامة.. لماذا برأيك باتت دبي يقصدها السعوديون وقد رأيناهم أفواجا في إجازة صيف العام الجاري؟
- لا شك أن لكل إنسان ملاحظات على هذه التجربة وتلك، لكن دعني أتكلم بشكل عام عن موضوع التنظيم السياحي.. أنا أعرف الشيخ محمد بن راشد المكتوم أعرفه منذ ما يقارب الثلاثين عاما، وقبل أن تصبح دبي كما هي الآن وهي التي بدأت بالمطار الذي يعتبر المحور الأساس لدخول الناس إلى دبي، وهي تعتمد على السياحة التي تأتي من الخارج، ونحن في المملكة الفرصة الضائعة أمامنا أن لدينا أهم من السائح الأجنبي، السعودي الموجود تحت أيدينا الآن، ولدينا أكبر سوق محلي لا يتغير مع الوقت، ونمتلك آلاف المواقع الأثرية، ومطار دبي وتطويره أصبح علامة أساسية ونظام الفنادق وحكومة دبي أنشأت شركة كبرى تقيم الفعاليات والمعارض الدولية، ونحن لازلنا نعمل في هذا الاتجاه والقرارات لدينا «تأخذ وقت».
• وما عوائق التأخير لطالما الرغبة موجودة والدعم قائم والإرادة السامية متوفرة؟
- أستطيع الإجابة لك من موقعي أو أن تسأل الجهات الأخرى لترى ما المعوقات.. كنت في أبو ظبي قبل شهرين وتكلمت مع الشيخ سلطان بن طحنون ورؤساء الشركات فيها، انتظر القطاع الخاص 5 سنوات ولم يلتفت إلينا، لكن الدولة تدخلت ووضعت ميزانيات ضخمة، وأنا من أقول وأضع سمعتي شخصيا على المحك أن بلادنا قادرة على المنافسة وهي تحتاج الآن للثقل، والهيئة ليست هيئتي بل هيئة للدولة، وأنا لست خبيرا في السياحة لكني أصبحت بحكم عملي نصف خبير نتيجة العمل الدؤوب ليل نهار وتنقلنا مع الدول وخبراؤنا من أنحاء العالم واستطلعنا تجارب جميع الدول ونعرف بالضبط إلى ماذا تحتاج السياحة، ووضعنا كل شيء في الإطار الصحيح، وهناك أشياء أقرت وأخرى قيد الإقرار وأؤكد لك تماما أن السياحة الوطنية مشروع استراتيجي بالنسبة للاقتصاد الوطني بصرف النظر عن أهميتها للمواطن، ونحن نعيش في الرياض وبعضنا لا يعرف بعض مناطقها الجميلة حتى وادي حنيفة الذي يعتبر من أجمل المشاريع، وحتى في محافظة «الغاط» ومستعد أن أوقع على أن أكثر من 95 في المائة من سكان الرياض لم يزرها، وهي الآن مقبلة على مشاريع سياحية واستراحات في الريف.
• ولكن لا يخفى عليكم أن شرائح كبيرة من السعوديين يذهبون لخارج المملكة بحثا عن ما يسمى بالسياحة غير البريئة.. كيف يمكن المواءمة بين متطلبات هؤلاء والمحافظة على عادات ومثل المجتمع؟
- الذي يبحث عن الأشياء غير البريئة فهي موجودة مع الأسف في كل مكان في الدنيا، والأمر الآخر أننا لا نراهن على أن نبقي الناس كلهم وكل الوقت في المملكة، وليس هناك دولة في العالم تستطيع أن تنفذ ذلك مهما كانت مقوماتها سياحية.. انظر للأعداد التي تخرج من فرنسا وألمانيا وسويسرا وأمريكا تتجول في أنحاء العالم حتى تعرف أن هناك ملايين البشر هم الذين يغذون السياحة العالمية في الصين وكل مكان، وفي نفس الوقت نحن أمامنا فرصة أن نركز على سياحة نهاية الأسبوع والعطل القصيرة وجزء من إجازة الصيف وفئات متعددة من الصرف لدى المواطنين ونريد أن نخترق جزءا من الميزانية السياحية للمواطن.
• «سياحة العائلة» هدف استراتيجي للهيئة العامة للسياحة.. كيف ستحققون هذا الهدف في ظل القيود المفروضة على المجتمع كالاختلاط وما شاكله؟
- كنت أستمع لدعاء للشيخ عبدالرحمن السديس من الحرم بأن يحمي الله شباب ونساء المسلمين من الاختلاط المحرم، واليوم نعيش في مدن كبرى وعالم جديد، والناس أصبحت تتلاقى في الأسواق وكل مكان، ولا شك نحن في بلاد الحرمين نعتز ونطمئن ونرتاح، وهذا سبب في استمرار هذه الدولة في تمسكها بعقيدتها والدولة حامية لها بعد الله سبحانه وتعالى.. اليوم ليس هناك قضية لما يسمى بالاختلاط في ما يتعلق بالحياة العامة لأن الناس يرتدون ملابس مستورة ومحتشمة، ونحن أيضا نحتاج إلى التكيف كجيل على هذه الحياة المدنية الجديدة، ولكن في نفس الوقت نحن نتكلم عن سياحة الأسرة المجتمعة وهذه السياحة ليست القضية الأساسية بالنسبة للهيئة لكنها حقيقة وهي الشيء الطبيعي في أن تجتمع الأسرة وتقضي وقتها مع بعضها البعض، والمواطن لم يعد كما في الماضي، فقد أصبح الأب وألام يخططون رحلاتهم مع أبنائهم وأطفالهم وفي اعتقادي أن هذه من الأشياء المهمة التي سوف تساهم في الاستقرار الاجتماعي في المملكة.
• أعرف أنك من أشد المعارضين لتحويل الهيئة العامة للسياحة إلى وزارة فما الضير أن تكون كذلك لأن من شأن هكذا تحول أن يعطي الهيئة زخما ينعكس على مستوى أدائها؟
- أنا من أشد المعارضين ليس لقضية التحول إلى وزارة أو غيرها وهذا الأمر لا أعطيه شيئا من التفكير إذ أني منغمس في مهمة ثقيلة ومعقدة وهي وصلت إلى ذروة تعبئتها.. أنا الآن منغمس في كيفية صعود آخر مرحلة في الجبل الذي أمامنا وهو ما يحتاج إلى سيارة من نوع 12 حصان مثلما يقال فكل الأنظمة ستثبت والقرارات في معظمها صدرت، والقبول الضخم الكبير الذي وصلت إليه الهيئة لم يأت اعتباطا فقد أتى باستثمار ولقاء مع الناس في عشرات البرامج مثل برنامج «السياحة تثري» للمواطنين في القرى والمحافظات وهذا يعد الأول من نوعه والناس أصبحت اليوم تعرف أن هناك فرصة كبيرة جدا وتريد أن تستثمرها وجاء دورنا لكي نساعدهم.. إن كنت من أشد المعارضين لشيء فإنني من أشد المعارضين للمركزية.. نحن سنعيش أيام العيد والمواطن يتمنى وجود مدينة سياحية ضخمة كشرم الشيخ يتوجه لها مباشرة وليس مدنا مزدحمة كجدة والرياض، وكل المشاريع التي قدمناها مصممة للأسر السعودية وللمرأة كي تجد فيها راحتها.
• ولدينا رؤوس أموال ووفرة سيولة لا تضاهى في البلدان الأخرى؟
- في بلادنا أمول كامنة وضخمة لا يعلمها إلا الله وهذه لا تخرج إلا في وقت المشاريع الكبرى كمشاريع التحلية والكهرباء وخلافها ويأتي القطاع الخاص ويرتاح نتيجة أن الدولة تأتي معه كشريك في بداياته الصعبة، فالدولة لا بد أن تهيئ البنى التحتية والمستثمر مستعد أن يدفع 20 مرة بخلاف قيمة الأرض.
• ماذا تم بشأن إنشاء جهاز شرطي مستقل يعني بتيسير وتسهيل أمور السياحة والسياح وحماية الاثار في المملكة؟
- قضية حماية الآثار قضية خطيرة ولا أود أن أتناولها عبر الصحافة لكن الفرق اليوم أننا نستكشف أثارا كما رأيتم قبل أيام عندما استقبل سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وفد الهيئة وعرضنا عليه بعض الآثار التي ستغير مجرى التاريخ، ومثل تلك الآثار لدينا عشرات المكتشفات التي لم نعلن عنها لتخوفنا من قضية الأمن، ولهذا أهيب بالمواطنين في قضية حماية الآثار أن يكون المواطن الحارس الأول لها، ثم إننا وبشكل غير مسبوق نعمل لاستكشافات في تاريخ المملكة، فقد أخرجنا مئات السعوديين من الخبراء الذين يعملون في مواقع الحفر وجلبنا فرقا دولية من المتخصصين في حقب زمنية مختلفة يعملون في كل الاتجاهات في المملكة، ولذلك نحن نقف اليوم على ثروات كامنة تحت هذه الأرض لا يعلمها إلا الله وثروات قد تغير تاريخ الإنسان على وجه الكرة الأرضية، ولا أقول هذا الكلام عشوائيا وإنما عن معرفة من واقع عملي وفي مجال التراث العمراني أيضا أمامنا تحديات كبيرة.
• أخير.. أسألكم عن المرأة وأين موقعها من أهداف وطموحات واستراتيجيات الهيئة العامة للسياحة والآثار؟
- لا ننظر للمرأة السعودية بل ننظر للمواطن والدولة عندها سياسية وكل ما تعمله ما يهم المواطن ويخصه.
• يعني هل يمكن أن نرى المرأة في بلادنا مرشدة سياحية في المستقبل؟
- لا نريد الدخول في القضايا التفصيلية لأننا نسير على وتيرة ما تسير عليه الدولة وقطاع السياحة لن يسبق وتيرة مسار الدولة فيما يتعلق بمعالجة الأمور الاجتماعية وأقول هذا الكلام لأول مرة بهذا الوضوح.. قطاع السياحة الوطني لن يسابق ويتجاوز الحراك الاجتماعي الذي ترعاه هذه الدولة بحذر وهدوء، وفي نفس الوقت فإننا في هيئة السياحة ومنذ اليوم الأول لإنشائها أسسنا إدارة للمواطنات يعملن بها بنفس برامج التدريب والرواتب وكل الفرص المتاحة لأقرانهن من الشباب الذين يعملون فيها ولكن في ظل راحتها وخصوصيتها، ونحن نعتز ونسعد بالأخوات العاملات في الهيئة أنهن من أفضل من يعمل في القطاعات الحكومية، لأننا ندربهن ونراهن على جودة عملهن ونحاسبهن وتأتينا عشرات الطلبات يوميا من الأخوات خاصة ومن أسرهن الذين يريدون نقل بناتهم من بعض المؤسسات الأخرى رغم أن بعضها تدفع رواتب أكثر من الهيئة بحكم بيئة العمل المتوافرة في الهيئة.

(لمشاهدة الصفحة PDF الرجاء الضغط هنا)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.