شهدت منطقة الماية، غرب العاصمة الليبية، أعنف مواجهات من نوعها منذ سقوط نظام معمر القذافي الشهر الماضي. وقالت مصادر الثوار إنهم يخوضون قتالاً مع «جيش» وليس مجموعة مسلحة معزولة، وإنهم يعتقدون أن نجل القذافي سيف الإسلام «محاصر» في منطقة الزاوية وإنه من كان يقود القوات الموالية لوالده. وكانت الاشتباكات بدأت ليل الخميس - الجمعة في ظل غموض يسود حقيقة الأطراف التي تتواجه فيها. إذ تردد في البدء أن الاشتباكات وقعت بين ثوار الزاوية وثوار ورشفانة للسيطرة على معسكر ضخم كان مقراً للواء المعزز 32 الذي قاده خميس القذافي ويُعتبر مفتاح المدخل الغربي لطرابلس. لكن ثوار الزاوية أكدوا أمس أن المواجهات تدور في الحقيقة ضد مؤيدين للقذافي. فقد نشرت مواقع تابعة للثوار مقابلات مصوّرة مع مقاتلين من الزاوية أكدوا فيها أن الاشتباكات وقعت مع مسلحين يرفعون صوراً للعقيد المقتول وأعلاماً خضراء، رمز النظام السابق. وكانت مواقع مؤيدة للقذافي بثت معلومات عن ضلوع مؤيدي النظام السابق في المواجهات، وهو أمر كان الثوار قد نفوه الجمعة قبل أن يُقر به ثوار الزاوية أمس. وأفاد موقع «المنارة» أن «اشتباكات عنيفة» كانت تدور بعد ظهر أمس «بين ثوار 17 فبراير من الزاوية وزوارة ضد قوات تتبع الطاغية المنتهي تحت اسم جحفل الشهيد معمر القذافي وهناك سيارات مكتوب عليها هذا الإسم قرب منطقة الماية (معسكر 27)». ونقل عن ناطق عسكري لمجلس الزاوية ان المواجهات تدور «مع جيش منظم، ليس مع بعض الفلول». وأضاف أن المسلحين المؤيدين للنظام السابق يستعملون الراجمات والمدافع ومضادات الطيران، وأن «الأخبار الأولية تتحدث عن 10 شهداء، 9 من الزاوية وشهيد من زوارة، وعدد كبير من الأسرى يفوق 50 أسيراً من الثوار». أما موقع «وفاق ليبيا» فأورد من جهته معلومات عن اعترافات أدلى بها أسرى من النظام السابق وفيها أن القتال يقوده «سيف الإسلام القذافي» الذي يبدو أنه محاصر «في منطقة الزهراء بالزاوية». وكان الموقع أورد قبل ذلك معلومات عن أن تشكيلاً مسلحاً يتخذ من معسكر في منطقة الماية مقراً له شن هجوماً ليل الخميس على سجن في منطقة «جودائم» لإطلاق «عنصرين مهمين» في النظام السابق هما المهدي العربي وأحمد القانقا. وأوقع هجوم الخميس قتيلين من ثوار الزاوية. وجاء ذلك، في وقت افتتحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت في طرابلس ممثلية جديدة للاتحاد الاوروبي في ليبيا خلال زيارة مفاجئة التقت فيها المسؤولين الليبيين الجدد وعلى رأسهم رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل. وقالت اشتون خلال الافتتاح الذي حضره سفراء غربيون وممثلون عن المجتمع المدني: «ليبيا بلدكم. نحن هنا لتقديم التأييد والمساعدة». ونقلت صحيفة «قورينا الجديدة» عن رئيس الوزراء المعيّن عبدالرحيم الكيب قوله مساء الجمعة في بنغازي ان ليبيا أمام مرحلة جديدة حساسة وتاريخية تشكّل «اختباراً لعزيمة الليبيين»، داعياً إلى «التآخي والتعاون لأن المستقبل لنا جميعاً، وينبغي أن تتضافر كل الجهود في هذه المرحلة المهمة في تاريخ ليبيا، وينبغي أن تكون مصلحة ليبيا فوق أي اعتبار جهوي أو شخصي». وأضاف الكيب أمام آلاف في «ميدان الحرية» أن الحكومة الانتقالية التي كُلّف بتشكيلها «ستكون صريحة في كل شيء»، مضيفاً: «أعدكم بألا تشوه هذه الحكومة بالمتسلقين أو أعوان النظام ونرجو منكم ألا تتوقعوا معجزات». وقال إن معمر القذافي الذي وصفه ب «الطاغية» لعب «ورقة الجهوية» قبل مقتله الشهر الماضي في سرت. لكنه زاد أن مستقبل ليبيا الآن هو لكل الليبيين و «لا مكان للتفرقة في ليبيا الجديدة».