قرر قادة “ثوار مصراتة” إخراج قواتهم من طرابلس وتركها لأهلها، وكان قد سبقهم لذلك قوات من ثوار الرجبان ونالوت والزاوية وغيرهم ممن غادروا العاصمة الليبية بعد انتهاء حرب التحرير في ليبيا منذ شهرين. فيما رفضت بعض المجموعات المسلحة المنتسبة إلى مدينة “الزنتان” الخروج منها، ولا زالت تسيطر على أجزاء من المطار الدولي، رغم محادثات ومفاوضات بشأن ذلك. تحرير المطار من الثوار! واشتبكت مجموعة تنتسب للجيش الوطني مع بعض ثوار “الزنتان” على طريق المطار بطرابلس، ولكن تدخل بعض القيادات العسكرية، ورئيس المجلس الانتقالي المستشار “مصطفى عبد الجليل” أدى إلى تهدئة الوضع المتوتر، فيما هذا الحدث عزز مطالب أهالي طرابلس بخروج المسلحين من العاصمة. وأكد مصدر موثوق من اللجنة الأمنية العليا في طرابلس، أن وزير الدفاع “أسامة الجويلي” تدخل في الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس مساء الخميس الماضي لإيقافها، حيث دارت مواجهات بين ثوار “الزنتان” وبين قوة تابعة للجيش الوطني. كما أفادت مصادر إعلامية، أن عدداً من الثوار يرفضون تسليم المطار إلى الحكومة الانتقالية، ما دعا إلى تدخل قيادة الجيش الوطني بالمفاوضات والضغط لإخلاء المطار من ثوار “الزنتان “المستولين على أجزاء كبيرة منه. وأضافت المصادر أن الثوار من خارج طرابلس استجابوا بشكل كبير للمطالب التي أعلنها أهالي العاصمة في مظاهراتهم خلال اليومين الماضيين، وأنهم ينوون تسليم أسلحتهم. ولم تؤكد الأنباء وقوع إصابات بين المدنيين القاطنين في المساكن التي تقع بالقرب من المطار نتيجة تبادل النيران بين الجانبين، إلا أنها أكدت إصابة بعض المنازل بطلقات الرصاص. وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر مطلعة بالعاصمة طرابلس أن اللجنة الأمنية العليا المنبثقة عن المجلس الوطني الانتقالي انضمت إلى وزارة الداخلية، في حين التحقت كتيبة الحرس الوطني وكتيبة شهداء العاصمة لوزارة الدفاع. وذكر موقع “إيراسا”، أن المجلس المحلي لطرابلس قرر إغلاق جميع منافذ المدينة حتى انتهاء الاشتباكات مع “سرايا الزنتان”. الزيارة التاريخية وغياب الثوار وصف أمس أمين تجمع ثوار ليبيا، “عبد المجيد مليقطة”، زيارة الدكتور “يوسف القرضاوي” لليبيا بالتاريخية وحضوره مؤتمر المصالحة برفقة “راشد الغنوشي” رئيس حركة النهضة التونسية و”عبد الرحمن الكيب” رئيس الحكومة المؤقتة و”مصطفى عبد الجليل” رئيس المجلس الانتقالي، حيث دعا “القرضاوي” الليبيين إلى ضرورة فتح صفحة جديدة وضرورة التخلي عن السلاح، “فمرحلة الكفاح ولت، وعلى الليبيين استغلال نجاحهم في بناء الوطن”. وتأسف “عبد المجيد مليقطة” في معرض حديثه عن تغييب الثوار، أو ممثليهم عن المؤتمر الذي هم طرف أساسي فيه “أحد أخطاء المؤتمر أنه لم يشرك أي ممثل عن الثوار فكانوا مغيبين فكانت الجلسة مجرد أحكام غيابية. ثم إن” الكيب” تراجع عن تصريحاته، وقال إنه “لم يعط أي مهلة لخروج الثوار من طرابلس”، وأكد أن “الثوار لم، ولن يستخدموا السلاح، وهو مجرد صمام أمان لحماية الثورة ونحن مع الحكومة ونأمل في حل سريع وخاصة تأسيس جيش وطني”. وأشار المتحدث إلى أنه “من المحتمل أن يلتقي “الشيخ القرضاوي” مع بعض ممثلي الثوار المسلحين لتقديم الإرشادات الضرورية ولمحاولة إقناعهم بضرورة تسليم السلاح للحكومة المؤقتة، وعلق “من حق الثوار أن ينعموا بحياة أفضل بعد أن قضوا على النظام البائد وأن يعيشوا بكرامة بعد أن بذلوا حياتهم والغالي عليهم”. التحذير من تسييس المصالحة أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي “مصطفى عبد الجليل”، أمس السبت، أن “المجلس مستعد للصفح عن المقاتلين الذين قاتلوا إلى جانب معمر القذافي خلال الثورة في ليبيا”. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر في طرابلس حول العدالة والمصالحة: “نحن قادرون على الصفح واستيعاب إخواننا الذين قاتلوا الثوار، وقادرون كذلك على استيعاب كل أولئك الذين ارتكبوا خطأ ضد هذه الثورة”، واستدرك قائلا: “ستكون هناك مصالحة بعد الإنصاف”. وفي السياق نفسه، أكد رئيس الوزراء الليبي “عبد الرحيم الكيب” أن المصالحة الوطنية يجب ألا تستثنى أحدا من الليبيين، وحذر من “تسييس” المصالحة، بحيث تصبح أداة لعزل أو تهميش أو إقصاء قبيلة أو منطقة أو عائلة بعينها، وضرورة التفريق بين المجرمين والقادة الكبار من جهة وبين التابعين من جهة أخرى.