نيويورك، طهران، موسكو، بروكسيل – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - وصف مرشد الجمهورية الاسلامية في إيران علي خامنئي أعداء بلاده بأنهم «قوى مهترئة ينخرها الدود»، محذراً الولاياتالمتحدة وإسرائيل من أن طهران ستردّ ب «منتهى القوة» على أي هجوم يستهدف منشآتها النووية. في غضون ذلك، توقع ديبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن تفرض الدول ال27 في الاتحاد خلال الأسابيع المقبلة، عقوبات جديدة على إيران، رغم تجديد روسيا والصين معارضتهما ذلك، إذ اعتبرتا أن العقوبات لن تحقق النتيجة المرغوب بها. أتى ذلك بعدما اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايران للمرة الأولى، في تقرير أصدرته قبل يومين، بتنفيذ اختبارات سرية تستهدف صنع سلاح نووي. وقال خامنئي: «على الأعداء، خصوصاً أميركا وعملاءها والكيان الاسرائيلي، أن يعلموا ان الشعب الايراني لا يسعى الى غزو أي دولة أو شعب، لكنه سيواجه أي اعتداء أو تهديد بمنتهى القوة، وفي شكل يدمّر المعتدين مسبّباً انهيارهم من الداخل». وأضاف خلال تخريج ضباط في الجيش، أن إيران لا تنوي إشعال «حرب دموية»، لكنها سترد «على التهديد بالتهديد». وزاد: «الشعب الايراني الصامد ليس خاملاً يقف متفرجاً وهو يتابع تهديدات القوى المادية المهترئة التي ينخرها الدود من داخلها، من دون فعل أي شيء». وقال خامنئي: «على كل من يفكّر في شنّ هجوم على إيران، أن يستعد لتلقي صفعات قوية ولكمات فولاذية من الجيش والحرس الثوري والباسيج والشعب الإيراني العظيم». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علي لاريجاني فوصف «تهديدات الأعداء» بأنها «صرخات عجائز»، محذراً من أن «بعض الألاعيب قد تؤدي الى الموت». في موسكو، لم يستبعد علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن يكون تقرير الوكالة «يستهدف إفشال» مبادرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لتسوية الملف النووي الايراني، من خلال نهج «الخطوة خطوة». لكن صحيفة «ذي ديلي ميل» البريطانية نشرت ان اسرائيل قد تشنّ هجوماً على المنشآت النووية الايرانية، بحلول عيد الميلاد أواخر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بمساندة لوجستية من الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، نفى العالِم الروسي فياشيسلاف دانيلنكو مساعدة طهران في برنامجها النووي، بعدما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنه ساعد الايرانيين خمس سنوات على الأقل، في تطوير سلاح ذري. ونقلت صحيفة «كومرسانت» الروسية عنه قوله: «لست عالم فيزياء نووية، ولا مؤسس البرنامج النووي الايراني». الى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيَين في الاتحاد الأوروبي ان الدول ال27 في الاتحاد بدأت محادثات مبدئية لفرض عقوبات جديدة على ايران، قد تُقرّ في صيغة نهائية بحلول اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسيل في الأول من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وفي باريس، أعلن وزير التعاون الفرنسي هنري دو رينكور ان بلاده «تترك الباب مفتوحاً أمام الحوار» مع إيران. وأضاف: «لكن في الوقت ذاته، ليس لدينا خيار آخر سوى طلب ممارسة ضغط ديبلوماسي متزايد، من خلال تعزيز العقوبات التي أثبتت فاعليتها في دول أخرى». لكن لافروف جدد رفضه سعي الولاياتالمتحدة الى تسوية نزاعات، عبر فرض عقوبات. وقال: «العقوبات ليست طريقاً صحيحاً، بل يجب تسوية النزاعات والخلافات والأزمات عبر إشراك جميع الأطراف». وشدد ناطق باسم الخارجية الصينية على أن «العقوبات لا يمكن ان تسوّي في شكل جوهري» الملف النووي الايراني. وفي نيويورك حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على إيجاد حل ديبلوماسي للمواجهة النووية مع طهران. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأممالمتحدة للصحافيين «كرر بان دعوته بضرورة التزام إيران قرارات مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية كافة». وحذر ديبلوماسي غربي رفيع من «جدية التهديدات الإسرائيلية لإيران» وقال أن الغرب يأخذ «التهديدات الإيرانية المقابلة بالرد على أي عمل عسكري بجدية أيضاً». وقال إن موقف روسيا والصين يعارض مناقشة عقوبات إضافية على إيران في مجلس الأمن «على رغم أن روسيا لم تقل إن تقرير الوكالة الدولية خاطىء أو معلوماته غير صحيحة، بل اعتبرت أنه لم يحمل جديداً». وتنتظر الدول الغربية رد إيران الرسمي على تقرير الوكالة الدولية للطاقة قبل تحديد الخطوة الديبلوماسية المقبلة في مجلس الأمن أو خارجه.