قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أمس في كلمة أمام ضباط من الجيش، إن إيران “ستردُّ بكل قوتها” على أي عدوان أو مجرد تهديد عسكري من الولاياتالمتحدة أو إسرائيل. وهدَّد مسؤولون إسرائيليون في الأيام الأخيرة بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، فيما تحدثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن هواجس كبيرة يثيرها بُعد عسكري محتمل في البرنامج النووي الإيراني. وقال خامنئي كما جاء على موقعه الرسمي :”على الأعداء وخصوصاً الولاياتالمتحدة وخدامها، والنظام الصهيوني أن يعلموا أن الأمة الإيرانية لا تريد التعدي على أي بلد، لكنها سترد بكل قوتها على أي عدوان عسكري وحتى على أي تهديد بحيث يدمر المعتدون من الداخل”، وأضاف :”على كل من يفكر في شن عدوان على جمهورية إيران الإسلامية أن يستعد لتلقي صفعات قوية واللكمات الفولاذية من الجيش وحرس الثورة والباسيج”. وأكد خامنئي أيضاً أن “الشعب الإيراني ليس شعباً خاملاً يقف متفرجاً على تهديد القوات المادية العظمى التي ينخرها الدود من داخلها”. من جانبه قال رئيس البرلمان علي لاريجاني أمس محذراً الغربيين :”إن القوى المتغطرسة يجب أن تعلم أن بعض الألاعيب قد تؤدي إلى الموت”.
الغرب يتهم وإيران تنفي وتتهم الدول الغربيةإيران منذ سنوات بالسعي إلى حيازة السلاح النووي، لكن طهران تنفي دوماً تلك الاتهامات بشدة. وترد إيران المهددة بانتظام من إسرائيل بالإغارة على منشآتها النووية، مؤكدة عزمها على ضرب الدولة العبرية وكذلك القوات الأمريكية في المنطقة. وحذَّر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الأحد الماضي من أن “احتمال شن هجوم عسكري على إيران أكثر احتمالاً من الخيار الدبلوماسي”، وذلك بعد أن تحدثت الصحف الإسرائيلية عن نقاش يدور حول هذه المسالة داخل الحكومة الإسرائيلية، غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أعلن أن إسرائيل “لم تقرر بعد شن عملية على إيران”.
جزايري يتوعد إسرائيل وتوعد مساعد قائد أركان القوات الإيرانية الجنرال مسعود جزايري أول أمس بتدمير إسرائيل في حال هاجمت منشآت إيران النووية، مؤكداً أن الرد الإيراني لن “يقتصر على الشرق الأوسط”. وصرح الجنرال جزايري أن “محطة ديمونا النووية الإسرائيلية هي أسهل موقع قد نستهدفه وما زال لدينا المزيد من القدرات، وإذا حصل أدنى تحرك إسرائيلي ضد إيران فإننا سنشهد تدميره”. وردت الدول الغربية مطالبة بتشديد العقوبات على طهران لا سيما لتفادي هجوم عسكري تحدثت عنه إسرائيل بينما رفض كل من روسيا والصين فرض عقوبات جديدة على إيران.
كل الخيارات محتملة أعلنت واشنطن أمس أنها تدرس طرقاً لممارسة ضغوط إضافية على إيران بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتهم طهران بأنها تسعى إلى امتلاك السلاح الذري. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية “أنها ادعاءات واتهامات خطيرة جداً وعلى إيران أن تتحاور بشفافية ومصداقية مع وكالة الطاقة لتبديد هذه المخاوف”. وقال تونر إن إدارة الرئيس باراك أوباما “ستتشاور مع حلفائها وشركائها وستدرس سبل ممارسة ضغوط إضافية على إيران”، وأضاف “ندرس جملة من الخيارات” ضد الجمهورية الإسلامية، وقال “لا أريد أن أستبعد أو أضيف أي خيار”. وتخضع إيران إلى أربع مجموعات من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي بسبب برنامجها النووي، حيث فرضت آخر مجموعة في يونيو 2010 في قرار شدد من حظر الأسلحة، ومنع إيران من ممارسة نشاطات حساسة مثل استخراج اليورانيوم. وفي الشهر التالي أقر أوباما قانوناً يفرض أقسى عقوبات أمريكية ضد إيران تهدف إلى منع استيرادها منتجات النفط مثل البنزين ، ووقود الطائرات ويحد من استخدامها للنظام المصرفي العالمي.
انقسام في 5+1 إلا أن إصدار التقرير الذي يدين إيران تسبب في انقسام مجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا (مجموعة الخمسة واحد). فقد انضمت فرنسا وبريطانيا إلى الولاياتالمتحدة في الدعوة إلى فرض عقوبات أشد على إيران، بينما استبعدت روسيا دعم فرض أية عقوبات جديدة وأجرت مشاورات عاجلة مع حليفتها. إلا أن تونر أكد أن مجموعة الخمسة زائد واحد “لا تزال متماسكة تماماً” مشيراً إلى أن واشنطن تجري مشاورات مع أعضاء آخرين في المجموعة. وأضاف “نحن جميعاً على نفس الرأي في قلقنا بشأن برنامج إيران النووي ،وفي هدفنا المشترك بوجوب أن تهدىء إيران مخاوف المجتمع الدولي بشأنه”. وفي وقت سابق واصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تحديه وقال :إن بلاده “لن تحيد قيد أنملة” عن برنامجها النووي الذي أكد أنه سلمي ويهدف إلى إنتاج الكهرباء للاستخدام المدني. إيران