طهران، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – وصف رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني «تهديدات الأعداء» بشنّ هجوم على المنشآت النووية لبلاده، بأنها «صرخات عجائز»، محذراً من أن «بعض الألاعيب قد تؤدي إلى الموت»، فيما نفى العالِم الروسي فياشيسلاف دانيلنكو مساعدة طهران في برنامجها النووي. وقال لاريجاني: «على قوى الغطرسة أن تعلم، أن بعض الألاعيب قد تؤدي إلى الموت». وأضاف: «لن نستغرب التهديدات الغاشمة الأخيرة للعدو الصهيوني، إذ سمعنا سابقاً تهديدات أكثر سوءاً مما نسمع الآن. والتهديدات ليست سوى صرخات عجائز، علينا ألا نهتم بها. الغرب لا يجرؤ على التطاول على إيران». في موسكو، اعتبر علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي تحدث عن عسكرة البرنامج النووي الإيراني، «مسيّس ولا يطابق معايير الوكالة»، مؤكداً أن الوثائق التي استند إليها «لُفقت في أميركا». وتطرّق إلى تهديد إسرائيل بشنّ هجوم على إيران، معتبراً أن «التهديد الإسرائيلي غير واقعي، وسيؤثر في وجود» الدولة العبرية. أما النائب الإيرانية زهرة إلهيان، وهي عضو في لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان، فقالت إن «الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والبريطانية أقامت قواعد تجسس على حدود خمس دول مجاورة» لإيران، هي العراق وأفغانستان وباكستان وتركمانستان وأذربيجان، معتبرة أنها مخصصة ل «توجيه تنظيمات إرهابية وتنفيذ عمليات تخريب وتجسس ضد إيران ومواطنيها». العالِم الروسي في غضون ذلك، نفى العالِم الروسي فياشيسلاف دانيلنكو مساعدة طهران في برنامجها النووي، بعدما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنه ساعد الإيرانيين خمس سنوات على الأقل، في تطوير سلاح ذري. وأفاد تقرير الوكالة الذرية قبل أيام، بأن «خبيراً أجنبياً» ساعد إيران على تطوير «نظام لتفجير مواد ناسفة شديدة الانفجار»، من دون ذكر اسمه. لكن صحيفة «كومرسانت» الروسية نقلت عن دانيلنكو قوله: «لست عالم فيزياء نووية، ولا مؤسس البرنامج النووي الإيراني». وأشارت «كومرسانت» إلى أنها تحدثت إلى دانيلنكو (76 سنة)، وتعقبت مسيرته، موضحة أنه عمل عقوداً في أحد أضخم مراكز بحوث الأسلحة النووية السرية في روسيا، وكان أحد أبرز خبراء تفجير ال «نانو الألماس» في العالم، وهذه عملية لصنع الألماس صغير الحجم من متفجرات تقليدية، وذلك لاستخدامه في مجالات عدة، من زيوت التشحيم إلى الطب. وأوردت «كومرسانت» أن دانيلنكو عمل أيضاً في شركة «أليت» الأوكرانية ل «نانو الألماس»، بين العامين 1992 و1996. ونقلت عن مدير الشركة، فلاديمير بادالكو، أن الولاياتالمتحدة والوكالة الذرية اتصلتا به مرات عدة في السنوات الماضية، لنيل معلومات عن دانيلنكو، كما أن خبراء من الجانبين التقوا العالِم الروسي مرات عدة في السنوات الأخيرة. وأضاف: «أبلغتهم أن صناعة النانو الألماس لا تمت بأي صلة بالأسلحة النووية». وأكد بادالكو أن دانيلنكو عمل في إيران في النصف الثاني من تسعينات القرن العشرين، وكان عمله الأساسي في صناعة ال «نانو الألماس»، لكنه كان أيضاً يلقي محاضرات. وأوردت «كومرسانت» أن دانيلنكو أصدر دراسة عام 2010، بعنوان «المتفجرات: الفيزياء والعلم والتكنولوجيا». إلى ذلك، أبلغ رئيس «المنظمة الروسية للطاقة الذرية» (روساتوم) سيرغي كيريينكو الحكومة في جلسة رأسها فلاديمير بوتين، أن طهران تريد أن تبني موسكو مفاعلات نووية جديدة في إيران، بعد تشغيل محطة «بوشهر». هجوم إسرائيلي؟ إلى ذلك، أوردت صحيفة «ذي ديلي ميل» البريطانية أن إسرائيل قد تشنّ هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، بحلول عيد الميلاد أواخر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بمساندة لوجستية من الولاياتالمتحدة. ونقلت عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية البريطانية قوله: «نتوقع أمراً ما بحلول عيد الميلاد، أو مطلع العام المقبل». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن ديفيد كوهين، مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الاستخبارات والإرهاب، وتوماس نايدس، نائب وزيرة الخارجية الأميركية، سيزوران إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة فرض عقوبات جديدة على إيران. إلى ذلك، أعلن ميت رومني، أحد أبرز مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية، أنه «لن يسمح مطلقاً» لإيران، إذا انتُخب للمنصب، بتطوير سلاح نووي. وكتب مقالاً في صحيفة «وول ستريت جورنال»، مردداً قولاً لاتينياً مأثوراً شهيراً، مضيفاً: «هذه عبارة لاتينية، لكن رجال الدين الإيرانيين لن يجدوا صعوبة في فهم معناها من إدارة رومني: إذا أردت السلام، استعد للحرب». وأشار إلى أنه سيبدأ ولايته الرئاسية بفرض عقوبات جديدة «شديدة الصرامة» على إيران، مضيفاً: «سأساند الديبلوماسية الأميركية بخيار عسكري حقيقي جداً ذي مصداقية»، من خلال الحفاظ على وجود بحري منتظم في البحر المتوسط والخليج وزيادة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. أتى ذلك بعدما اعتبر الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر ما أورده تقرير الوكالة، «ادعاءات واتهامات خطرة جداً»، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما «ستتشاور مع حلفائها وشركائها وستدرس سبل ممارسة ضغوط إضافية على إيران. لا أريد أن استبعد أو أضيف أي خيار». وقال مسؤول أميركي إن أي عقوبات جديدة على طهران، لن تؤثر في شكل إضافي عليها، إذا لم تستهدف قطاع النفط والغاز أو المصرف المركزي الإيراني.