واشنطن – رويترز، ا ف ب - أوردت صحيفة «واشنطن بوست»، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران اجتازت بمساعدة علماء أجانب «الخطوات الحساسة اللازمة» لصنع سلاح نووي. يأتي ذلك عشية تقرير ستنشره الوكالة الذرية عن الملف النووي الايراني، يُرجّح أن يكشف معلومات جديدة تثبت طابعه العسكري. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين غربيين وخبراء نوويين اطلعوا على المعلومات الجديدة التي تلقتها الوكالة، بينهم ديفيد أولبرايت، وهو مسؤول سابق في الوكالة، رئيس «معهد العلوم والأمن الدولي» الذي يتخذ واشنطن مقراً، أن ايران حققت «اختراقاً أساسياً» تمثَّل في «حصولها على معلومات تصميم آلة تُعرف باسم المولد آر265، وهي من الألمنيوم تتضمن كريات من متفجرات شديدة ومربوطة كهربائياً لتنجز تفجيرات في خلال ثوان». وأضاف أولبرايت أن «الانفجارات تضغط على دائرة صغيرة من اليورانيوم المخصب أو البلوتونيوم، لتحفّز تفاعلاً نووياً متسلسلاً»، مشيراً الى أن «صنع آلة مشابهة هو تحد تقني هائل، واحتاجت ايران مساعدة خارجية في تصميمها واختبار أدائها». مساعدة سوفياتية وأشارت الصحيفة الى أن «المساعدة الأساسية في المجالين قدّمها العالِم النووي السوفياتي السابق فياشيسلاف دانيلنكو الذي تعاقد معه مركز ايران للبحوث الفيزيائية منتصف تسعينات القرن العشرين، وهذه منشأة مرتبطة بالبرنامج النووي». واضافت أن «دانيلنكو ساعد الايرانيين طيلة خمس سنوات على الأقل، وأعطى محاضرات وقدم بحوثاً في شأن تطوير وتجربة متفجرات يبدو أن الايرانيين دمجوها بتصميم رأس حربي». واشارت الى أن دور العالِم النووي السوفياتي كان مهماً لدرجة ان مفتشي الوكالة الذرية «خصصوا جهداً مهماً لنيل تعاونه»، لافتة الى أنه «أقرّ بدوره، لكنه قال إنه اعتقد أن عمله يقتصر على مساعدة مشاريع هندسية مدنية». وزادت ان «لا دليل يثبت ان الحكومة الروسية كانت على علم بنشاطات دانيلنكو في ايران». وأفاد التقرير بأن طهران نالت مساعدة خبراء كوريين شماليين في «التصاميم النظرية»، إضافة الى مهندس البرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان الذي وُجد في ايران «تصميمه لآلة تُعرف بصاعق النيوترون»، ما قرّبها من امتلاك قدرة تسلّح نووي. ونسبت «واشنطن بوست» الى مسؤولين غربيين أن «هذه المعلومات تعزّز مخاوف من أن ايران واصلت بحوثاً متصلة بالأسلحة (النووية)، بعد 2003 حيث تعتقد الاستخبارات الأميركية بأن القادة الايرانيين أوقفوا تجارب مشابهة استجابةً لضغوط دولية ومحلية». وأضافت: «يقول مسؤولون استخباراتيون أميركيون إن القادة الإيرانيين لم يقرروا صنع أسلحة نووية، لكنهم ينوون جمع كلّ المكونات والمهارات ليتمكنوا من جمع قنبلة (ذرية) سريعاً، اذا اختاروا ذلك». ونقلت الصحيفة عن أولبرايت قوله: «البرنامج لم يتوقف مطلقاً. بعد 2003، أُتيح المال اللازم لتنفيذ بحوث في مجالات تبدو في شكل أكيد عمل أسلحة نووية، لكنها أُخفيت في مؤسسات مدنية». وأضاف أن الوكالة خلصت إلى أن لدى ايران «معلومات كافية لتصميم وإنتاج آلة تفجير نووي يمكن تشغيلها»، مستخدمة يورانيوم عالي التخصيب.