أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنه «على ثقة بأن مجلس الوزراء سيكون على مستوى المسؤولية حين يُطرح موضوع تمويل المحكمة الدولية عليه»، معتبراً أن «التعاون مع القرارات الدولية، ومنها القرار الرقم 1757 المتعلق بإنشاء المحكمة وتمويلها، هو أحد مرتكزات الاستقرار في لبنان». ونفى ميقاتي الذي يقوم بزيارة رسمية لبريطانيا التقى خلالها مساء رئيس الوزراء ديفيد كامرون، أن يكون تأكيده على التزام تمويل المحكمة الدولية مناورة، وقال للوفد الصحافي اللبناني الذي يرافقه: «إذا كنت أؤكد الثوابت فأين المناورة؟». وأضاف: «للمعارضة الحق في قول ما تريد... لكن في النهاية الحكم للشعب». وإذ دعا ميقاتي الى «أن ننأى بأنفسنا عن الدخول طرفاً في ما يجري حولنا» قاصداً بذلك سورية، فإنه رأى أن «من يطالبنا بموقف آخر يتناسى أن مجتمعنا متعدد ومنقسم الى أطراف عدة». وقال ميقاتي: «متى تمكنا من بتّ موضوع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية وأعطينا إشارة الى المجتمع الدولي، يمكننا المضي بقوة في معالجة سائر الملفات المالية والاجتماعية والتنموية... وليس أسهل من المزايدة وإطلاق الشعارات التي تدغدغ المشاعر وتستجلب العصبية كما يفعل البعض». ويلتقي الحريري اليوم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وقال مصدر في الخارجية البريطانية ان محادثات ميقاتي وكامرون جرت في اجواء صريحة ومفيدة. واضاف ان الجانب البريطاني شدد على اهمية فصل قطاع المصارف اللبناني عن نظيره السوري، خصوصا في ضوء العقوبات على دمشق. وتناولت المحادثات جوانب التعاون الثنائي وبناء الجيش اللبناني. وفي موقف هو الأول من نوعه، قال وزير الشباب والرياضة فيصل عمر كرامي، بعدما كان سابقاً عارض تمويل المحكمة إنه «بغضّ النظر عن موقفه حيال التمويل فإن الحكومة ستتوصل الى توافق معين سينتج صيغة توافقية لدفع الحصة المتوجبة على لبنان. وهذا التوافق لم يتم حتى الآن، لكنه سيحصل». ورأى كرامي أن لبنان «بأشد الحاجة الى محكمة حقيقية لا الى محكمة مسيّسة تستهدف السلم الأهلي وتعرّض لبنان للخطر، لا سيما أن هذه المحكمة شابها الكثير من الشوائب في السنوات الماضية مثل قضية شهود الزور ورشوة القاضي المزورة وعلى المحكمة أن تمر في الأطر القانونية والشرعية أولاً». وكان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قال في دردشة على موقعه على «تويتر» رداً على سؤال مع محاوريه، إنه يعتقد بأن ميقاتي لن يستقيل (وهو الخيار الذي يتردد أنه مطروح في حال لم يتمكن من تمويل المحكمة الدولية). وأضاف الحريري، رداً على سؤال، أن «ما يحصل في سورية بعد المبادرة العربية فضيحة»، وأكد أيضاً أن الرئيس بشار الأسد «لن يتمكن» من حرق لبنان في حال تأكد سقوطه، «وشعبه سيأخذ حريته». واستدعت المواقف التي أعلن عنها الحريري في الدردشات التي يجريها مع مشاركين في الموقع، سجالاً بينه وبين رئيس البرلمان نبيه بري. وقال الحريري رداً على سؤال إنه لن يصوت بعد اليوم لبري رئيساً للمجلس النيابي بعد الانتخابات النيابية المقبلة، «وهذا وعد». وردّ بري عليه بالتعليق على هواية الحريري الغوص (في البحر) قائلاً: «اكتشف اللبنانيون هواية جديدة من هوايات الشيخ (الحريري)، هي هواية السياسة. ليته غاص في الأولى ولم يغص في الثانية». وليلاً ردّ الحريري في دردشة جديدة مع متتبعيه عبر موقع «تويتر»، على بري فقال: «إنه مهضوم. أليس كذلك؟ لن أرد عليه. من الواضح أنه مستاء. سأتركه كذلك». وسئل الحريري، في حال فوز قوى 14 آذار في الانتخابات النيابية المقبلة هل سيشكل حكومة لون واحد مثل الحكومة الحالية قال: «نعم، سأفعل. لكنني سأحاول أن أشكل تحالفاً كبيراً». ودان الرئيس الحريري، «الوحشية التي يتعامل بها النظام السوري» مع مدينة حمص وقال: «كفانا كذباً على أنفسنا، فهذا النظام لن يتغير سلوكه ولن يقوم بأي إصلاح».