سجلت أمس مواقف لسياسيين لبنانيين تعقيباً على تمسك رئيس المجلس النيابي نبيه بري بطرحه تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وقال رئيس الحكومة سعد الحريري رداً على سؤال: «نحن الآن في حكومة وحدة وطنية، ونحاول ان نجمع اللبنانيين على أمور أخرى، وأهم شيء أن هذا الموضوع يلزمه إجماع وهو الأساس. وإذا كانت هناك مواقف لا تحبذ هذا الموضوع، هذا يعني أنه ليس هناك من إجماع عليه. من هذا المنطلق نحن نتعاطى مع ما يجمع اللبنانيين، وأعتقد ان الرئيس بري في هذه الروحية». وكان الحريري التقى أمس، رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية وعرض معه المستجدات السياسية، ولم يدل فرنجية بأي تصريح بعد اللقاء. لكن الحريري قال عن اجواء اللقاء في دردشة مع الصحافيين: « كان ممتازاً، ويأتي في إطار اللقاءات الدائمة والتواصل في ما بيننا.» وعن جديد موضوع التعيينات قال: «خلال اليوميين المقبلين سألتقي الوزير محمد فنيش لبحث الموضوع معه قبل طرحه على مجلس الوزراء». وعن موضوع إجراء الانتخابات البلدية المقبلة، قال: «سيقدم وزير الداخلية شيئاً ما حول هذا الموضوع الأسبوع المقبل». نسيب لحود وشملت المواقف السياسية الى جانب التعليق على الرئيس بري، مسألة التعيينات في الإدارة اللبنانية. وكان الحريري التقى رئيس حركة «التجدد الديموقراطي» الوزير السابق نسيب لحود الذي اكد في تصريح ان «من غير الممكن التعايش بين المحاصصة والكفاءة، وعندما توجد المحاصصة تلغي الكفاءة وتضربها وتضعها في خدمة الزعامات وليس في خدمة الدولة اللبنانية». وعن اقتراح بري، قال لحود: «يهمنا جداً ان يخطو لبنان خطوات باتجاه الدولة المدنية، لكن السؤال يبقى هو هل هذا المجلس النيابي المنتخب في ظل تجاذبات مذهبية وطائفية ضخمة يستطيع ان يخطو هذه الخطوة؟ نحن نتمنى ان تجرى مشاورات ويتأمن جو وفاقي يسمح بذلك». ميقاتي وحرب ودعا الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي «الى الإفادة من الفرصة الإيجابية المتاحة حالياً بفضل التوافق العربي - العربي وأجواء المصالحات والمصارحات في الداخل اللبناني لبت الملفات المطروحة لا سيما منها ملء الشواغر الإدارية لتفعيل عمل الإدارة اللبنانية وإطلاق ورشة النهوض الاقتصادي والاجتماعي المطلوبة». ورأى وزير العمل بطرس حرب ان «الوقت غير ملائم لإلغاء الطائفية السياسية على رغم ان الدستور نص عليه»، لافتاً الى «صعوبة تنفيذه في ظل امتلاك فئة من اللبنانيين السلاح»، ومشيراً الى «تخوف المسيحيين من إلغاء الطائفية لأن تطبيق مسألة العدد لن تكون لمصلحتهم». ورأى رئيس كتلة «نواب زحلة» طوني بو خاطر أن «مطلب بري محق بالنسبة الى تشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية ولكن التوقيت غير مناسب»، لافتاً الى أن «هناك مواضيع أهم وتعني المواطن اكثر وتسبق موضوعاً كهذا شائكاً وحساساً». وشدد بيان صادر عن رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» النائب اسعد حردان ورئيس «تيار الكتلة الشعبية» النائب السابق الياس سكاف بعد لقاء بينهما، «على ضرورة اعتماد الكفاءة والنزاهة معياراً للتعيينات». واعتبرا ان «إذا كان بند إلغاء الطائفية السياسية أولوية، فهو لا يلغي العناوين الإصلاحية الأخرى، باعتبار ان الإصلاح الشامل هو ضرورة وطنية». ورأى حزب «الكتلة الوطنية» برئاسة العميد كارلوس إده انه «بعد دعوة بري الى تشكيل الهيئة الوطنية اصبح لزاماً على كل مسؤول لبناني وطني العمل على دعم إنشاء «الهيئة الوطنية العليا لنزع سلاح المليشيات»، معتبراً «ان كل حديث عن تطوير في ظل وجود هذا السلاح انما هو حديث عن تطويع»، جدال وفقدان النصاب في البرلمان الى ذلك، حال فقدان النصاب القانوني لجلسة اللجان النيابية المشتركة التي اجتمعت أمس برئاسة نائب رئيس الملجس فريد مكاري، من دون استكمال درس جدول أعمال فأقرت 3 مشاريع قوانين فقط. وتسبب ذلك بجدال حاد حول المشروع المتعلق بتمويل برنامج إعادة اعمار لبنان والجنوب، بعد مداخلة لنائب «حزب الله» نواف الموسوي هاجم فيها ممثلي مجلس الانماء والاعمار فرد عليه نواب منهم سيرج طور سركيسيان وعاطف مجدلاني وعلاء الدين ترو. وطالب سركيسيان ب «احترام رئاسة الجلسة التي يعود لها دعوة من تريد واعطاء الصفة لمن تريد».