أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها تبلغت من رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي استمرار الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرارات الدولية. وأفاد المكتب الإعلامي لميقاتي أن كلينتون شددت على «التزام الولاياتالمتحدة مساعدة لبنان لتحقيق مستقبل أفضل له»، مؤكدة «ضرورة الاستمرار في احترام لبنان التزاماته الدولية بما يؤمن استقراره ووحدته». وكان ميقاتي استقبل قبل ظهر أمس بتوقيت نيويورك الوزيرة كلينتون في مكتب رئيس مجلس الأمن الدولي في الأممالمتحدة، بصفة لبنان رئيساً للمجلس لهذا الشهر. وشارك في اللقاء وزير الخارجية عدنان منصور، سفير لبنان في الولاياتالمتحدة الأميركية أنطوان شديد، وممثل لبنان في الأممالمتحدة السفير نواف سلام. كما حضر عن الجانب الأميركي مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر وعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. وقال مسؤول أميركي ل»الحياة» في واشنطن أن كلينتون «سرت للاجتماع المثمر» مع ميقاتي، واستغلت الفرصة «لتذكير لبنان بالتزاماته الدولية في ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وبالاستقرار في الجنوب»، مضيفا ان المحادثات تناولت ايضا الوضع في سورية. وأوضح المكتب الإعلامي لميقاتي أنه أكد خلال اللقاء «أن أولويات الحكومة اللبنانية هي العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وإبعاد لبنان عن تأثيرات الأوضاع الخارجية عليه». وجدد احترام لبنان التزاماته لأنه لا يمكن أن نكون انتقائيين في احترام القرارات الدولية». كما «جدد مطالبة الولاياتالمتحدة بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ الى المهمات المطلوبة منه بخاصة في ما يتعلق بالقرار الدولي 1701». ودعا الى العودة الى مبادرة السلام العربية من اجل الحل في المنطقة. وقالت كلينتون إن بلادها «ملتزمة مساعدة لبنان وتريد رؤية هذا البلد يفي بالتزاماته الدولية». وشددت على «أن الأولويات التي طرحها الرئيس ميقاتي لعمل حكومته هي أولويات صحيحة وتقع من مصلحة لبنان العليا». واعتبرت أن «موقف الحكومة اللبنانية الأخير في مجلس الأمن هو موقف ذكي ونتفهمه لجهة تحييد نفسه عن التطورات الحاصلة». وقالت: «نحن نتفهم ونعي ضرورة الاستمرار في دعم الجيش اللبناني، ولكن في موازاة ذلك لا يمكن لأية أطراف مسلحة أن تقوم بدور الدولة أو الحكومة. وفي كل الأحوال فإن موقف الحكومة اللبنانية في المطالبة بدعم الجيش اللبناني هو موقف صائب، ونحن نود الاستمرار في دعم الجيش على رغم بعض التحديات الأميركية الداخلية التي تواجهنا». بعد اللقاء قالت كلينتون رداً على سؤال: «كانت المحادثات مع رئيس الحكومة اللبنانية ممتازة في شأن العديد من الالتزامات الدولية المتوجبة على لبنان، وأكد لي رئيس الحكومة استمرار لبنان في تنفيذ القرارات الدولية». وقال فيلتمان، في دردشة مع الصحافيين، إن الوزيرة كلينتون «تتفهم دقة الوضع الحرج للبنان وأن الولاياتالمتحدة تدعم وحدة لبنان واستقراره وسيادته». وأضاف ان الوزيرة «لفتت نظر الحكومة اللبنانية الى ضرورة أن يكون لبنان حذراً لجهة تعاطيه مع الوضع في سورية، وأن لبنان لا يجب أن يكون على الحياد أو جانباً حيال فرض عقوبات على الأعمال العنفية التي يمارسها النظام السوري». كما استقبل ميقاتي وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، في حضور الوزير منصور والسفيرين شديد وسلام. وشدد لافروف، خلال اللقاء، على «استقرار لبنان وضرورة تحييده عن تداعيات الأوضاع في المنطقة. وأكد استمرار دعم الجيش اللبناني، وطلب من رئيس الحكومة تزويد روسيا بالتفاصيل العائدة للجيش اللبناني». واستقبل ميقاتي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي عرض له نتائج زيارته وسورية ومبادرة الجامعة العربية بهذا الصدد. على صعيد آخر، أنهى البطريرك الماروني بشارة الراعي جولته في الجنوب اللبناني أمس بلقاء ثلاثي جمعه مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري في منزل الأخير في بلدة المصيلح، حيث أقام غداء تكريمياً للبطريرك في حضور فعاليات جنوبية ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ونواب ووزراء حركة «أمل» و «حزب الله»