أكد عددٌ من الحجاج السوريين ل «الحياة» أن حج هذا العام يأتي في وقت لا تزال فيه دماء إخوانهم تراق تحت ماكينة القتل والتدمير. وأوضحوا أن نظام الأسد لجأ إلى طريقة وصفوها ب «القذرة» تجاه توزيع أعداد الحجاج بين أرجاء سورية بتمييز وتفرقة على أساس الولاء لحزب البعث من عدمه. وأفادوا بأن الموالاة للنظام السوري حلت هذا العام بمثابة «تأشيرة» لدخول المشاعر المقدسة لتأدية «الركن الخامس» في سابقة هي الأولى (وفق رأيهم) في التاريخ الذي يكون الولاء فيه بوابة الحج الكبرى. وفي جولة ل «الحياة» على مخيمات حجاج سورية، أكدوا أن نظام بشار الأسد منحهم أحقية تأدية فريضة الحج فقط لكونهم من المناطق السورية التي لم تعمها أحداث المعارضة للنظام السوري. ويرى الحجاج أن النظام لا يزال يسعى لإقناع السوريين في الداخل وقبلهم الرأي العربي والدولي أن الأمور لا تزال تحت السيطرة، وأن ما يجري هو مطاردة للمخربين أو «الإرهابيين» وفقاً لرواية النظام ليس إلا. وحاولت «الحياة» في جولتها على مخيمات سورية في المشاعر المقدسة، العثور على حجاج من درعا (منبع الثورة السورية)، فكان جواب أحد الحجاج السوريين: «أهالي درعا في مجزرة، لن تجد أحداً منهم بيننا». وثمّن الحجاج السوريون موقف العاهل السعودي مما يجري في الداخل السوري، واصفين إياه بالموقف «الرجولي والشجاع». من ناحيته، أوضح وكيل وزارة الحج لشؤون الحج حاتم قاضي ل «الحياة»، أنه لا يحق لوزارة الحج التدخل في كيفية توزيع أي دولة من الدول «الكوتا» المخصصة لها والمتفق عليها مع السعودية من أعداد الحجاج أو المعتمرين، وإنما تقع مسؤولية هذا الأمر على الجهات المنظمة في كل دولة على حدة. وحول موقف وزارة الحج من النظام السوري عبر زجه الحج في المعترك السياسي والداخلي للأزمة من طريق اختيار الصامتين وحرمان البقية، قال: «يجب على جميع دول العالم أن تعي أن الحج ليس قابلاً لأن يكون مسيَّساً أو داخلاً ضمن أجندات داخلية سياسية، وأن الحج فريضة على جميع المسلمين من دون أي اعتبارات أخرى».