أكد صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا ل«عكاظ» أن الجهات الأمنية قادرة على التصدي لكل من يحاول العبث بأمن الحجاج، مشددا على أن المملكة ترحب بجميع الحجاج وأن مشاريع التوسعة التي تجرى في المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة هي لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج. وأعرب سموه في المؤتمر الصحفي السنوي للحج أمس، عن أمله في أن تلتزم الدول الإسلامية بما التزمت به المملكة وهو الحج بعد كل خمس سنوات لإفساح المجال أمام أعداد اكبر من الحجاج، داعيا الحجاج الذين سبق لهم أن أدوا فريضة الحج إلى أن يتيحوا الفرصة لغيرهم، مبينا سموه أن أنظمة الحج تلزم الحجاج السعوديين بألا يكرروا حجهم إلا بعد خمس سنوات، والحصول على تصريح للحج. وبين سموه أن المشروعات الكبيرة التي تشهدها مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ستستوعب الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج في المستقبل، متطلعا إلى أن تتاح الفرصة لجميع المسلمين لأداء فريضة الحج في ظل الأنظمة التي طبقتها المملكة لتنظيم عملية الحج. وأوضح سموه في كلمة استهل بها المؤتمر الصحفي بعد وقوفه على استعدادات القوات المشاركة في أعمال الحج أن المملكة تبذل جهودها كافة من أجل خدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام. وقال سموه «لقد شاهدت اليوم استعدادات القوات المشاركة، وهناك مساندة من القوات المسلحة والحرس الوطني، والجميع يعمل بجد واجتهاد حتى يكون الحج كما سبقه في الأعوام السابقة ناجحا وميسرا للجميع». وحمد سموه الله أن هيأ لهذه البلاد قيادة راشدة تهتم بشؤون المسلمين في كل البلدان، ومن أهمها تسهيل الحج والعمرة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وأن هذا مستمر طوال العام، والواقع يشهد على ذلك، وقال «من رأى الحج في السابق وكيف أصبح في الحاضر يجد فارقا كبيرا وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله». ولفت سموه الانتباه إلى أن جميع الوزارات والجهات المعنية بالحج والعمرة وكذلك لجنة الحج العليا ولجنتي الحج المركزية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة تقوم بما هو مطلوب منها كل على حسب مسؤوليته، ومن ذلك إعداد الخطط والدراسات وتلافي الأخطاء التي قد تحدث. وقال سموه «واجب المملكة خدمة الحجاج والمعتمرين ونحمد الله على ذلك، ونعتز ونفتخر بذلك، والقيادة الرشيدة تحثنا دائما على خدمة ضيوف الرحمن». وحث سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الحجاج على الالتزام بالأنظمة والقوانين والمشاركة في تنظيم الحج، داعيا في الوقت نفسه المواطنين إلى خدمة الحجاج في أي مرفق من المرافق والاعتناء بهم كل على حسب عمله. التعزيزات الأمنية وحول التعزيزات الأمنية في المشاعر المقدسة نظرا لما تشهده المنطقة من أحداث قال سمو وزير الداخلية «الذي أتوقع من الحج والحجيج ألا يتأثروا بما هو حاصل من جهات أخرى، لأنهم قادمون لطاعة الله سبحانه وتعالى ليؤدوا فريضتهم، وبالتالي لا أعتقد أن هناك مردودا على أمن الحج بالنسبة لما يقع للأسف في أماكن أخرى سواء في سوريا أو غيرها». ونفى سموه علمه بشأن عدم حج الوفد السوري الرسمي هذا العام، وقال «ربما معالي وزير الحج لديه علم بذلك ولكن الشيء المؤكد أن المملكة لم تمنع لا وفدا سوري ولا حجاجا سوريين ولا أي حاج مسلم يريد أن يأتي ليؤدي فريضة الحج خاصة الجهات الرسمية إلا من تأخر وفاته الوقت فيؤجله لوقت آخر إن شاء الله». الحجاج الإيرانيون وأكد سموه في إجابته على سؤال حول الحجاج الإيرانيين أن الجانب الإيراني أكد للمملكة حرصهم على راحة الحجيج وأدائهم للحج مثلما تحرص المملكة أو أكثر، معربا عن اعتقاده أن الأمور ستكون طيبة من ناحية الحجاج الإيرانيين. ونفى سموه وجود تعزيزات أمنية إضافية حول الحجاج الإيرانيين، وقال «دائما تحدث تعزيزات للأمن لتسهيل التنقل والمرور والخدمات، ونحن ننظر للحجيج كلهم سواسية ولا نعتقد أن يكون من أي فئة معينة أو من أي وفد بلد إسلامي أي تأثير على الحج لغايات سياسية أو خلافات». وفي إيضاح لسموه حول القبض على متسللين إيرانيين للمملكة على الساحل الشرقي، قال سموه: ما زالت التحقيقات النهائية لم تنته ولكن الذي بلغنا حتى الآن أنهم قادمون لطلب المعيشة، وكان قدومهم حسب ما ذكروا أنهم كانوا متجهين للكويت، ولكن صادف أنهم في الحدود السعودية وأنزلهم صاحب القارب على الشاطئ السعودي، وبطبيعة الحال حرس الحدود فطنون فأوقفوهم وجرى التحقيق معهم ولوحق القارب الذي حاول أن يهرب في البحر وتم القبض على السائق أو المسؤول عنه، والجميع تحت التحقيق الآن ولكن لم يظهر لنا أن لهم نوايا سيئة. وأضاف سمو وزير الداخلية «الحجاج قادمون لأداء نسهكم، والمسلم لا يمكن أن يؤذي الآخرين خاصة في هذه الشعيرة الجليلة»، مؤكدا جاهزية رجال الأمن لمتابعة شؤون الحجاج. خدمة الحجاج وحول إمكانية استقبال مجموعات شبابية من مختلف الدول الإسلامية للمشاركة في خدمة الحجاج قال الأمير أحمد بن عبدالعزيز «المملكة ترحب بأي مجموعات شبابية وهناك الكشافة والجوالة ومن الممكن أن تقوم وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي بدعوة أعداد من شباب الدول الإسلامية للمشاركة في خدمة الحجاج». منع النيجيريات وحول منع عدد من الحاجات النيجيريات من دخول المملكة بين وزير الداخلية أن «الحجاج النيجيريين كانوا من أكثر أعداد الحجاج وصولا للمملكة ولكن الأحداث التي شهدتها نيجيريا أثرت على أعدادهم، ونرجو أن تكون نيجيريا في أحسن حال، والحاجات اللاتي تمت إعادتهن كان لعدم وجود محرم وأعمارهن دون 35 عاماً، وما يتردد عن وفاة حاجات نيجيريات بسبب المنع ليس بصحيح لأن الوفيات ليست بسبب الاحتجاز، فهناك أماكن مهيأة في المطار»، مشيرا إلى أنه طلب من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية تشكيل لجنة لإجراء تحقيق دقيق وإذا ثبت وجود تقصير فسوف يحاسب المقصر. التسلل للمشاعر وعن التسلل للمشاعر شدد وزير الداخلية على أهمية الالتزام بالتنظيمات، ومن الصعوبة تسوير المشاعر بسور والحجاج غير النظاميين يضطرون للافتراش، وهم مخطئون، ومخالفون في طاعة ولي الأمر، فطالما هناك تنظيم فيجب الالتزام به طاعة لولي الأمر، مؤكدا استحالة قيام إمارات المناطق بمنع كل من يرغب الخروج منها للديار المقدسة ولكن من الممكن تهيئة مواقع يجمع فيها من يريدون الحج ليكون حجهم ميسرا ومنظما. التصدي لأصحاب السوء وبين الأمير أحمد بن عبدالعزيز أن هم المملكة أن يكون الأمن والطمأنينة في كل مكان ويشعر كل من هو موجود على ارض المملكة العربية السعودية أنه آمن على نفسه وماله، مبينا أن أعمال وزارة الداخلية مكشوفة وهي مستعدة للتصدى لأصحاب السوء والحد من شرورهم، فالوقاية خير من العلاج ومن يخطئ يعاقب وفق ما يستحقه من تقصير. أسعار الحملات وانتقد وزير الداخلية المبالغة في أسعار حملات حجاج الداخل مؤكدا أن هناك بعض الحملات تقدم خدمات 5 نجوم وهذا غير لائق، فالجميع خلقهم الله متساوين أمام الله، مشددا على أهمية الحد من المبالغة في الأسعار والخدمات، مطالبا وزارة الحج بإعادة النظر في هذا الأمر، مبينا أن تخلف الحجاج والمعتمرين أصبح قليلا جدا بفضل الإجراءات المتبعة حاليا. التعامل المثالي وكشف سمو وزير الداخلية عن وجود تهيئة لرجال الأمن لأنهم رسل رحمة ويتم تدريبهم على التعامل المثالي مع جميع الناس بما في ذلك الحجاج والمعتمرون ومن يتعد على حقوق الآخرين فلن يسمح له، ورجال الأمن يسعون لحفظ الأمن والعمل على راحة الجميع. القضية السورية وحول ما ذكره الأخضر الإبراهيمي المندوب الأممي في القضية السورية من أن خطر القضية السورية لن يقتصر على سوريا بل سيتعداها إلى دول أخرى، بين سموه أن هذا كلام مبالغ فيه، ففي كثير من الدول ذهب الشر وبقي الخير، ونأمل أن تطفأ نار الفتنة في كل بلد عربي وإسلامي. البناء على السفوح وحول البناء على سفوح الجبال في منى وتوعية الحجاج قبل قدومهم من قبل ممثليات المملكة أوضح الأمير أحمد بن عبدالعزيز أن البناء على سفوح الجبال يحتاج إلى دراسات يجريها الآن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، وهناك العديد من الأفكار وقد يكون هناك بناء في مشعر منى مع البقاء على الخيام، ولكن الأمر مرهون بنتائج الدراسات، وأما التوعية فهي تبحث مع بعثات الحج من قبل وزارة الحج ونتطلع لتعاون الدول الإسلامية معنا في هذا المجال، وأما ممثليات المملكة فهي لا تستطيع القيام بهذا الأمر. تسييس الحج وأكد سمو وزير الداخلية رفضه فكرة تسييس الحج، وقال «الحجاج أنفسهم يرفضون ذلك، ولكن في بعض المخيمات يكون هناك علماء أو مرشدون يجيبون على أسئلة الحجاج وهذا أمر مسموح، وكل من يحاول إخراج شعيرة الحج عن مقصدها سنضطر لإبعاده، وجميع الحجاج ملتزمون بالتعليمات».