وجّه رئيس تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية الدكتور محمد الهاشمي عرضاً للانتماء والمصالحة – عبر قناة دليل – مع حزب النهضة المنتصر في الانتخابات التونسية، خلال برنامج «البيان التالي» الذي استضاف رئيس «النهضة» الدكتور راشد الغنوشي الذي تلقى عرض الهاشمي على مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين في العالم العربي. وقال الهاشمي: «أمد يدي وأرحب وأريد أن أساعد حزب النهضة، ونحن مستعدون لأن ندعم أي توجه إسلامي لدى حزب النهضة قلباً وقالباً، على رغم أننا مختلفون معهم، لكننا نقف معاً في النقاط التي يمكن من خلالها دعم التوجه الإسلامي في تونس»، مشيراً إلى أن الذكريات الطيبة جمعته بالغنوشي، وأن تيار «العريضة» سيقوم بدعم أي جهة تخدم الإسلام والحرية والعدالة، خصوصاً بعدما أحرزت «العريضة» التي يرأسها الهاشمي تقدماً كان مفاجئاً لأغلب المتابعين للحراك السياسي في تونس. لكن الغنوشي لم يفقد بروده المعتاد، وردّ ردّاً عاماً ومقتضباً حين قال: «نحن نرحب بجميع التيارات الشعبية النظامية، ولا نفرق بينها»، لامزاً الهاشمي بإشارته إلى أن «النهضة» لا يتعاون إلا مع الشخصيات السليمة قانونياً. من جانبه، ركز الدكتور محمد حامد الأحمري في مداخلته عبر البرنامج على موضوع الديموقراطية، وهنأ «النهضة» على انتصاره، وقال: «ما فعلته «النهضة» هو تعزيز لما كنت أنادي به من أن الديموقراطية ستسود البلدان العربية وتعمّ أفكاره أفكار الجماعات الإسلامية». وفي الحلقة الاستثنائية من برنامج «البيان التالي»، التي تم تسجيلها أول من أمس، وبُثّت ظهر أمس، بسبب انشغال ضيوفها بأداء مناسك الحج، أشاد كل من الدكتور سعد البريك وسلمان العودة في مداخلتهما ب»النهضة»، بالخطوات التي يقوم بها الحزب في رسائل الاطمئنان التي بعثها للغرب والمجتمع والنخب العلمانية، وأنه لن يدخل في مواجهة، وهي خطوات من صميم الإسلام التي يجب تفهمها، في بلد عاش قرناً من الزمان تحت حكم العلمانية المستبدة، ولا نتوقع في يوم وليلة أن تقلب النهضة هذا الأمر. وشدد العودة على أنه يجب دعم الأحزاب الديموقراطية وتفعيل الديموقراطية التعددية في الدول الإسلامية، لأنها مطلب أساسي. من جهته، هاجم أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي راشد الغنوشي واصفاً حزبه ب«العلماني»، مشيراً إلى أنه «حزب علماني بوجه إسلامي، وأن موضوع الحرية مردود، لأن فرض الشريعة يؤدي إلى الحرية، وليس العكس»، مطالباً الغنوشي بعدم اعتبار ما يفعلونه في الحزب هو الإسلام، وأن ما يفعلونه ربما يدخل في باب الضرورات أو الاستثناء، لكنها تبقى ضرورات وليست من صميم الإسلام. وأضاف السعيدي: «نحن لا نعترض على الوسيلة لأنكم مضطرون، لكن أن تنسب العلمانية إلى الإسلام الخالص فهذا خطأ، فحزب العدالة في تركيا حزب علماني على رغم أن له صبغة إسلامية، لكنه لا يقول إن هذا هو الإسلام، ويعتبرونها فترة مرحلية حتى يحققوا ما يستطيعوا من مكاسب». وعقب الغنوشي على مداخلة السعيدي قائلاً: «ما نفعله هو الإسلام، لأن الضرورات من الإسلام، وتعاملنا دين وبناء على الدين، وكل ما نقوم به دين داخل في الإسلام». وحين سأله مقدم البرنامج عبدالعزيز قاسم عن قضايا منع الخمور وعدم نية حزب النهضة منع الخمور، أجاب بأن الحزب «مهتم بقضايا الحرية، وإذا رسخنا الحرية فستقود المجتمع إلى الدين، أما إذا فرضنا هذه الأمور فرضاً فسننشئ جيلاً من المنافقين، ونحن لا نريد هذا». وتطرق الغنوشي إلى أن أبرز الأهداف القائمة حالياً في تونس هي حماية الموارد المالية من الفساد والحرية الدينية، لأنها مطلب، لأن الإسلاميين قبل غيرهم كانوا محاربين في حريتهم الدينية وشعائرهم، «لذلك نعد إنجازاً أننا استطعنا أن نظهر شعائر الدين ونقوم بحريتنا الدينية».