اعتبر د.سعد البريك خلال تداخله مع برنامج “البيان التالي” الذي بثته فضائية دليل الإسلامية ظهر أمس الجمعة، وفي حواره مع الزميل الدكتور عبدالعزيز قاسم مقدم البرنامج أن التطمينات التي ساقها حزب النهضة للدول الأوربية والنخب العلمانية كانت موفقة، والهدف منها طمأنة جميع الأطراف على احترام الحريات، وامتدح حصول الحزب على الأغلبية من خلال المعترك السياسي، ودافع أثناء حواره مع الاعلامي عبدالعزيز قاسم في حلقة يوم أمس والتي كان ضيفها راشد الغنوشي عن الحزب قائلا: أن مشروعه لن يكون خلافة راشدة ولكن يحسب له مجاهدته وسط المنافسة الشديدة في المعترك السياسي، وحول سؤال عن توقعه بمدى ترحيب الدول العربية بنجاح النهضة، قال لن يكونوا سواء، لكن المهم هو مشروع الحزب وثقة الشعب به، وأضاف أن حزب النهضة لا يغيب عنه ضرورة فتح صفحة جديدة مع كل التيارات والثورة تجب ما قبلها، ولا مناص من التعامل مع الواقع الموجود، والسياسة تحتاج إلى البرجماتية الذكية، وحذر التونسيين من الخطر الأيديولوجي الصفوي لتونس وشعبها، ونبه إلى ضرورة الحفاظ على التراث الفقهي للمذهب المالكي وعدم استبداله بولاية الفقيه، ودعا إلى مساندة مشروع النهضة باعتباره مشروع إسلامي . وحول وصفه لحزب النهضة بأنه حزب علماني أعرب د. محمد السعيدى عن تفهمه لدوافع الحزب في ضوء الخيارات المتاحة أمامه، وأثنى على خوض الحزب لتجربة الانتخابات وعدم ترك الساحة لليبراليين والعلمانيين، وقال أنه يوافق على مشاركة حزب النهضة مع غيره من التيارات الموجودة في حكومة غير إسلامية التوجه كحل مرحلي، لكنه يرفض أن تنسب الأفكار العلمانية التي يمثلها حزب النهضة إلى الإسلام، وقال أتفهم أن الحرية والتعددية قضايا مرحلية، وأرفض التحدث عنها من منطلق تأسيسي وأدعو الغنوشي إلى الإعلان عن أن حزب النهضة لا يمثل الإسلام، وأن الحل الإسلامي الذي يفهمه، تكون فيه الشريعة الإسلامية حاكمة على القوانين والدساتير . فيما أعرب الداعية البارز الشيخ سلمان العودة عن تنبؤه بأن ينجح حزب النهضة في تقديم نموذج إسلامي جديد ومختلف، عن النموذج الذي قدمه حزب العدالة والتنمية التركي، قال بأن فوز الحزب يعد مؤشر على تغيرات ضخمة سيشهدها العالم الإسلامي، معرباً عن اعتقاده بأن الحزب لديه إستراتيجية واضحة يركز فيها على الحرية والعدالة والتنوع والتعددية، وامتدح انطلاق الحزب من الواقع المعيشي للتونسيين، وقال أن تجربته تقوم على الاجتهاد، والحزب لم يعلن أنها تمثل الإسلام ولكنه أكد أنه يسعى إلى أن يصبح شريكاً بدلا من الاستئثار بالسلطة، وعن سؤال حول مدى توقعه بنجاح تجربة النهضة، أوضح أن الحزب مؤهل لاستلهام الإسلام في تجربة جديدة، بفضل ما يتمتع به من مرونة وإدراك لعمق التغيرات التي تموج بها الساحة العربية . من ناحيته أكد ضيف البرنامج ومؤسس حزب النهضة التونسي الشيخ راشد الغنوشي تمسك حزبه بمبادئ الإسلام قائلا:نحن مسلمون وليس هناك ما يحمل حزب النهضة على التراجع عن مبادئ الدين العظيم، مضيفاً أن الحزب أعلن منذ عام 1981 م أن مهمته هي تجديد الإسلام، وأكد من خلال برنامجه أن مرجعية الحركة هي الإسلام، وحول سؤال عن عدم اعتزام الحزب القضاء على بعض المظاهر المنافية لتعاليم الإسلام كشرب الخمر والتعري، قال نحن لم نقل يوماً أن الخمر حلال، فما حرمه الله فهو حرام، ولكننا تحدثنا عما سنطبقه والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ونحن لا نسعى إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع منافقين ونرى أن الحرية مبدأ أصيل من مبادئ الإسلام، ونعتبرها مدخل إلى الإصلاح ونثق أن مجتمعنا مجتمع إسلامي وسيطبق الإسلام بالتدريج وحسب وعيه به، وأنه لا يرى تعارض بين الحرية والشريعة، فالإسلام هو فطرة الله التي فطر الناس عليها، ولا ينبغي الخوف من الحرية، لأن الناس مفطورون على الخير ولو توفر لهم مناخ الحرية فسيفهمون الإسلام وسيختارونه . وأضاف أن تونس ابتليت بسلطة غاشمة حاربت الإسلام على مدى خمسين سنة وإذا استطاع المسلمين ضمان حرية التدين للمسلم والمسلمة فان ذلك يعد تطور كبير، ودعا علماء الجزيرة العربية إلى عدم قياس الأوضاع في بلدان العالم الإسلامي على أوضاعهم، وهدأ من حدة مخاوف العلماء السعوديين من تحول تونس إلى بوابة لنشر التشيع، مؤكدا على أن تونس بلد سني وليس به مواطن شيعي واحد وأضاف أننا نرى إيران بلد إسلامي ونتعامل معها على هذه الصفة مثل بقية الدول الإسلامية، وعن خطط حزب النهضة في إسناد حقيبتي التعليم والإعلام، وما إذا كانا سيسلمان إلى اليساريين، قال هذه قضايا إستراتيجية لا ينبغي التسرع في تقرير شأنها، وأنه يفضل الشورى الشعبية والمؤتمرات وسيلة للوصول إلى قرار ناجع حولها، وأضاف أن أولوية الحزب خلال السنة الأولي هي سن الدستور وإيقاف الفساد والنهب وإيجاد مناخ استثماري جيد لتقليل أعداد البطالة، ودعا المستثمرين الخليجيين إلى الاستثمار في تونس، وعن سؤال حول أسباب رفض النهضة لانضمام تيار العريضة الشعبية بقيادة محمد الهاشمي إلى تحالفاتها قال نحن نتعامل في تونس مع كل الأحزاب وليس لدينا منزع اقصائي تجاه أي تيار. ومن جانبه أعرب محمد الهاشمي زعيم تيار العريضة الشعبية التونسي عن استعداده الكامل للتحالف مع حزب النهضة، مؤكداً على أنه يعتبر فوز العريضة والنهضة بمثابة فوز للتيار الإسلامي، ودعا الشيخ الغنوشي إلى قبول التحالف مع تياره، وأكد أنه لم يحرض سكان سيدي بوزيد على الاحتجاج، ونفي وجود أي نية لديه لتسريب أصل وثيقة الصلح التي سبق وعرضها الغنوشي على الرئيس المخلوع بن على قبل الإطاحة به، ونفي تلقيه لأي دعم من الدول خليجية . بدوره أوضح المفكر الإصلاحي د.محمد الأحمري أن مشروع حزب النهضة في تونس ليس أكثر من اجتهاد فكري جديد ينطلق من الواقع والعمل الميداني، وأضاف أنه من السابق لأوانه تقييم تجربة حزب النهضة، لكنه أكد أن الحزب إذا نجح فستجتاح تجربته الدول الإسلامية وسيكون بديل عن السلفية، واعتبر أن الديمقراطية منهج حياة وترتبط بحاجات البشر في كل الأزمان وقد سبق أن مارسها الإنسان في حضاراته القديمة في العراق والهند وأكد على أنها تعد النظام الطبيعي للإنسان والإسلام يحترم ذلك .