أضفى إطلاق الفلسطيني الأسير كريستيان البندك على صفقة تبادل الأسرى بين حركة «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» وبين اسرائيل، بُعداً آخر، فهو المسيحي الوحيد في الصفقة التي تضمنت مرحلتها الأولى إطلاق 477 أسيراً من الضفة والقطاع والقدس وأراضي ال 48 في مقابل اطلاق الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليت الذي أسر في غزة في 25 حزيران (يونيو) عام 2006. وبعد أكثر من اسبوعين على تحريره في الصفقة، قرر البندك البحث عن فرصة لتأمين مستقبله في قطاع غزة الذي أبعدته اسرائيل إليه مع 162 أسيراً آخر من الضفة الغربية والقدس، الى جانب 130 أسيراً «غزياً». وفي وقت توجه نحو 262 أسيراً محرراً من غزة والمبعدين اليها إلى الديار المقدسة لتأدية فريضة الحج ضمن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عكف البندك ابن مدينة السلام، بيت لحم، مهد السيد المسيح عليه السلام، على البحث عن الجامعة المناسبة لاستئناف دراسته العلوم السياسية، بعدما منعته ادارة السجن من استكمالها داخل السجن. وعن سبب اختياره هذا التخصص، قال البندك ل «الحياة» إن «محاولة فهم الواقع السياسي وتحليله مهم جداً للدفاع عن قضية شعبنا ونصرتها». كريس، كما يحب أن يناديه كل من حوله، وعلى رغم حرمانه من العودة الى منزل عائلته ولقاء أي منهم، فإن حفاوة الاستقبال الذي لقيه في غزة وشبكة العلاقات الواسعة التي يتمتع بها، خفّفت من آلامه، خصوصاً أن عدداً من أصدقائه هم من مبعدي كنيسة المهد ال 26 إلى غزة عام 2002. يقول كريس: «كنت أتمنى زيارة قبر أمي التي توفيت وأنا في السجن، وأن أعوض عائلتي واصدقائي وذوي الشهداء والأسرى من رفاقي في حمل السلاح أو في الأسر». وأضاف: «مشتاق للسير في طرقات بيت لحم وشوارعها، وزيارة كنيسة المهد، مشتاق لبيتي، لأخي وأولاده الذين لا أعرفهم سوى من بعض الصور الفوتوغرافية». وقال ل «الحياة» بثقة إن «من استطاع أن يخرجنا من السجن المؤبد بالتأكيد سيكون قادراً على اعادتنا إلى بيت لحم». ولم يكن الابعاد فقط سر حزن كريس الذي قضى تسع سنوات في المعتقلات الاسرائيلية من مدة حكم بالسجن المؤبد أربع مرات، اذ «كانت صدمتي كبيرة حين وجدت اسمي من بين المفرج عنهم في إطار الصفقة، أنا فقط من بين مجموعة من الأصدقاء الذين سجنوا معي في القضية نفسها، لذا أحسست بغصة كبيرة لتنشق هواء الحرية من دونهم». وتمنى أن ينعم كل الأسرى بالحرية، سواء في إطار الدفعة الثانية من الصفقة التي ستنفذ في غضون شهرين من موعد انتهاء مرحلتها الأولى، أو في صفقات أخرى، موجهاً تحياته الى المقاومة وأهل غزة على صمودهم وتضحياتهم التي قدموها من أجل تحريرهم. وأعرب كريس الذي ينتمي الى حركة «فتح»، عن أمله في أن تكون صفقة التبادل بداية تاريخ نصر للشعب الفلسطيني واعادة لحمته نحو الاستقلال والحرية».