يسود سخط وتوتر خفي وقلق يرتسم على ملامح «الغزيين» عشية عيد الأضحى المبارك، على رغم الفرحة التي أدخلتها صفقة تبادل الأسرى في قلوبهم بإطلاق نحو 477 أسيراً وأسيرة، عدد منهم أمضى أكثر من 30 عاماً خلف القضبان. ويعتبر التلويح الإسرائيلي الآخذ في التصاعد يومياً، بشن حرب عدوانية جديدة على قطاع غزة لمنع إطلاق الصواريخ المحلية الصنع و«غراد» الروسية الصنع، أحد أسباب القلق والتوتر الذي ينتاب «الغزيين» الذين يخشون من أن تلجأ إسرائيل إلى التصعيد مجدداً خلال أيام العيد بعدما استمر إطلاق الصواريخ من القطاع على بلدات إسرائيلية جنوبية خلال الأيام القليلة الماضية التي أعقبت التوصل إلى تهدئة هشة برعاية مصرية قبل أسبوع. ويستذكر «الغزيّون» أن إسرائيل ارتكبت عدداً كبيراً من المجازر في الأعياد والمناسبات السعيدة راح ضحيتها مواطنون عزل أبرياء. وما زاد من قلق «الغزيين» تصريحات منسوبة إلى مصدر مصري يحذر فيها من احتمال أن تشن إسرائيل حرباً ربما تكون على غرار الحرب التي شنتها في 27 كانون الأول (ديسمبر) عام 2008 واستمرت 22 يوماً وراح ضحيتها أكثر من 1500، غالبيتهم من المدنيين. لكن لقلق «الغزيين» أسباباً أخرى كثيرة، من بينها عدم قدرة الآلاف منهم على ذبح أضحية في عيد الأضحى الذي يصادف اليوم. وعلى رغم انخفاض أسعار لحوم الأضاحي نسبياً في القطاع عن العام الماضي، إلا أن كثيرين لم يتمكنوا من توفير نحو ألفي شيكل (الدولار الواحد يعادل 3.6 شواكل) متوسط ثمن «حصة» في عجول الأضاحي أو الأبقار أو الخراف وغيرها. ويبلغ متوسط سعر الكيلوغرام الواحد من العجول نحو 18 شيكلاً، فيما بلغ العام الماضي أكثر من 22 شيكلاً. وعزا عدد من المواطنين عدم القدرة على شراء الأضاحي هذا العام إلى سوء الأوضاع الاقتصادية، خصوصاً عند نحو 50 ألف موظف يعملون لدى الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة التي لم تتمكن من صرف سوى سلفة قدرها ألف شيكل من رواتبهم المستحقة، خلافاً لنظرائهم في حكومة الضفة الغربية. كما شهدت الأسواق التجارية ركوداً غير مسبوق يتعزز العام تلو العام. ويقارن التجار، خصوصاً بائعي الملابس، الموسم الحالي بالمواسم السابقة. وقال عدد منهم إن السوق لم تتحرك سوى خلال الأيام الثلاثة الماضية التي أعقبت صرف رواتب نحو 60 ألف موظف يعملون لصالح السلطة الفلسطينية الأربعاء الماضي. وعزا هؤلاء الأمر أيضاً إلى كثرة متطلبات الحياة، خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة، التي يقع بينها عيدا الفطر والأضحى وموسما المدارس وخزن زيت الزيتون والزيتون.