توالت ردود الفعل على اغتيال الناشطة الحقوقية الليبية سلوى بوقعيقيص على أيدي مسلحين اقتحموا منزلها في بنغازي مساء الأربعاء وخطفوا زوجها العضو المنتخب في المجلس البلدي عصام الغرياني الذي تردد أنه عثر على جثته أمس. ونظمت تجمعات احتجاج على مقتل بوقعيقيص في بنغازي والعاصمة طرابلس امس، طالب المشاركون فيها بتعقب الجناة والاقتصاص منهم، فيما قتل في ظروف غامضة الشاهد الوحيد على الجريمة وهو عامل مصري لدى المغدورة أطلق المسلحون النار عليه فأصابوه في رجله. وأفيد أن الشاهد قتل فيما كان في عهدة التحقيق وبعدما التقاه وزير العدل في الحكومة الموقتة صلاح الميرغني، ما أثار شكوكاً في تورط جهات نافذة في جريمة قتل المحامية التي كانت تتولى منصب نائبة رئيس لجنة الحوار الوطني، وعرفت بمواقفها المعتدلة. وكانت بوقعيقيص عادت إلى بنغازي من مقر إقامتها في الأردن للإدلاء بصوتها في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأربعاء، وهي اغتيلت بعد ساعات من مشاركتها في الاقتراع. وتبادلت أطراف الصراع في ليبيا الاتهامات بالتورط في قتلها. وقوبل اغتيال الناشطة الليبية التي لعبت دوراً بارزاً في ثورة 17 فبراير ضد نظام العقيد معمر القذافي، بموجة إدانات محلية وأجنبية واسعة. وبعد تنديد السفير البريطاني والسفيرة الأميركية بالجريمة، دانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا اغتيال بوقعيقيص. وأوردت البعثة في بيانٍ أنها «تدين جريمة اغتيال السيدة سلوى بوقعيقيص، الشخصية الوطنية المعروفة ونائبة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني». وأضافت بعثة الأممالمتحدة في بيانها: «مرة أخرى تشهد مدينة بنغازي اعتداءً دموياً يُضاف إلى سلسلة الاعتداءات التي كثيراً ما تستهدف المدنيين أو تصيبهم». ودعت السلطات الليبية إلى «إجراء تحقيق شامل في القضية وملاحقة الفاعلين ومحاكمتهم». وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف مساء الخميس، إن «في الوقت الذي نهنئ الشعب الليبي على الانتخابات التي جرت يوم أمس (الأربعاء) واتخاذهم خطوة مهمة للمضي قدماً نحو ليبيا حرة ومزدهرة وديموقراطية وآمنة، فإننا أيضاً ندين بأشد العبارات عملية الاغتيال البشعة التي طاولت ناشطة حقوق الإنسان الليبية سلوى بوقعيقيص، كما ندين كل إشكال الإرهاب والعنف والتخويف في ليبيا». وأضافت الناطقة الأميركية: «نشارك عائلة سلوى وجميع الليبيين الحزن لفقدانها، إذ كانت امرأة شجاعة وليبية وطنية بحق. وكانت مدافعة عن السجناء السياسيين خلال نظام القذافي، ومنظمة للتظاهرات المناهضة للنظام خلال ثورة السابع عشر من شباط/فبراير 2011، وناشطة سياسية وعضوة مؤسسة في المجلس الوطني الانتقالي بعد انطلاق الانتفاضة». وأشارت هارف إلى أن بوقعيقيص استقالت من المجلس الانتقالي «احتجاجاً على غياب صوت المرأة في المجلس، لكنها استمرت في لعب دور فاعل وقوي في دعم الديموقراطية و حقوق الإنسان ومشاركة المرأة في الحياة السياسية الليبية حتى اغتيلت في اليوم الذي ذهبت فيه هي وباقي الليبيين إلى مراكز الاقتراع لانتخاب حكومة جديدة».