يتفق كل الوسط الرياضي على سوء البرمجة طوال المواسم الماضية، وأيضاً الموسم الحالي، وكل موسم يعتبر استثنائياً، حتى أصبح الاستثناء أمراً طبيعياً، وغير الاستثناء عادياً وطبيعياً، بل نادر. تذمرت الأندية من سوء البرمجة وتداخل البطولات والاستحقاقات للمنتخبات السعودية، وكل ناد يشكو الوضع على ليلاه، وتعتبر أندية المقدمة الأكثر تضرراً، ومعاناة مع هذه التأجيلات، وهذه التدخلات وهذه الاستحقاقات المحلية والخارجية. الهلال كمثال من أكثر الأندية تضرراً، وأكثرها دفعاً لفاتورة المعاناة، رغم حصده لأغلب البطولات في السنوات الماضية، لكن الأضرار أضاعت عليه أكثر من بطولة، وأحرقت عليه عدد من نجومه، وخاصة المواهب الجديدة. يصل الحال بالهلال في بعض أوقات الموسم إلى غياب تسعة عشر لاعباً من قائمته، ولا يبقى أمام الجهاز الفني إلا عدد من اللاعبين لا يكفون لعمل تقسيمه ولا تدريب بمعناه الحقيقي، ووصل الأمر إلى غياب أبرز عناصره في بعض البطولات، وأخرها بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد التي خسر صدارتها للأهلي بسبب عدم عدالة المنافسة، ومن قبل خسر الهلال بطولات عدة، وخسر عدداً من لاعبيه، ليس آخرها إجهاد نجومه بالمشاركة طوال الموسم الماضي آسيوياً وخليجياً ومحلياً، فكان خروج الهلال من بطولة آسيا ثم سقوطه في كأس الأبطال لأن «المحرقة» أوصلت اللاعبين لدرجة عدم القدرة على الأداء داخل الملعب. أشرت «للمحرقة» من قبل عدة مرات، وقلت إن المنتخبات السعودية تضررت منها، والأندية أيضاً تضررت بما فيها الهلال الذي تضرر بشكل سافر، فجميع لاعبي الهلال تحت الطلب لكل الفئات السنية، بل إن بعض لاعبيه يشارك مع المنتخبات السنية والمنتخب الأول ويعود بعد كل مشاركة لتمثيل الهلال فيكون عطاؤه متأرجحاً بين الجيد والمتوسط لأن اللاعب «لحم ودم» وليس آلة بشرية، بل إن بعض لاعبي الهلال يكون في مراحل علاجية، ورغم هذا يتم استدعاؤه للمنتخب، والحال ينطبق على لاعبي أندية أخرى. الهلال يتضرر دائماً، والضرر نسبي لبقية الأندية، ولن تنتهي معاناة الأندية واللاعبين الدوليين، إلا إذا وفرنا ستة أسابيع راحة للاعبين نهاية كل موسم، وبدون هذه الراحة ستستمر «المحرقة»، وسنكون بعيدين عن المنافسة خليجياً وعربياً وآسيوياً سواء للأندية أو المنتخبات. [email protected] twitter | @1964Saleh