يبالغ الوسط الرياضي السعودي في تقويم الأوضاع الرياضية، فالترشيحات المسبقة مبالغ فيها، والإقصاء النهائي أيضاً مبالغ فيه، وبين الحالين تتضح رؤية التقويم المسبق، الذي يدور في فلك العاطفة والمجاملة أحياناً. فاز الهلال في مباراته الافتتاحية في دوري أندية آسيا على فريق السد القطري، فرشّحته الأغلبية للبطولة، وكأنها ستختتم غداً، وخسر الاتحاد والأهلي وتعادل الشباب، فتم الإقصاء المبكر والعزل النهائي عن البطولة، وكأن الأمر محسوم من الآن. الاتحاد خسر مباراته الافتتاحية أمام فريق مرشح مسبقاً، وأسهم في ذلك سوء رد الفعل من الحارس تيسير آل نتيف، إذ كانت الأهداف الثلاثة في متناول يديه، ولا تزال الفرصة قائمة للتعويض، والأهلي خسر مباراته الأولى، بعد أن قدم عرضاً أفضل من خصمه، لكن الحظ تخلى عنه والشباب تعادل مع فريق متمرس، وهذا نتاج طبيعي للظروف القاسية التي حاصرت الفريق هذا الموسم. لو أن البطولة الآسيوية تسير على وتيرة البطولة الأوروبية، التي تبدأ وتنتهي في الموسم نفسه، لسرت مع الرأي الذي يرشح الهلال، لأن لديه توليفة رائعة ومنهجية عمل احترافية بمعنى الكلمة، أما ونحن نعرف ان البطولة الآسيوية تقام على مدار موسمين، فيجب علينا التريث قليلاً، لأن فترة الصيف لدينا تقلب الموازين. الهلال فعلاً مرشح لبلوغ ربع نهائي البطولة، عطفاً على واقع الفريق الفني هذا الموسم، ولا نعلم كيف ستكون الحال الموسم المقبل؟ والفرق الثلاثة الأخرى (الاتحاد والأهلي والشباب) قادرة على التعويض والمنافسة على بطاقات الترشح للدور ربع النهائي، بعد إعادة ترتيب الأوراق وهدوء العاصفة، بالذات لفريق الاتحاد وتجاوز الحظ السيئ بالنسبة للأهلي، وتجاوز أزمة الإصابات بالنسبة للشباب. بطولة أندية أوروبا تقام في أيلول (سبتمبر)، وتنتهي في أيار (مايو) سنوياً، أي تبدأ وتنتهي في الموسم نفسه، ويستطيع الاتحاد الآسيوي البدء في بطولته في شهر كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، وينهي البطولة في شهر مايو من الموسم الرياضي نفسه، وهو قرار يخدم أندية غرب وشرق القارة، وإذا وصل الاتحاد الآسيوي إلى حل مع إشكالية البطولة التي تقام على مدار موسمين، فعندها نستطيع الترشيح المسبق بعيداً عن العاطفة. [email protected]