من شاهد ربع الساعة الأخير من لقاء الهلال والأهلي، وهما أفضل الفرق السعودية تحضيراً للموسم الرياضي الحالي، يؤمن بأن أزمة «المحرقة» للاعب السعودي واصلت تدميرها للاعبين، وواصلت قتل المواهب، فقد كان لاعبوا الفريقين في ربع الساعة الأخير يؤدون دوراً متشابهاً في السلبية الأدائية، لعدم قدرة اللاعب على مواصلة الركض حتى نهاية المباراة، ووضح تعذر ذلك على اللاعبين لأنهم أولاً وأخيراً بشر، وليسوا آلات ميكانيكية تسير بالزيت أو الطاقة الكهربائية. اللاعب في أي مكان يحتاج لمرحلة إعداد تتضمن رفع المعدل اللياقي بالتدريج، ومباريات ودية أيضاً متدرجة، ومن ثم الدخول في المراحل الخططية (التكتيكية)، وقبل هذا وذاك هو بحاجة لفترة راحة نهاية كل موسم رياضي لا تقل عن 5 أسابيع، بعيداً عن الرياضة وضغوطها وهمومها، وهي الراحة التي تسمى في علم التدريب بالراحة السلبية (لا يمارس فيها اللاعب أي نشاط رياضي)، يساعد عضلاته على استعادة وضعها الطبيعي بعد الجهد التدريبي والمباريات طوال الموسم. هذه الأساسيات غير متوافرة للاعب السعودي على مدى خمس سنوات متتالية، من خلالها ضاعت فرصة التأهل لمونديال كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010، وتعثر المنتخب في نهائيات كأس أمم آسيا في قطر، وظهر المنتخب عديم الحيلة غير قادر على مجاراة الخصوم، وغير قادر على الأداء المثالي المنتظر منه، وغابت الأندية السعودية عن اللقب الآسيوي لأن المحرقة بالمختصر المفيد دمرت إمكانات اللاعب السعودي ووضعته في قائمة المنهكين والمتعبين رياضياً، وعندما يفقد اللاعب قدرته على الأداء القوي والمشاركة البدينة الفاعلة، فلن يستطيع أي جهاز فني في العالم فعل شيء، وبالإمكان التأكد من ضحايا سنوات «المحرقة» ياسر القحطاني وسعد الحارثي ومالك معاذ وحمد المنتشري، والقائمة تطول. المشهد العام لدينا يؤكد أن الملاعب السعودية شهدت ولادة لاعبين موهوبين، وأننا أمام جيل جديد في المراحل السنية يستطيع استعادة صولجان وهيبة الكرة السعودية قريباً، شريطة حمايتهم من «المحرقة»، وعدم استهلاك اللاعب في المشاركات المتعددة مع ناديه محلياً وخارجياً، ومع المنتخبات السعودي خصوصاً الفئة الأولمبية والمنتخب الأول، شريطة توفير خمسة أسابيع نهاية كل موسم يرتاح فيها اللاعب السعودي من الركض. [email protected] Twitter | @1964Saleh