قال ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود أمس إنه لا يوجد تفاهم مع إيران في ما يتعلق بالحج لعدم وجود دواع لذلك. وأضاف أن حجاج إيران يحترمون موسم الحج ولم يلاحظ منهم شيء خلال السنوات الماضية. وقال، رداً على سؤال عن مخاوف من تهديدات، إن الحكومة السعودية ترجّح حسن الظن، متمنياً ألا يشهد موسم الحج ما يعكر صفو الحجاج أو يمس أمنهم. وأكد ولي العهد السعودي: «نحن مستعدون لمواجهة كل الأمور مهما كانت، وسنمنعها بكل وسيلة». وقال، رداً على سؤال عن موقف بلاده من الثورات في بعض الدول العربية، بأن ذلك «شأن داخلي». وقال: «نحن مطمئنون لاستقرار وأمن المملكة وترابط الشعب مع قيادته». وأكد ولي العهد السعودي، في مؤتمر صحافي إثر تفقده استعدادات القطاعات الحكومية السعودية المشاركة في أعمال موسم الحج، وهي أول مهمة يقوم بها بعد مبايعته ولياً للعهد يومي السبت والأحد الماضيين، إن كل إمكانات بلاده مسخَّرة لمنع إيذاء أي من حجاج بيت الله الحرام الذين أعلنت السعودية أن عددهم وصل حتى أول من أمس (الاثنين) إلى أكثر من 1.7 مليون حاج. وأكد ان موقف الرياض من الاحداث التي تشهدها بعض الدول العربية المجاورة هو أن هذه الاحداث «شأن داخلي لكل دولة»، أما في ما يتعلق بالوضع السعودي فإن «الواقع اكد مدى ترابط وثقة الشعب بالقيادة والقيادة بالشعب على كافة فئاته». وشدد على عدم تشبيه الحج بأي مناسبة اخرى، مثل كأس العالم او غيرها، «هذا غير وارد، فالحج فريضة تقام كل عام، وتشهد كثافة عددية كبيرة بالملايين، في مساحة جغرافية محدودة، فيما يقام كأس العالم كل بضع سنوات ويُعدّ له قبل سنتين على الاقل». وعن الاحداث التي تشهدها اليمن والمخاوف من تأثيراتها وتأمين الحدود الجنوبية، اشار الأمير نايف إلى ان تلك الاحداث داخلية، و»نحن نسير وفق الانظمة المتبعة في تنظيم الحدود التي تضعها الدولة ممثلة في وزارة الداخلية في حماية حدودها، وهذه التنظيمات قائمة وليس لها علاقة بالاحداث». وتوقع «عدم حدوث شيء ولكن لا نعلم الغيب، ويجب ان نستعد لكل احتمال لحماية وأمن حجاج بيت الله الحرام، وكل من يسيء للفريضة او الحجاج وأمنهم وأمن البلد فسيجد العقوبة المناسبة... ثقتنا كبيرة في الحجاج، وتعاملنا مع أي أحداث سلمية ونصيحة ومنع، ومن أراد أن يعتدي لا بد ان نمنعه... والمملكة مستعدة لمواجهة أي حدث أو فوضى تعكر صفو الحج». وأوضح الأمير نايف أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز كلفه بعمل كل ما هو ممكن لخدمة حجاج بيت الله في أمنهم واستقرارهم وكل خدماتهم وأن تيسر كل الجهات المشاركة في الحج إمكاناتها لتحقيق ذلك. وقال: «إن شاء الله سيتحقق ذلك لسببين، الأول ثقتنا في الله قبل كل شيء ثم بحجاج بيت الله جميعاً، أنهم سيحترمون هذه المناسبة وأداء هذه الفريضة، وأن يكونوا إخواناً هادئين مستقرين متجهين لخالقهم عز وجل ومطمئنين». ثانياً كل إمكاناتنا مسخرة لمنع إيذاء أي حاج أو مجموعة من الحجاج، ونرجو من الله عز وجل أن يكون حجاً آمناً مستقراً ميسراً فيه كل ما فيه راحة حجاج بيت الله الحرام. وعن المشاريع المقامة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومدى استفادة المملكة من هذه المشاريع مادياً، أوضح ولي العهد «أن كل ما تعمله المملكة العربية السعودية في توسعة الحرم الشريف أو مشاريع في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بصفتهما أشرف مدينتين في العالم ليس بكثير، والدولة تصرف الكثير، لكنها لا تقول ماذا صرفت». وأكد أنه لا يدخل خزينة الدولة ريال واحد من أي حاج في أي مشروع. وعن وضع أنظمة وعقوبات لمن يخالف التعليمات في الحج قال: «لسنا بحاجة لها، نحن في حج وفريضة، فكل مسيء لهذه الفريضة والمسلمين اعتقد أنه في دستورنا الذي هو كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فيه ما يكفي للتعامل وتحديد العقوبات الشرعية الواجبة نحو هؤلاء». وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز تفقد استعدادات الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام (1432ه)، واستعرض الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها القطاعات الحكومية والمدنية ذات العلاقة من أجل تحقيق مظلة الأمن والأمان والراحة والاستقرار لحجاج بيت الله الحرام، بما يتوافق مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الهادفة إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة وأمان. وأكد مدير الأمن العام الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني أنه لن يسمح لأي مظاهر تخل بمسيرة ضيوف الرحمن أو تعكر صفو مناسكهم في سبيل تحقيق السلامة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام. وأعلنت «وكالة الأنباء السعودية» أن عدد الحجاج الذين وصلوا إلى المملكة لأداء مناسك الحج هذا العام بلغ حتى أول من أمس (الاثنين) أكثر من 1.7 مليون حاج. وأوضحت أن عدد الحجاج القادمين من الخارج بلغ 1.735.173 حاجاً، وأن 1598324 حاجاً وصلوا عن طريق الجو، بينما وصل عن طريق البر 121856 حاجاً، ووصل عن طريق البحر 14969 حاجاً. وذكرت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» أمس أن المتوقع أن يصل عدد الحجاج الذين سيؤدون الحج هذا العام إلى حوالى 3 ملايين حاج.