كرست حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إمكانات البلاد كافة، استعداداً لانطلاق موسم حج العام 1432ه، الذي يعد أكبر تجمع بشري في العالم. وبعد اطمئنان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود إلى استعدادات القطاعات الحكومية الأمنية والخدمية المشاركة في أعمال الحج التي تفقدها أول من أمس، أعلنت الأجهزة الحكومية السعودية حال استنفار قصوى ليوم التروية الذي يصادف غداً (الجمعة)، إذ يفد جميع حجاج بيت الله الحرام إلى منى ليبيتوا ليلتهم هناك، ليتم تصعيدهم صباح السبت إلى جبل عرفات. وفيما وجّه خادم الحرمين أمس باستضافة 477 حاجاً من الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم أخيراً، لأداء مناسك الحج على نفقته الخاصة، ليرتفع بذلك عدد ضيوف خادم الحرمين من الحجاج إلى أكثر من 1500 حاج، أعلن وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالعزيز الربيعة خلو حجاج هذا الموسم من الأمراض المحجرية. ونشرت السلطات السعودية عشرات الآلاف من رجال الأمن والمرور والدفاع المدني والمدنيين ورجال الإسعاف لضمان مواجهة التحديات اللوجستية التي يثيرها وجود أكثر من 2.5 مليون حاج في مساحة محدودة في بضعة أيام لأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام. ووزعت السلطات السعودية 17 ألف رجل مرور، تدعمهم 2400 سيارة، لضمان تنفيذ خطة مرورية سلسة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ولضمان سلاسة المرور الترددي ل1200 حافلة مخصصة لنقل حجاج إيران (97 ألف حاج)، و1750 حافلة مخصصة لنقل حجاج الدول الأفريقية غير العربية. وخصصت السلطات المختصة عشرات الآلاف من عناصر الشرطة لحماية الحجاج، بينهم 3500 من قوات مكافحة الإرهاب. وتمت تغطية جميع أرجاء المشاعر المقدسة والطرق المفضية إليها ب2080 كاميرا للمراقبة. وتم تخصيص 22 ألفاً من قوات الدفاع المدني لضمان سلامة ضيوف الرحمن من الحوادث والحرائق. ويبلغ عدد المطوفين رجالاً ونساء نحو 15 ألف شخص. وشهد منتصف ليل الأربعاء/ الخميس انطلاق أولى رحلات قطار المشاعر المقدسة بكامل طاقته الاستيعابية التي تبلغ 72 ألف حاج في الساعة. وقال مدير مشروع القطار المهندس فهد أبو طربوش إن القطار سينقل نصف مليون حاج خلال ست ساعات من مشعر منى إلى جبل عرفات. وأوضح أن القطار مصمم بحيث ينقل ثلاثة آلاف حاج، وأن الأعمدة الحديدية التي يسير عليها القطار تحمل نحو 20 قطاراً. وكان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز أكد مساء أول من أمس، أنه لا يوجد تفاهم مع إيران في ما يتعلق بالحج لعدم وجود دواع لذلك. وأضاف أن حجاج إيران يحترمون موسم الحج ولم يلاحظ منهم شيء خلال السنوات الماضية. وقال رداً على سؤال عن مخاوف من تهديدات، إن الحكومة السعودية ترجّح حسن الظن، متمنياً ألا يشهد موسم الحج ما يعكر صفو الحجاج أو يمس أمنهم. وقال: «نحن مستعدون لمواجهة كل الأمور مهما كانت، وسنمنعها بكل وسيلة». وأكد ولي العهد السعودي إثر تفقده أمس استعدادات القطاعات الحكومية السعودية المشاركة في أعمال موسم الحج، -وهي أول مهمة يقوم بها بعد مبايعته ولياً للعهد يومي السبت والأحد الماضيين - أن كل إمكانات بلاده مسخَّرة لمنع إيذاء أي من حجاج بيت الله الحرام. وتولي السلطات السعودية اهتماماً فائقاً لمسائل الأمن، وتبذل أقصى جهودها لمنع أي حادث قد يؤثر على الحج، خصوصاً في ظل تزامن الحج هذا العام مع أحداث تشهدها بعض الدول العربية. وكان مندوب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية للحج حجة الإسلام علي قاضي عسكر أعلن قبل يومين أن 97 ألف إيراني «سيؤدون الفريضة في إطار الوحدة الإسلامية». وأضاف: «نأمل ان يجري موسم الحج في أجواء يسودها الهدوء والروحانية»، داعياً الحجاج الإيرانيين إلى أن «يولوا هذه النقطة اهتماماً جدياً خلال الحج». وقالت خديجة جلال (35 عاماً) وهي حاجة إيرانية إن الحجاج الإيرانيين لا يريدون أية مشكلات في الحج. وأعلن مجمع الفقه الإسلامي الدولي ان «كل عبث أو دفع للحجاج إلى أعمال وافعال لم ترد في أعمال الحج (...) يعد بدعاً منكرة ومُضِلَّة. على الحاج أن يحذر كل الحذر من ارتكاب أي محظور». وحذر المجمع، ومقره جدة، من «الخروج عن حدود الشرع بارتكاب أي فعل محظور والجدال كما كان يجري في زمن الجاهلية بين القبائل من التنازع والتفاخر والتنابز بالالقاب والتماري والتخاصم». وختم داعياً إلى «عدم مزج اعمال الحج المشروعة بغيرها، واستغلاله بما ليس منه، فكل هذا عبث (...) وبدع منكرة مضلة، تبطن الإساءة إلى أمن الحرم، وأمن الحج والحجاج». خادم الحرمين يوجه باستضافة 477 من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لأداء فريضة الحج «متطوّعون» لخدمة الحجاج... وشاب يمنح والده «جائزة» لأداء«الحج» الخضيري: «تصريح الحج» و«الحملات المخفضة» يكافحان «الافتراش»