أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، في المؤتمر الذي عقده أول من أمس في مكةالمكرمة، إثر تفقده استعدادات القطاعات الحكومية السعودية المشاركة في أعمال موسم الحج لهذا العام أن المملكة لا تساوم ولا تتنازل عن أمن واستقرار الحج تحت أي ظروف، حتى وإن فكر البعض في ما يحدث في المناطق العربية من قلاقل وثورات. وقال ولي العهد في كلمة ألقاها في المؤتمر إن كل إمكانات بلاده مسخَّرة لمنع إيذاء أي من حجاج بيت الله الحرام، مشدداً ومستشهداً بتجارب خارجية، قائلاً: «الحج فريضة تقام كل عام، وتشهد كثافة عددية كبيرة بالملايين، في مساحة جغرافية محدودة، فيما يقام كأس العالم كل بضع سنوات، ويُعدّ له قبل سنتين على الأقل». وأوضح الأمير نايف بن عبدالعزيز أن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلفه بعمل كل ما هو ممكن لخدمة حجاج بيت الله في أمنهم واستقرارهم وكل خدماتهم، وأن تيسر كل الجهات المشاركة في الحج إمكاناتها لتحقيق ذلك، وقال: «إن شاء الله سيتحقق ذلك لسببين، الأول ثقتنا في الله قبل كل شيء، ثم بحجاج بيت الله جميعاً، أنهم سيحترمون هذه المناسبة وأداء هذه الفريضة، وأن يكونوا إخواناً هادئين مستقرين متجهين لخالقهم عز وجل ومطمئنين. ثانياً كل إمكاناتنا مسخّرة لمنع إيذاء أي حاج أو مجموعة من الحجاج، ونرجو من الله عز وجل أن يكون حجاً آمناً مستقراً ميسراً». وألقت الأخبار العالمية وما يدور في العالم من حديث عن المؤامرة الإيرانية لاغتيال سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير بظلالها على المؤتمر، إذ قال الأمير نايف: «لا يوجد تفاهم مع إيران في ما يتعلق بالحج، لعدم وجود دواعٍ لذلك»، وأضاف أن: «حجاج إيران يحترمون موسم الحج، ولم يلاحظ منهم شيء خلال السنوات الماضية». ورداً على سؤال عن مخاوف من تهديدات، قال إن الحكومة السعودية ترجّح حسن الظن، متمنياً ألا يشهد موسم الحج ما يعكر صفو الحجاج أو يمس أمنهم. وأضاف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز: «نحن مستعدون لمواجهة كل الأمور مهما كانت، وسنمنعها بكل وسيلة». وأوضح في رد على سؤال حول موقف المملكة من الثورات في بعض الدول العربية، بأن ذلك «شأن داخلي». وقال: «نحن مطمئنون لاستقرار وأمن المملكة وترابط الشعب مع قيادته». ومن إيران إلى الأحداث العربية، أكد ولي العهد أن موقف الرياض من الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية المجاورة هو أن هذه الأحداث شأن داخلي لكل دولة، وعن الجارة الجنوبية (اليمن) والمخاوف من تأثير ما يحدث فيها على الأوضاع على الحدود بين المملكة واليمن قال ولي العهد: «نحن نسير وفق الأنظمة المتبعة في تنظيم الحدود التي تضعها الدولة ممثلة في وزارة الداخلية في حماية حدودها، وهذه التنظيمات قائمة وليس لها علاقة بالأحداث». وتوقّع «عدم حدوث شيء ولكن لا نعلم الغيب، ويجب أن نستعد لكل احتمال لحماية وأمن حجاج بيت الله الحرام، وكل من يسيء للفريضة أو الحجاج وأمنهم وأمن البلد فسيجد العقوبة المناسبة... ثقتنا كبيرة في الحجاج، وتعاملنا مع أي أحداث سلمية ونصيحة ومنع، ومن أراد أن يعتدي لا بد أن نمنعه، والمملكة مستعدة لمواجهة أي حدث أو فوضى تعكر صفو الحج». ولي العهد يتلقّى اتصالاً هاتفياً من الرئيس اللبناني