عشية الاجتماع المقرر عقده اليوم في العاصمة القطرية الدوحة بين الوفد السوري واللجنة العربية المكلفة من مجلس الجامعة التوصل الى حل للازمة السورية، طغى على اجواء الاجتماع تبادل الاتهامات بالرسائل بين الجانبين على خلفية التصعيد الامني الذي شهدته المدن السورية نهار الجمعة الماضي. وفي رد على «الرسالة العاجلة»، التي وجهتها اللجنة الى الرئيس السوري بشار الاسد ليل الجمعة الماضي، واعربت فيها عن «امتعاضها من استمرار عمليات القتل»، اعلنت دمشق امس انها «تهيب» باللجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى الافادة من «الاجواء الايجابية» التي سادت لقاء اللجنة مع الرئيس بشار الاسد في دمشق الاربعاء الماضي وان تساعد في التوصل الى حل يساهم في تحقيق الامن والاستقرار في سورية «بدل اذكاء نار الفتنة». ورد مصدر في وزارة الخارجية السورية على الشيخ حمد بن جاسم بالقول انه «كان من المفترض به الاتصال مع وزير الخارجية للوقوف على الحقيقة قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض». وأعرب المصدر عن «استغراب» وزارة الخارجية السورية «اتباع هذا الأسلوب قبل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية». غير ان الرد السوري لم يمنع توجه وفد يضم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد الى الدوحة للقاء اللجنة الوزارية العربية في ضوء نتائج لقاء اللجنة مع الرئيس الاسد. وعلمت «الحياة» من مصدر عربي مطلع في الدوحة ان اجتماع اللجنة العربية مع الوفد السوري سيعقب لقاء تعقده اللجنة بكامل اعضائها. وغادر وزير الخارجية المصري محمد عمرو القاهرة مساء أمس إلى الدوحة لحضور اجتماع اللجنة. ورفضت مصادر الجامعة العربية التعليق على جدول أعمال اجتماع الدوحة بين اللجنة الوزارية والوفد السوري برئاسة المعلم. وأشارت إلى أن موقف اللجنة تم التعبير عنه من خلال رسالة رئاسة اللجنة (قطر) إلى دمشق والتي أبدى فيها الشيخ حمد بن جاسم امتعاضه الشديد نتيجة أحداث العنف في سورية. وعلى الصعيد الأمني سيطرت امس اجواء الاشتباكات التي شهدتها مدينتا حمص ودير الزور، وخصوصاً بين الجيش والقوى الامنية ومجموعات من المنشقين، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 17 جندياً قتلوا ليل الجمعة - السبت عندما هاجم المنشقون مركزين امنيين في حمص. وأعلن المرصد في بيان امس ان مسلحين، يُرجح انهم من المنشقين عن الجيش، نصبوا كميناً لقافلة لقوى الامن في محافظة ادلب ما ادى الى مقتل عشرة عناصر من قوى الامن وأحد المنشقين، اثر كمين نصب لحافلة كانت تقل عناصر من الامن بين قريتي الهبيط وكفرنبودة من قبل مسلحين». وأشار المرصد الى تصاعد مشاركة العناصر المنشقة عن الجيش الى جانب المتظاهرين. وقال مقيمون في حمص ان الجيش قصف المتظاهرين في حي باب عمرو في حمص بالمدافع المضادة للطائرات. وفي نيويورك طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس السلطات السورية ب «انهاء العمليات العسكرية ضد المدنيين فوراً» وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان ان الاخير طلب ايضاً الافراج عن كل السجناء السياسيين والموقوفين لمشاركتهم في التظاهرات.