حذّر المدير السابق لمكافحة التجسس في الاستخبارات الهندية باهوكوتوم بي رامان من أن العاصمة الأفغانية كابول تشهد حالياً أياماً شبيهة بما عاشته مدينة سايغون عاصمة الشطر الجنوبي من فيتنام قبل توحيدها، عشية سقوطها في يد ثوار «فيتكونغ» والذي أجبر القوات الأميركية على الانسحاب منها. وأعلن رامان في مقالة نشرها على موقع إلكتروني تديره الاستخبارات الهندية أن أوضاع كابول لا تقلِق الولاياتالمتحدة فقط بل الهند أيضاً، بعدما زاد تزعزع الأمن مع اقتراب حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي سيخوضها الرئيس الحالي باراك أوباما مع التركيز على سحب قوات بلاده من أفغانستان في أقرب وقت. وزادت أخيراً عمليات حركة «طالبان» و «شبكة حقاني» التابعة لها في كابول، وآخرها استهداف قافلة للقوات الأميركية أدى إلى مقتل 13 جندياً السبت الماضي، وذلك بالتزامن مع تكثيف الهجمات ضد أجهزة الأمن الحكومية في مناطق أخرى وقوات الحلف الأطلسي ال «ناتو». واستبعد المسؤول الهندي السابق تأثير الحرب الكلامية بين واشنطن وإسلام آباد حول الدور المزعوم للجيش والاستخبارات الباكستانيين في دعم «طالبان» و «شبكة حقاني»، على عمليات الحركة التي نجحت، وفق قوله، في نقل كوادرها وخلاياها إلى داخل الأراضي الأفغانية، «ما يجعل أي عملية باكستانية بضغط أميركي لاستهدافها في مناطق القبائل الباكستانية غير نافعة في ظل وجود عدد كبير من الخلايا العاملة والنائمة لها داخل أفغانستان، واستعدادها لمواصلة القتال ضد القوات الأميركية والأجنبية. ورأى رامان أن باكستان تراهن على الضغط على الإدارة الأميركية خلال الشهور القليلة التي تسبق انتخابات الرئاسة للضغط على واشنطن وتجنيبها هزيمة مخزية لقواتها في أفغانستان، في مقابل منحها دوراً بارزاً في أفغانستان وتقليص الوجود الهندي فيها، وأيضاً تقليص معارضة واشنطن لدور الجماعات الكشميرية التي تعمل ضد الهند مثل جماعة «عسكر طيبة» وغيرها. وحذر رامان الحكومة الهندية من الاستخفاف بباكستان واعتبارها معزولة عالمياً، إذ إن الحقائق على الأرض في أفغانستان تشير إلى أن واشنطن في عجلة من أمرها لسحب قواتها وتجنب هزيمة نكراء في أفغانستان، ما يعطي إسلام آباد قدرة كبيرة على التفاوض مع الأميركيين حول هذه المسألة»، مضيفاً أن «الهند يجب أن تتجنب دخول المستنقع الأفغاني بقوة وتقلص وجودها الحالي في أفغانستان قبل أن تتعرض مصالحها وأفرادها لخطر على يد المقاتلين الأفغان».