دمشق، نيقوسيا، موسكو، القاهرة - «الحياة»، أ ف ب، أ ب - وسط تكتم شديد، عقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري اجتماعا مغلقا مساء أمس في الدوحة للبحث في نتائج الوساطة العربية في الازمة التي دخلت شهرها الثامن. وبحسب مصادر مطلعة، ركز الاجتماع على «خلاصة الرد السوري» على بعض النقاط التي طرحها وفد الجامعة وطلبات قدمها الوفد إلى الرئيس بشار الأسد. في موازة ذلك، حذر الرئيس السوري من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى «زلزال» من شأنه أن «يحرق المنطقة بأسرها»، كما ناشد روسيا مواصلة دعم النظام في دمشق «في ذلك المنعطف التاريخي» بحسب تعبيره. وترأس وفد الجامعة العربية رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، بمشاركة اعضاء اللجنة والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي فيما ترأس وفد الحكومة السورية وزير الخارجية وليد المعلم وضم الوفد نائبه فيصل المقداد وبثينة شعبان وآخرين. وبحسب مصادر مطلعة، ركز الاجتماع على «خلاصة الرد السوري» على بعض النقاط التي طرحها وفد الجامعة والرؤية التي قدمها الوفد قبل أيام إلى الأسد، وهي منبثقة من قرارات كان أصدرها وزراء الخارجية في القاهرة وعنوانها الاساسي «الاصلاح الحقيقي». وعلم أن أعضاء اللجنة يركزون على «وقف آلة القتل» ضد الشعب السوري والتفاوض في أجواء بعيدة عن إراقة الدماء لتحقيق تطلعات السوريين، بحسب مراقب عربي مطلع. ويتوقع في ضوء نتائج اللقاء أن يطلب رئيس اللجنة اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية لاطلاعهم على نتائج تحركها ومواقف الحكومة السورية ومدى تجاوبها، وسط مؤشرات على ان الأزمة دخلت مرحلة حاسمة. في موازة ذلك، زار الدوحة أمس وزير الخارجية الايراني الدكتور علي اكبر صالحي واجتمع مع كبار المسؤولين القطريين. وعلمت «الحياة» أن الموضوع السوري والتطورات في الخليج كان في صدارة قضايا البحث. من ناحيته، قال الأسد في مقابلة مع صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية أمس إن «سورية اليوم هي مركز المنطقة. إنها الفالق الذي إذا لعبتم به تتسببون بزلزال... هل تريدون رؤية أفغانستان أخرى أو العشرات من أفغانستان؟». وأضاف أن «أي مشكلة في سورية ستحرق المنطقة بأسرها. إذا كان المشروع هو تقسيم سورية فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها». وأقر الأسد بأن قواته الأمنية ارتكبت «أخطاء كثيرة» في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه، مشدداً بالمقابل على أنها لا تستهدف اليوم إلا «الإرهابيين». وشدد الأسد على أن «وتيرة الإصلاح ليست بطيئة. الرؤية يجب أن تكون ناضجة. يتطلب الأمر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون ولكن إذا لم يكن مناسباً لمجتمعك سيؤدي إلى انقسام. هذا مجتمع معقد جداً». وفي مقابلة أخرى مع التلفزيون الروسي قال الرئيس السوري إنه يتوقع من موسكو مواصلة دعمها لدمشق. وتابع «أولاً وقبل كل شيء نعتمد على روسيا كبلد تربطنا به صلات وثيقة في هذا المنعطف التاريخي». ميدانيا، قال ناشطون وشهود إن نحو 7 أشخاص قتلوا امس في اطلاق نار خلال تشييع قتلى سقطوا في عدة مدن سورية، موضحين ان قتلى أمس ثلاثة منهم في حمص بينهم سيدة، واثنان في درعا وواحد في كل من إدلب وحماة، وبذلك يرتفع عدد القتلى خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية الى ما لا يقل عن 50 شخصاً، هو 30 جندياً و20 مدنياً. كما افاد الناشطون ان قوات الامن ما زالت تشن حملة عنيفة على حمص وريفها وإدلب في مواجهات مع منشقين، موضحين أيضاً ان قوات من الجيش والأمن اقتحمت امس بلدة كرناز بريف حماة بحثا عن جنود منشقين عن الجيش. يأتي ذلك فيما دعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية في سورية إلى تظاهرات واسعة أمس للمطالبة بتجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية.