تستعد الامارات لاستضافة مؤتمر يجمع مستثمرين ورجال اعمال صينيين وعرباً، بالتعاون مع الجامعة العربية، لتوسيع تجارتها مع «النمر» الآسيوي الذي تتزايد أهميته في ظل معدلات نمو تفوق دول العالم الاخرى. وقدر تقرير اصدرته «غرفة تجارة وصناعة الشارقة»، التي ستحتضن المؤتمر الشهر المقبل، حجم التجارة بين الصين والدول الاعضاء في الجامعة العربية هذه السنة ب120 بليون دولار، مسجلاً زيادة كبيرة نسبتها 31 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. واشار الى ان استثمارات الصين في الدول العربية تتجاوز 15 بليون دولار، ليصبح العرب سابع اكبر شريك تجاري لها. وأوضح بيان «الغرفة» ، ا ان المؤتمر ينعقد بدعم من وزارة الخارجية الاماراتية و»اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة» في البلاد العربية، على اعتبار ان الصين «تتمتع بمزايا اقتصادية رائدة، كالإدارة والتقنية والأساس الصناعي الجيّد والموارد البشرية، وتأتي الدول العربية لتضيف إليها الموارد والأسواق لتساهم في دفع العلاقات نحو التكامل الاقتصادي المرجو». ولفت الى ان إن فكرة تنشيط مزايا كل جانب من أجل دفع التكامل الاقتصادي بين البلاد العربية والصين، تأتي ترجمتها واقعاً عملياً عبر «الدورة الرابعة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين». وناقش المؤتمر من خلال دوراته الثلاث السابقة، واقع الاستثمارات والعلاقات التجارية ومستقبلها بين الصين ودول العالم العربي، وسلط الضوء على عدد من المواضيع الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك. آفاق العلاقات وأجرت «غرفة تجارة وصناعة الشارقة» دراسات وتقارير عدة تلقي الضوء على العلاقات العربية - الصينية وآفاقها المستقبلية. واشارت في تقرير الى ان «طريق الحرير» تعتبر إحدى أهم إنجازات الحضارات القديمة، ومن أهم الروافد للسياحة، حيث تتبوأ الصين موقعاً استراتيجياً مميزاَ، ف»طريق الحرير» اسم تاريخي لطرق التجارة الممتدة من الصين إلى غرب آسيا، ومنها إلى أوروبا، لا سيما بعد إدخال الجمَل إلى الصين منذ القرن الثالث قبل الميلاد، الذي ساعد كثيراً على بدء النشاطات التجارية العابرة لمنطقة الصحارى في آسيا الوسطى. ولم يقتصر دور التجار العرب على تبادل البضائع والأنسجة والبهارات والبخّور والمعادن الثمينة، بل لعبوا دور الوسيط والناقل الحضاري بين الشرق والغرب، من شنغهاي إلى البندقية. وفي القرن السادس ميلادي كانت بين الصين وبلاد العرب تجارة مهمّة عبر جزيرة سيلان، وفي بداية القرن السابع كانت التجارة بين الصين وبلاد العرب هي السوق الرئيسة للتجار الصينيين، فكانت طريق الحرير البرّية، أو طريق العطور البرّية، حلقة الوصل بين الصين والعرب. ومع مرور السنين وتزايد أهمية العوامل الاقتصادية في العلاقات الدولية وارتباطها بأمن الدول ووحدتها، ومع سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتبعتها الصين منذ العام 1978، ومثلها الدول العربية، شهدت تسعينات القرن الماضي تزايداً مستمراً في حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين ومختلف البلاد العربية، تجلى في زيادة عدد الدول العربية التي تجاوز حجم تجارتها مع الصين مئة مليون دولار، من ست دول عام 1988 إلى تسع دول عام 1994، وإلى 13 عام 1995، ف 15 عام 1998، و18 دولة عام 2000، كما زاد حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين أكثر من 20 ضعفاً منذ بداية سياسة الانفتاح.