حشود الزائرين أمام مغارة جعيتا، تثبت أن «المهمة الوطنية» للتصويت لها، أكبر من الخلافات السياسية بأطيافها وشخصياتها. فقد جمعت المغارة أمس الجمهورية اللبنانية على كلمة سواء. لمّت شمل اللبنانيين، ودعاهم تحدي فوزها في تصفيات مسابقة عجائب الدنيا السبع الجدد، إلى تكثيف الجهود للتصويت بغية تحقيق موقع ريادي للبنان. وشارك وزراء ونواب وفنانون وإعلاميون وفاعلون في الجمعيات الاجتماعية في اليوم الإعلامي الطويل «TELETHON» من مغارة جعيتا لدعمها للانضمام إلى عجائب الدنيا السبع الطبيعية، بدعوة من وزير الإعلام وليد الداعوق، وبناء لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. حماسة الزائرين للتصويت، زادها إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن الأصوات التي حصلت عليها المغارة حتى الآن، «تُعدّ بعشرات الملايين»، داعياً اللبنانيين إلى التصويت بكثافة من أجل إدراجها ضمن عجائب الدنيا السبع، في المباراة العالمية التي تقام سنوياً. وأشار ميقاتي إلى أننا «أمام فرصة عالمية مهمة لإظهار تميز وطننا، وأدعو جميع اللبنانيين إلى التصويت بكثافة، وهذا واجب وطني حقيقي»، مطمئناً إلى أن «نسب التصويت لمغارة جعيتا كبيرة جداً ولسنا بعيدين عن الفوز». ودعا وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، من المغارة التي زارها برفقة عائلته، إلى التصويت بكثافة للمغارة لتصبح من عجائب الدنيا السبع. وقال: «كلفنا كل البلديات والقوى الأمنية التصويت لمغارة جعيتا، وأعتقد أن الكل لبّى النداء». وشدد وزير الإعلام وليد الداعوق على «انعكاسات الفوز على الاقتصاد والسياسة، ووضع لبنان على الخريطة السياسية والعالمية». الحشود تقاطرت دعماً للمغارة التي وصفها جو عيد (41 سنة) بأنها «جسر تواصل للتقريب بين الناس»، وسط إيمان من الجميع بأن التصويت «واجب وطني». وشهد هذا اليوم حضوراً كثيفاً لزوار توافدوا «لمشاهدة إحدى أعجوبات الطبيعة»، على حدّ وصف رعد، إذ عبروا إلى داخلها، متفقدين ما صنعه الله من آيات جمال طبيعي. الحاضرون الذين بدأوا بالتوافد منذ الصباح، لم يقتصروا على اللبنانيين المؤمنين بضرورة فوز المغارة في المسابقة العالمية... فقد حضر أجانب، دعماً للموقع السياحي اللبناني، وصوتوا عبر هواتفهم المحمولة من أمامه. وعبرت إيمانويل (سائحة أوروبية) عن دهشتها بالمغارة، واصفة إياها بِ «سحر العالم». وأضافت: «بعد زيارة جعيتا، لا يمكن إلا أن أصوّت لها... إنها أجمل ما رأت عيناي، وآمل بأن تحقق موقعها». وتنافس مغارة جعيتا مع 27 موقعاً عالمياً للفوز، ما يجعل التصويت لها حاجة ملحة، مع اقتراب إعلان المواقع الفائزة في 11 - 11 - 2011. ووصلت مغارة جعيتا إلى مرتبة التصفيات النهائية وحصر المنافسة بينها وبين 27 معلماً سياحياً في العالم في مسابقة عجائب الدنيا الطبيعية السبع، بعد تخطي مغارة جعيتا حواجز التنافس مع 261 موقعاً من 222 دولة. ورأت ملكة جمال لبنان السابقة رهف عبدالله التي شاركت في النشاط أن «الاجتماع اليوم هو بمثابة عيد وطني، نجتمع لتمجيد التراث اللبناني»، داعية اللبنانيين في بلاد الانتشار إلى التصويت بكثافة للمغارة، شاكرة وزارتي السياحة والإعلام على جهودهما لإيصال لبنان إلى العالمية. كما وصف الشاعر سمير نخلة المعلم السياحي الفريد بأنه «تحفة من السماء وجدت على الأرض»، مشدداً على أن التصويت لها «واجب وطني»، معتبراً أن فوز المغارة بالمسابقة «يدعو جميع اللبنانيين للفخر والاعتزاز بهذا المعلم السياحي أمام سكان العالم». رؤساء وأعضاء جمعيات خيرية وثقافية، إضافة إلى رؤساء بلديات وأعضائها من مختلف المناطق اللبنانية، حضروا إلى المكان دعماً لفوزها، وتشجيعاً للوصول إلى الهدف. وإعتبر بعضهم أن التصويت ينطلق من «أهداف وطنية وتربوية»، فيما رأى آخرون أن الفوز «من شأنه أن يساهم في تنسيط السياحة البيئية في لبنان، بعد أن تحقق موقعها العالمي». كما شهدت فاعليات اليوم الإعلامي في مغارة جعيتا، احتفالاً بعيد ميلاد المطرب وديع الصافي الذي تزامن وصوله إلى الموقع مع وصول راغب علامة، إضافة إلى عدد كبير من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين، دعماً لفوز المغارة. الأطفال أيضاً، لهم حصتهم من الدعم والتشجيع، فقد ساهمموا بالتصويت عبر هواتفهم المحمولة، كما نشروا دعوات للتصويت عبر الموقع الإلكتروني المعتمد. وقال جيلبيرت (11 سنة) إنه أرسل دعوات لأصدقائه خارج لبنان للتصويت للمغارة عبر موقع «فايسبوك»، مشيراً إلى أنه التفت إلى تلك المبادرة «بعد رؤيتي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يصوتان لجعيتا مباشرة من أمام مدخلها، عبر التلفزيون». وانتشرت خلال الأسبوع الماضي دعوات كثيفة عبر مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مثل «فايسبوك» و«تويتر» للتصويت للمغارة، معظمها مبادرات فردية قام بها لبنانيون مقيمون وآخرون مغتربون.