سرت (ليبيا)، طرابلس، لندن - «الحياة»، أ ف ب، أ ب - ما زال المتطوعون يعثرون على عشرات الجثث في مسقط رأس معمر القذافي في سرت التي سقطت في أيدي قوات المجلس الانتقالي في العشرين من تشرين الأول (اكتوبر)، بينها جثث لمدنيين ليبيين يعتقد انهم قتلوا في ضربة جوية نفذها حلف شمال الأطلسي. وتم العثور على 26 مقبرة تم اعدادها على عجل وغطيت بطوب مفرغ في محطة لتنقية المياه في الحي الرقم 2، حيث قاوم الموالون للقذافي حتى النهاية هجوم قوات المجلس الانتقالي. وفاحت رائحة الجثث المتحللة. وقد عثر على بعضها مدفونة بين الرمال دون عمق من سطح الأرض ووجدت المقابر متفرقة بين الابنية المدمرة للمحطة، حسبما وصف مراسل ل «فرانس برس» في الموقع. وقال إبراهيم سليمان، احد المتطوعين لانتشال الجثث في سرت خلال الاسبوع الماضي، إن الجثث عائدة لمقاتلين موالين للقذافي دفنهم رفاقهم على عجل مع اقتراب قوات المجلس الانتقالي من السيطرة على المدينة. وقالت هيئة الجبل الاخضر الخيرية ل «فرانس برس»، إنه تم العثور عند مفترق شارعي دبي والفاتح من سبتمبر بوسط المدينة على اكثر من 50 جثة لمدنيين تحت انقاض بناية من عدة أدوار سوَّتها ضربة جوية للحلف الاطلسي بالأرض. في غضون ذلك، أقلت طائرة عسكرية أميركية 20 جريحاً ليبياً للعلاج في الولاياتالمتحدة نتيجة إصابتهم خلال الثورة ضد القذافي. ورفع جرحى علامات النصر قبل نقلهم في طائرة كانت في انتظارهم في مطار في العاصمة الليبية. وقال السفير الأميركي في طرابلس جين كريتز إن وزيرة الخارجية هيلاري كيلنتون أطلقت مبادرة علاج الجرحى خلال زيارتها الأخيرة للعاصمة الليبية. وفي بنغازي، تظاهر أكثر من مئتي شخص الجمعة مطالبين بأن تكون الشريعة أساس التشريع في ليبيا الجديدة. وقال المتظاهرون في ساحة التحرير إن «القرآن هو الأساس ويجب أن يستند الدستور الى الشريعة». ولم تظهر معلومات جديدة أمس في شأن المفاوضات التي تجري لتأمين استسلام سيف الإسلام القذافي للمحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بالتورط في جرائم ضد الإنسانية. وأكدت المحكمة أول من أمس أنها على اتصال بسيف من خلال وسطاء، في حين أوردت قناة «العربية» أن التفاوض يجري عبر الوسيط الألماني برنارد شميتباور الذي «قطع شوطاً كبيراً لإتمام اتفاق بين سيف الإسلام والمحكمة ... يقضي بتسليم سيف الإسلام نفسه». وأشارت إلى أن عبدالله السنوسي، مسؤول المخابرات في نظام القذافي، هو من بادر إلى فتح القناة الاتصال بالألماني.