قال محام فرنسي يمثل عائلة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إنه سوف يقدم شكوى بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد حلف شمال الأطلسي "ناتو،" إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال المحامي مارسيل سيسالدي إن أفراد العائلة يعتقدون أن أعمال حلف الناتو أدت إلى وفاة القذافي الأسبوع الماضي، مضيفا ""كل الأحداث التي وقعت منذ فبراير/شباط وحتى قتل القذافي، تعني أنه يحق لنا تماما أن نتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية." وردت منظمة حلف شمال الأطلسي بأنها تصرفت "بما يتفق تماما مع قرارات مجلس الأمن،" وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي يوم الخميس "لم تستهدف عمليات الحلف في أي وقت أفرادا بعينهم." وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في وقت سابق مذكرة لاعتقال القذافي، متهمة إياه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ولا تزال المحكمة تتابع مذكرات لاعتقال نجل القذافي، سيف الإسلام، وعبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية السابق. وقال سيسالدي إن الشكوى سيتم رفعها في الأيام المقبلة، وأضاف "الآن علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كان النظام القضائي للمحكمة الجنائية الدولية مستقلا وغير متحيز." وفي وقت سابق من يوم الخميس، تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً بإلغاء التفويض بالتدخل العسكري في ليبيا، ما ينهي مهمة حلف شمال الأطلسي فها اعتباراً من 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. يشار إلى أنه في شهر مارس/آذار الماضي، تبنى مجلس الأمن قراراً دولياً بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وخول الدول الأعضاء "اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين المعرضين لخطر الهجمات.. مع استثناء التدخل العسكري الأجنبي المباشر على الأرض الليبية." وبدأت العمليات العسكرية في منتصف مارس/آذار بعملية حملت اسم "فجر أوديسا"، بمشاركة قوات غربية وعربية، حيث شنت السفن الحربية والغواصات الأمريكية والبريطانية عمليات قصف صاروخية على ليبيا. من جهة أخرى عثر متطوعون على عشرات الجثث في سرت - مسقط رأس معمر القذافي - التي سقطت في أيدي قوات المجلس الانتقالي في 20 أكتوبر، بينها جثث لمدنيين ليبيين يعتقد أنهم قتلوا في ضربة جوية نفذها حلف شمال الأطلسي. وجرى العثور على 26 مقبرة تم إعدادها على عجل وغطيت بطوب مفرغ في محطة لتنقية المياه في الحي رقم 2 حيث قاوم المقاتلون الموالون للقذافي حتى النهاية هجوم قوات المجلس الانتقالي بعد عدة أسابيع من القصف الكثيف. وفاحت رائحة الجثث المتحللة، وقد عثر على بعضها مدفونة بين الرمال دون عمق من سطح الأرض، ووجدت المقابر متفرقة بين الأبنية المدمرة للمحطة، حسبما وصف مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع. وقال إبراهيم سليمان أحد المتطوعين لانتشال الجثث في سرت خلال الأسبوع الماضي: إن الجثث عائدة لمقاتلين موالين للقذافي دفنهم رفاقهم على عجل مع اقتراب قوات المجلس الانتقالي من السيطرة على المدينة. وذكرت هيئة الجبل الأخضر الخيرية أنه تم العثور عند مفترق شارعي دبي والفاتح من سبتمبر بوسط المدينة على أكثر من خمسين جثة لمدنيين تحت أنقاض بناية من عدة أدوار سوتها ضربة جوية للحلف الأطلسي بالأرض. وقال أحد أفراد الهيئة ويدعى محمد مفتاح وبدت الدموع في عينيه: "هناك أكثر من خمسين مدنيًّا تحت الأنقاض، من نساء وأطفال، إنه أمر بشع، لا يمكننا الوصول إليهم، نحتاج لجرافات". وأكد سكان في المنطقة ما تردد عن ضربة جوية أحدثت حفرة ضخمة من النوع الذي لا يمكن أن يكون قد نجم عن الأسلحة التي كان يستخدمها مقاتلو القذافي أو خصومهم من مقاتلي المجلس الانتقالي.