شهدت بداية الأزمة المالية العالمية عام 2008 تراجعاً كبيراً وسريعاً في أسعار النفط لدى الأسواق العالمية، نتيجة ضغوط تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي حينها، وتوقع مزيد من التدهور في أدائه، خصوصاً لدى الدول والمجموعات الصناعية الكبرى، وهذا ما حدث حتى الآن. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» الإماراتية إلى أن «أسواق النفط لا تزال متذبذبة نتيجة العوامل ذاتها، فيما جرى تجاوز سقوف الإنتاج لدعم تزايد الطلب أحياناً وسد النقص أحياناً أخرى». وتدهور الاقتصاد العالمي بعد بداية الأزمة إلى حدود يصعب تحديدها، ودفع إلى تأجيل أو إلغاء طاولا نحو 30 في المئة من المشاريع الخاصة بقطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، وفق «الهلال»، «واندرجت هذه الخطوات ضمن الاتجاهات الايجابية، إذ إنها تمثل ممارسات حذرة على الجانب الخاص بآلية الإنفاق التي تنتهجها دول المجلس في ظل الأزمة المالية وتذبذبات أسواق النفط وانخفاض الطلب». وبيّن التقرير أن «انخفاض الطلب على النفط وانخفاض الأسعار في الأسواق العالمية ساهم مباشرة في توسيع اتجاه التجار إلى تخزين النفط في البحر إلى حين تحسّن ظروف الطلب وارتفاع الأسعار، فيما تساهم الظروف الحالية، أي بقاء الطلب عند الحدود العليا من إنتاج النفط وارتفاع الأسعار إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، في تراجع هذه الظاهرة نظراً إلى ارتفاع المخزونات واستمرار توافر مستويات عرض مرتفعة من النفط». السعودية واستعرض التقرير أهم الأحداث في قطاع النفط والطاقة خلال الأسبوع في منطقة الخليج. ففي السعودية، يُنتظر أن توقع «أرامكو» السعودية ومجموعة «سينوبك» الصينية الشهر المقبل الاتفاق النهائي لبناء مصفاة نفط في ينبع بطاقة 400 ألف برميل يومياًَ، وبكلفة عشرة بلايين دولار. وأكد محافظ «هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج» في السعودية، أن المملكة تحتاج إلى أكثر من 200 بليون ريال (53.3 بليون دولار) خلال السنوات الخمس المقبلة كاستثمارات جديدة في قطاع الكهرباء، تتركّز في محطات التوليد التي تكلّف كل منها نحو 10 بلايين ريال، إلى جانب استثمارات في الشبكات. وكشف الرئيس التنفيذي ل «الشركة السعودية للكهرباء» عن توقيع عقد الأسبوع المقبل لإنشاء محطة كهرباء جديدة في الشعيبة بطاقة 1.200 ميغاوات، بكلفة تتجاوز أربعة بلايين ريال. وأبرمت الشركة عقدين تبلغ قيمتها أكثر من 557 مليون ريال (18 مليون دولار) لإنشاء عدد من خطوط نقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الشرقية ومنطقة مكةالمكرمة. عُمان والبحرين و الكويت وقطر وفي عمان، خصّصت شركة النفط البريطانية «بريتيش بتروليوم» (بي بي) نحو 15 بليون دولار للاستثمار في السلطنة، إذ تتوقع الشركة وجود ما يصل إلى 100 تريليون قدم مكعبة من الغاز ضمن مساحة صغيرة من الأرض تتميّز بأنها من الاحتياطات القابلة للاستخراج. وكشفت «غلوبال ووركبليس سولوشنز» «جي دبليو أس»، التابعة لشركة «جونسون كونترولز»، عن فوزها بعقد لإدارة منافذ تجارية تابعة لشركة «شل العمانية للتسويق» في عمان، ويبلغ عددها نحو 400 منفذ. وفي البحرين، أعلن وزير الطاقة أن بلاده قد تنتهي من توسعة مصفاتها، التي تنتج 267 ألف برميل يوميا، بحلول عام 2018. وكان الرئيس التنفيذي ل «شركة نفط البحرين» (بابكو)، أكد أن الشركة ستنتهي من خطة التوسعة في الربع الأول من العام المقبل، وأنها سترفع إنتاج المصفاة إلى نحو نصف مليون برميل يومياً بكلفة نحو ستة بلايين دولار. وفي الكويت، تُجري «مؤسسة البترول الكويتية» مفاوضات مع كوريا الجنوبية لتوقيع عقد لتصدير 12 في المئة من إنتاج الكويت من النفط الخام لمدة تصل إلى خمس سنوات بقيمة 20 بليون دولار. وتسلمت «شركة ناقلات النفط الكويتية» الحكومية، ناقلة النفط الخام العملاقة «الرقة» من شركة «دايو» الكورية، تصل حمولتها إلى 2.1 مليون برميل تقريباً، وهي الأخيرة من أربع ناقلات جرى تصنيعها. وفي قطر، أعلنت شركة «راس غاز المحدودة» تصدير 8.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى شركة الغاز الكورية « كوغاز»، ما يعادل نحو ربع إجمالي الطلب المتوقع في كوريا الجنوبية هذه السنة.