تعود نجاحات قطاعي النفط والطاقة إلى جهود متنوعة ومستمرة للدول المستوردة للطاقة أو المنتجة، فيما يُعتبر تطوير مصادر الإنتاج واستغلال الثروات والمحافظة عليها ذا علاقة مباشرة بموقع الدول من معادلة الطاقة، فالدول المنتجة تخطط لتوسيع الإنتاج وتطويره وإيصاله إلى المستهلكين واستغلال الثروات لتحقيق نمو، أما الدول المستوردة فتبحث عن مصادر للطاقة تتسم بالديمومة وانخفاض الكلفة، إضافة إلى العمل على وضع قوانين لضبط الاستهلاك، والعمل على تطوير مصادرها من الطاقة المتجددة بدلاً من الطاقة التقليدية. وأكد التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» الإماراتية «أن خطط الأطراف كلها لن تنجح قبل تحديد الأولويات، إذ لا يمكن زيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المنتجة والمطلوبة، في حال لم تتحقق أعلى درجة من الكفاءة والاستغلال في قطاع الطاقة التقليدية، ومن ثم النجاح في إدارة الاستهلاك وترشيده». وأشار إلى كثرة المشاريع وتنوعها لتشمل الدول المنتجة وغير المنتجة وتستهدف رفع حجم الإنتاج من الطاقة التقليدية وزيادة الاستثمارات فيها، سواء في إنتاج النفط والغاز أو إنتاج الكهرباء أو تحلية المياه. ولفت إلى «أن الاتجاه يمتد نحو تطوير الإنتاج باستخدام المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، في حين تفتقر هذه المشاريع إلى تسلسل واضح للأولويات التي تأخذ في الحسبان تعظيم الفائدة المحلية من مصادر الطاقة المتوافرة في كل دولة، فالدول المنتجة للنفط والغاز تستثمر في قطاع الطاقة المتجددة بمستويات قد تصل إلى مستوياتها لدى الدول غير المنتجة للنفط والغاز، ما يشتت التركيز عن الخطط الحالية والمستقبلية ويضعف فرص نجاحها». وشدد على أهمية التخطيط وتحديد الأولويات في التطوير والإنتاج والاستثمار لدى قطاع الطاقة لتحقيق أهداف التنمية واستغلال الموارد وتنويع مصادر الدخل، داعياً إلى «الوصول إلى الحد الأعلى للإنتاجية في كل قطاع ومن ثم الاتجاه نحو تطوير إنتاجية القطاع التالي». واستعرض التقرير أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع الماضي في المنطقة. ففي السعودية، منحت شركة «أرامكو» عقداً لشركة «جاكوبس» للعمل على مشروع للوقود النظيف والعطريات في مصفاة الشركة السعودية في رأس تنورة شرق المملكة. ويشمل العقد خدمات ما قبل نهاية التصميم الهندسي (فيد)، إضافة إلى تعديلات أدخلت على المصفاة لتلبية المعايير البيئية في المستقبل. ويُشار إلى أن مصفاة رأس تنورة قادرة على معالجة 550 ألف برميل يومياً من النفط الخام. وأرسى العراق مشروعين لمحطات كهرباء على شركة «لانكو» الهندية وشركة محلية، كما طلب عروضاً لتوسيع في مشروع ثالث في إطار جهود الحكومة لمواجهة نقص الكهرباء. وستبني «لانكو» محطة كهرباء ذات توربينين للغاز، طاقة كل منهما 125 ميغاوات، بكلفة 81 مليون دولار في محافظة الأنبار. وفازت شركة «بغداد» العراقية بمشروع بكلفة 129 مليون دولار لبناء محطة كهرباء ذات أربعة توربينات، طاقة كل منها 125 ميغاوات، في محافظة النجف، ولا يزال المشروع ينتظر موافقة مجلس الوزراء. يُذكر أن شركة «كاليك انرجي» التركية بدأت بناء محطة القيارة للكهرباء قرب الموصل بكلفة 388.5 مليون دولار وبطاقة 750 ميغاوات ذات ستة توربينات. وتسعى الحكومة إلى عروض من شركات لتركيب توربين بطاقة 290 ميغاوات لتوسيع محطة كهرباء تازة شمالي كركوك، وسيُفتح باب تقديم العروض لثلاثة أسابيع. وأبرمت وزارة الكهرباء اتفاقاً مبدئياً مع إيران لاستيراد 25 مليون متر مكعب من الغاز طبيعي يومياً، وفقاً للأسعار العالمية، لتوليد الكهرباء، من خلال مد أنبوب من إيران عبر العراق ليستخدمه الأخير كلقيم في محطتين لتوليد الكهرباء في بغداد، ويُتوقع استكمال الأنبوب خلال 18 شهراً. وستُستخدم كميات الغاز المستوردة لتوليد 2500 ميغاوات من الطاقة الكهربائية. وتستعد شركة «غلف كيستون» النفطية لتصدير النفط من إقليم كردستان العراق بعدما أخذ الخلاف بين الإقليم وحكومة بغداد المركزية في شأن مدفوعات النفط طريقه إلى الحل. وذكرت الشركة البريطانية أن الحكومة الكردية طلبت منها تصدير خمسة آلاف برميل يومياً، مضيفة أنها اكتشفت أدلة على وجود مزيد من الاحتياطات النفطية في اثنتين من آبارها في كردستان. وفي عُمان، أبرمت الحكومة اتفاق إعداد التصميمات الهندسية الأولية والاستشارات الهندسية مع شركة «سي بي أند آي لوموس» الأميركية لزيادة طاقة التكرير في مصفاة صحّار بنحو 60 في المئة وتحسين جودة منتجاتها والتحكم في الانبعاثات. ويُتوقع انتهاء مشروع التوسيع بحلول عام 2015. وفي قطر، بدأت «كوزمو أويل»، رابع أكبر شركة لتكرير النفط في اليابان، و»سوجيتز كورب»، الإنتاج التجاري من حقل نفطي جديد في المنطقة الأولى البحرية في جنوب شرقي قطر. وأعلنت الشركتان أن الإنتاج بدأ في 27 نيسان (أبريل) وبلغ نحو ثلاثة آلاف برميل يومياً، ما يدفع إجمالي إنتاج المشروع من الخام في قطر إلى نحو تسعة آلاف برميل يومياً. ويطور المشروع المشترك، المملوك بنسبة 75 في المئة ل «كوزمو أويل» و25 في المئة لشركة «سوجيتز» التجارية اليابانية، الحقل بمقتضى عقد تقاسم إنتاج مع قطر. وأبرمت شركة «قطر للبترول الدولية»، المملوكة بالكامل لشركة «قطر للبترول»، مذكرة تفاهم مع شركة «ميرسك للبترول» لتعزيز التعاون بين الطرفين في مجال استكشاف النفط عالمياً. وفي الكويت، ستبدأ «مؤسسة البترول الكويتية» وشركة «سينوبك» الصينية بناء مصفاة نفط ومصنع بتروكيماويات في الصين بكلفة تسعة بلايين دولار في الربع الأول من السنة المقبلة. وأعلنت الكويت الشهر الماضي أنها تجري محادثات مع شركة «بي بي» وشركات كبرى أخرى في شأن دور محتمل في مشروع المصفاة. وتسعى الكويت إلى زيادة صادرات الخام إلى الصين لأكثر من المثلين، لتصل إلى 500 ألف برميل يومياً.